اتحاد الكرة رفض استقالته.. انقسام في منتخب تونس بسبب فوزي البنزرتي

استمرت ردود الأفعال الغاضبة في الأوساط الكروية بتونس عقب الظهور المخيب لمنتخب نسور قرطاج أمام جزر القمر في الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات أمم إفريقيا 2024.

وتلقت الكرة التونسية صدمة قوية عندما خسر منتخب نسور قرطاج الجمعة الماضي للمرة الأولى منذ 2010، على ملعبه، وذلك بالهزيمة أمام ضيفه جزر القمر (1 ـ0) في الجولة الثالثة ما أثار موجة سخط عارمة في الشارع الرياضي ودعوات لمحاسبة اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب فوزي البنزرتي.

وبعد 4 أيام فقط من سقوطه المدوي في معقله، ملعب رادس الأولمبي، ظهر رفاق يوسف المساكني من جديد بأداء محبط في التعادل (1 ـ 1) أمام المنافس ذاته جزر القمر في الجولة الرابعة التي دارت على أرض محايدة، في ملعب "فليكس هوفوات بوانييه" في كوت ديفوار.

ووفقا لمصادر قريبة من المنتخب التونسي، لوح المدرب فوزي البنزرتي بالاستقالة من منصبه بعد مباراة الجولة الرابعة التي انتزع فيها نسور قرطاج نقطة التعادل بصعوبة بالغة.

خلافات وانشقاق في الاتحاد

وخلف قرار البنزرتي انقساما حادا في الشارع الكروي في تونس وداخل اتحاد كرة القدم، وبينما رفض الرئيس المؤقت للاتحاد كمال إيدير قطعيا استقالة البنزرتي، اعتبرت أطراف مقربة من المنتخب أن الأداء المحبط الذي ظهر به الفريق في تصفيات أمم إفريقيا، حتى الجولة الرابعة يفرض التغيير والبدء في مرحلة جديدة بجهاز فني أجنبي.

ومن جهتها شنت جماهير منتخب تونس حملة شعواء على المدرب البالغ من العمر 74 عاما، معتبره أن الخسارة أمام جزر القمر في رادس كان نتيجة كافية لتفرز الكثير من التغييرات صلب المجموعة بدءا بالجهاز الفني.

ووفقا لمعلومات مؤكدة، رفض رئيس اتحاد الكرة كمال إيدير استقالة البنزرتي بسبب المدة الوجيزة التي لا تزال تفصل مجلس الإدارة الحالي عن نهاية مهامه وحلول مجلس جديدة يتولى تسيير  كرة القدم في تونس في أعقاب الجلسة العامة الانتخابية المقرر أن تنعقد أواخر شهر يناير 2025.

  وطالب إيدير، فوزي البنزرتي بمواصلة مهامه حتى نهاية الفترة الحالية المؤقتة التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم لتسيير الكرة التونسية والخروج بها من أزمة الفراغ الإداري عقب اعتقال رئيس اتحاد السابق وديع الجريء لضلوعه في قضايا فساد مالي وإداري.

وينتظر أن يعقد اتحاد الكرة في تونس اجتماعا الأسبوع المقبل مع الجهاز الفني بقيادة فوزي البنزرتي لتقييم النتائج التي حققها نسور قطراج تحت إشرافه.

  وضع غامض ومحاسبة غائبة

وطالت حملة غضب الشارع الكروي في تونس العديد من اللاعبين وخصوصا ركائز المجموعة أمثال يوسف المساكني لاعب العربي القطري وفرجاني ساسي لاعب خط وسط الغرافة القطري ومحمد أمين بن حميدة لاعب الترجي والياس السخيري من آينتراخت فرانكفورت وسيف الدين الجزيري مهاجم الزمالك المصري، حيث طالب عدد كبير من المشجعين باستبعاد هؤلاء اللاعبين من المنتخب في المباريات المقبلة.

وكانت وسائل الإعلام التونسية وجهت اتهامات للاتحاد بفشله في التعامل مع الأزمة الراهنة للكرة التونسية وعجزه عن اتخاذ قرارات صارمة مع اللاعبين.

وظهر أغلب لاعبي تونس بأداء مخيب للآمال في 4 مباريات حتى الآن من تصفيات المجموعة الأولى، إذ فازوا على مدغشقر ثم غامبيا في الجولتين الأولى والثانية بشق الأنفس قبل الخسارة والتعادل في الجولتين الماضيتين أمام جزر القمر.

وشهدت الكرة التونسية منذ بداية العام الحالي تراجعا مدويا، ففي يناير خرج المنتخب خالي الوفاض من نهائيات كأس أمم إفريقيا "كوت ديفوار 2024"، بعد خسارة وتعادلين في الدور الأول.

وتأمل تونس في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا للمرة 17 تواليا، (رقم قياسي) بعد أن كانت حققت أفضل إنجازاتها في نسخة 2004 عندما توجت باللقب.