"الناخبون يتغيرون".. كيف يؤثر ذلك على حظوظ ترامب وهاريس؟

يركز كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس على الوصول إلى ما هو أبعد من مؤيدي حزبيهما التقليديين في المراحل الأخيرة من الحملة، بسبب التحولات الديموغرافية في مجموعة الناخبين، حيث انخفضت نسبة الناخبين البيض غير الحاصلين على شهادات جامعية منذ العام 2020، في حين ازدادت نسبة الناخبين البيض الحاصلين على شهادات جامعية والناخبين الملونين .

 وفي حين يسعى ترامب إلى اجتذاب المزيد من الناخبين السود واللاتينيين، وخاصة الرجال، تستهدف هاريس الناخبين البيض المتعلمين جامعيًا؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على نتيجة الانتخابات.

ففي كل من ولايات الحزام الصخري والحزام الشمسي وفقًا لشبكة "سي أن أن"، حدثت تغيرات في التركيبة السكانية للناخبين المؤهلين، مع انخفاض في أعداد الناخبين البيض غير الحاصلين على شهادات جامعية، بحيث يتم استبدال البيض من الطبقة العاملة بأنواع مختلفة من الناخبين في مختلف المناطق. 

تركيبة الناخبين

وتمثلت إستراتيجية ترامب في زيادة الدعم بين الناخبين من الطبقة العاملة غير الحاصلين على شهادات جامعية، بينما يهدف الديمقراطيون إلى زيادة دعمهم بين الناخبين البيض المتعلمين في الجامعات والناخبين غير البيض.

وينصب تركيز ترامب على جذب الرجال اللاتينيين والسود، بينما تستهدف هاريس النساء الأصغر سنًا.

وإذ تؤثر التغيرات الديموغرافية في تركيبة الناخبين على إستراتيجيات كلا الحزبين، فإن ترامب يركز على نهج أكثر ميلًا للذكور لجذب الذكور اللاتينيين والسود، بينما تقبل هاريس تحول الحزب نحو تحالف الأقليات وسكان الضواحي من المتعلمين الجامعيين. 

ويحقق الديمقراطيون نجاحات مع البيض المتعلمين في الجامعات الذين يشعرون بالقلق من خطاب ترامب. غير أن المكاسب المتقابلة للديمقراطيين مع البيض المتعلمين تعليمًا جيدًا وترامب مع غير البيض من ذوي الياقات الزرقاء هي عناصر مترابطة من نفس الديناميكية.

 

يحتاج الديمقراطيون إلى أن يظلوا قادرين على المنافسة بين الناخبين البيض من الطبقة العاملة. 

 وتعتمد هاريس على الناخبين من غير البيض والبيض المتعلمين في الجامعات لتأمين هوامش الفوز، وحقيقة أن هذه المجموعات آخذة في الازدياد في الناخبين بينما تتقلص مجموعة ترامب الأفضل؛ الأمر الذي يمكن أن يفيد هاريس.

ومع ذلك، يحذر المحللون من أن التغيرات الديموغرافية يمكن التغلب عليها إذا تمكن ترامب من تقليل هوامش فوز الديمقراطيين بين المجموعات الرئيسية أو توسيع تقدمه بين مؤيديه الأساسيين. 

علاوة على ذلك، يُعد الناخبون من الجيل Z فئة سكانية رئيسية، حيث فاز الديمقراطيون بأغلبية كبيرة بين الشباب في الانتخابات الأخيرة. كما تتمتع هاريس بأفضلية بين النساء من الجيل Z، لكن ترامب قد يواجه ذلك من خلال جذب الرجال من الجيل Z.

وبشكل عام، تُشكل التحولات الديموغرافية في الناخبين إستراتيجيات ترامب وهاريس في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية.

المستقبل الاقتصادي

ويمكن أن تؤثر التركيبة المتغيرة للناخبين المؤهلين على نتيجة الانتخابات، حيث يركز كل مرشح على المجموعات السكانية الرئيسية لضمان الفوز.

إلا أنه من غير المرجح أن يتأثر الشباب من الرجال بتصريحات ترامب المثيرة للجدل بشأن القضايا العرقية والثقافية بسبب المخاوف المتعلقة بشأن مستقبلهم الاقتصادي.  

وفي حين تعطي النساء من الجيل Z الأولوية للقضايا الاجتماعية بشكل أكبر، يركز الرجال على المخاوف الاقتصادية عند التصويت.

وتتأثر تركيبة الناخبين الفعليين في يوم الانتخابات بمعدلات الإقبال، حيث يحظى الناخبون البيض المتعلمون الجامعيون بأعلى نسبة إقبال. 

كما أن معدلات إقبال النساء أعلى من الرجال، مع وجود فجوة كبيرة في الانتخابات الرئاسية منذ العام 2004.  أما في الولايات المتأرجحة، فقد شكلت النساء نسبة أكبر من الناخبين الفعليين في العام 2020 . 

في المقابل، تعتبر معدلات إقبال الشباب أقل مقارنة بالناخبين الأكبر سنًا، مع ارتفاع معدلات إقبال الشابات عن الشباب. 

كما تُظهر مصادر البيانات اتجاهات متسقة للتغييرات في جمهور الناخبين، مع تقلص نسبة البيض غير الحاصلين على شهادة جامعية كنسبة من الناخبين. 

وتدلي النساء باستمرار بأغلبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية، لذا فإن من المحتمل أن تتبع التغييرات في تركيبة الهيئة الناخبة التحولات في الهيئة الناخبة الفعلية، علما أن هذه التغييرات عادةً ما تحدث على مدى عقود، مع احتمال تأثير التحولات الصغيرة على التوازن بين التحالفات السياسية.