تحالف اليسار يعقّد المشهد الفرنسي قبيل الألعاب الأولمبية

قال محللون سياسيون إن تحالف اليسار الفرنسي زاد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد، بعد أن استبعد التحالف مع نواب المعسكر الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون، لتشكيل حكومة ائتلافية، في وقت تسود فيه مخاوف من تأثير ذلك على الدولة التي تستضيف خلال أيام دورة الألعاب الأولمبية.

ويرى الباحث السياسي في المعهد  الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية باسكال بونيفاس، أن "انضمام الجبهة الجبهة الشعبية الجديدة لليسار، التي تملك 182 مقعدًا في البرلمان إلى ثاني أكبر قوة برلمانية التي فازت بـ 168 نائبًا، ستمكن ماكرون من تحقيق الأغلبية لاستمرار حكومته".

لكن بونيفاس قال لـ"إرم نيوز" إن استبعاد  اليسار التحالف مع ماكرون، وعدم تقديم شخصية توافقية، سيعقّدان من عملية تشكيل حكومة جديدة، ويمدّدان عمر حكومة غابرييل أتال أطول فترة.

وأوضح أن الأغلبية المطلقة في  الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) تتطلب 289 مقعدًا، بينما يبلغ عدد نواب اليسار ومعسكر ماكرون 350 مقعدًا.

بدوره، قال الباحث السياسي في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية جون إيف كامو  لـ"إرم نيوز" إن عدم حصل أي طرف على أغلبية مطلقة، سيترك اليسار أمام خيار واحد هو تشكيل ائتلافات دائمة إلى حد ما خارج كتلتهم السياسية.

وأكد أنه في "هذه الحالة سيُضطر اليسار مجبرًا على الدخول في تحالف، وإلا سيشكل  ماكرون حكومة تكنوقراط، وهو ما لا تريده الأحزاب".

ووسط ذلك، دعت رئيس المجلس الإقليمي، إيل دو فرانس، إلى تشكيل حكومة انتقالية على الأقل في الصيف، للإبقاء على الأقل وزراء الداخلية والنقل والرياضة خلال دورة الألعاب الأولمبية، بحسب محطة "فرانس إنفو" الفرنسية.

كما أيدت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، اليوم الأربعاء، الإبقاء على حكومة أتال من أجل "إدارة الشؤون الجارية" خلال الألعاب الأولمبية، ودافعت عن "العمل الجيد للغاية" الذي قامت به الحكومة في هذا الشأن، خاصة وزير الداخلية جيرالد دارمانان.

وأعربت هيدالغو، قبل أسبوعين من بدء الألعاب الأولمبية عن "ارتياحها الكبير لعدم وجود رئيس وزراء يميني متطرف خلال هذه الفترة"، وفق "فرانس إنتر".

"لن نحكم بالمراسيم"

في المقابل، يرى النائب الأوروبي وزعيم الحزب الاشتراكي رافائيل جلوكسمان في مقابلة مع "لو نوفيل أوبسيرفاتور" أن اليسار "لن يكون قادرًا على الحكم بالمراسيم"،

وأضاف: "إنها إشارة موجهة مباشرة إلى الأغلبية المنتهية ولايتها، التي استخدمت هذه الأدوات على نطاق واسع، وموجهة أيضًا إلى زعيم حزب فرنسا المتمردة (يسار متطرف) جان لوك ميلانشون، الذي وعد، إذا وجد اليسار نفسه في وضع يسمح له بالحكم، بإصدار مراسيم لإلغاء التقاعد عند سن 64 عامًا، وزيادة الحد الأدنى للأجور".

اعتراف بالهزيمة

واعترف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بهزيمة المعسكر الرئاسي في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأكد أنه "لن يصوّت لنص واحد من الجبهة الشعبية الجديدة لليسار" في حال تولّي الائتلاف رئاسة الوزراء.

وأبدى دارمانان معارضته الشديدة لـ"الحكومات التي قد تأتي من اليسار"، مؤكدًا أنه سيكون "أول الموقعين على مذكرة سحب الثقة إذا كانت فرنسا المتمردة هي المسؤولة".