التحالف يميناً أم يساراً.. معسكر ماكرون يواجه خطر التفكك

يشهد معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انقسامات بشأن فرضيات التحالف في المرحلة المقبلة من أجل تشكيل "كتلة وسطية".

ويبدو نواب المعسكر الرئاسي ممزقين بين احتمال التقارب مع حزب الجمهوريين، ويدفع الجناح اليميني للمعسكر في هذا الاتجاه، والرغبة في الاستقلال، الخيار الذي يدافع عنه الجناح اليساري.

واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها أنّ هذه الانقسامات باتت تهدد الكتلة الوسطية بالتفكك.

فرضيات

وأطلق النواب المنتخبون عن ائتلاف الوسط شعارات بينها "كتابة التاريخ مع اليمين الجمهوري" الصادرة عن ماتيو لوفيفر، و"الاتفاق على الأساسيات مع نواب اليسار" وهو شعار يدافع عنه مود بريجون، و"التواصل مع نواب اليسار" وفقا لبنجامين حداد.

ويبدو وزير الداخلية الفرنسي جيرالد درامانين، الذي أعيد انتخابه نائبا في الشمال، مؤيدا للتوجه نحو اليمين، وهو ما كان عبر عنه منذ ظهور النتائج الأولية للانتخابات، حين قال "يجب أن نحكم على اليمين لا أن نشكل ائتلافاً مع حزب فرنسا الأبية والجبهة الشعبية الجديدة".

 ومن جانبه طرح النائب غدوارد فيليب فرضية عقد "اتفاق فني" بين رئيس الوزراء المتخلي غابريال أتال وحزب الجمهوريين، بترشيح "رئيس وزراء على اليمين" وهو ما أيده النائب عن حزب "النهضة" إيفلين تشارلز رودويل.

ويراهن المدافعون عن هذا الخيار على حالة "التوافق والانسجام" التي أبداها حزب النهضة والمعسكر الرئاسي مع حزب الجمهوريين خلال الفترة النيابية الماضية الممتدة عامين، و"تمرير القوانين معا" وفقا لرودويل.

معسكر "سجين"

وفي الكواليس تحتدم المعركة مع توجه شق آخر نحو التقارب مع اليسار، ويبرر أنصار هذا الشق بأن المنطق يفترض التحالف مع الطرف الحاصل على أكبر عدد من الأصوات.

وقال النائب في المعسكر الرئاسي لودوفيك مينديز "علينا أن نكون متواضعين قليلا، نحن في السجن، ولسنا مسيطرين على الوضع" في إشارة إلى فقدان كتلة ناكرون نحو 100 مقعد في البرلمان الجديد.

وقال تقرير صحيفة "لوموند" إن التوجيهات التي ستتخذها جماعة "النهضة" (حزب ماكرون) في الأيام المقبلة قد تعيد خلط الأوراق، فإذا تم التوصل إلى اتفاق مع حزب الجمهوريين باعتباره الشريك الوحيد، فسيؤدي ذلك إلى انفصال عديد الوزراء عن الكتلة، وسيفتح "بابا آخر للمعركة" وفق تعبيرها.