إعلام عبري: إطلاق 10 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه "كريات شمونة" شمال إسرائيل
فجر المنتخب التونسي موجة من الغضب في الأوساط الكروية بتونس بعد تلقيه خسارة مهينة على ملعبه أمام منتخب جزر القمر أمس الجمعة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 بهدف دون رد.
وعلى ملعب رادس الأولمبي، سقط نسور قرطاج سقوطا مدويا في ثالث مباريات المجموعة الأولى لتصفيات أمم إفريقيا، بعد أن كانت الجماهير تمني النفس بالفوز الثالث تواليا وفتح أبواب التأهل على مصراعيها.
وبعد انتصار بشق الأنفس على مدغشقر في الجولة الأولى (1 ـ 0) بهدف في اللحظات الاخيرة، وفوز ثان على غامبيا (2 ـ 1) تلقى رفاق الياس السخيري أول خسارة لهم في التصفيات وهو ما يجعل طموحهم في التأهل للنهائيات للمرة 17 تواليا في موضع الخطر.
ويحتل المنتخب التونسي المركز الأول للمجموعة الأولى بست نقاط، يليه جزر القمر برصيد 5 نقاط، ثم غامبيا ومدغشقر برصيد نقطتين لكل منهما.
وتباينت المواقف في الشارع الكروي في تونس حيال الخسارة التي وصفها الكثيرون بأنها "تاريخية" لنسور قرطاج، لكن الجميع استقر على موقف واحد وهو أن الخيارات الفنية للمدرب فوزي البنزرتي واختياره للتشكيلة كانت السبب الأول لخيبة "11 أكتوبر 2024".
ولم يسبق لمنتخبي تونس وجزر القمر أن التقيا رسميا، بينما جمعمها لقاء ودي واحد في العام 2022 في فرنسا وانتهى بفوز النسور بهدف دون رد.
ومساء الجمعة، كان اللقاء الأول رسميا بين المنتخب التونسي وخصمه الذي يظهر في الواجهة حديثا، إذ تأهل مرة واحدة لنهائيات أمم أفريقيا كانت في 2022.
واجتمعت عدة أسباب لتفرز السقوط التاريخي لتونس أمام جزر القمر، والتي يختزلها التقرير التالي في 5 نقاط رئيسية:
ـ محاباة وأخطأء في تحديد القائمة
عند الإعلان عن قائمة اللاعبين، اصطدم فوزي البنزرتي بالكثير من المفاجآت غير السارة وذلك بإعلان إصابة عدد من اللاعبين أمثال ديلان برون وعلي العابدي في خط الدفاع والياس سعد في خط الهجوم، فيما رفض نادي هاكن السويدي تسريح لاعبه علي يوسف.
وتعرض الياس السخيري بدوره للإصابة، ما دفع البنزرتي إلى عدم التعويل عليه أساسيا.
وفي الوقت الذي كان يفترض أن يراجع مدرب النسور اختياراته ويوجه الدعوة للاعبين آخرين، فضّل الاكتفاء بقائمة مختصرة، ووجه الدعوة في المقابل للاعب الترجي محمد أمين بن حميدة لتعويض غياب العابدي لاعب نيس.
وجاءت معظم اختيارات البنزرتي للقائمة على أساس محاباة بعض اللاعبين ما أثار الكثير من الانتقادات قبل أن تظهر العيوب تباعا في مباراة جزر القمر وتؤكد أن الجهاز الفني ارتكب أخطاء فادحة.
ـ تكتيك عقيم وتشكيلة "متهرّمة"
دخل المنتخب التونسي المباراة بتشكيلة ضمت الكثير من اللاعبين غير الجاهزين، ففي خط الدفاع اختار البنرزتي كلا من رائد بوشنيبة ومحمد أمين بن حميدة لاعبي الرواق في الترجي التونسي وكلاهما كان مغضوبا عليه حتى من ناديهما.
وفضلا عن ذلك كان الاعتماد على لاعبين غير جاهزين بدنيا أمثال فرجاني ساسي ويوسف المساكني عقيما، واعتبر الكثير من الملاحظين أن منتخب تونس "تهرّم" وأصبح يعتمد على لاعبين غير قادرين على خوض مباراة كاملة في وقت كان حريا ضخ دماء جديدة وشابة في التشكيلة.
ـ لغز حمزة المثلوثي والعاشوري
شهدت قائمة نسور قرطاج في المباريات الأخيرة غياب واحد من أكثر اللاعبين جاهزية وهو مدافع نادي الزمالك حمزة المثلوثي الذي يقدم مستويات رائعة جدا، لكن البنزرتي استعاض عنه برائد بوشنيبة اللاعب الصاعد للترجي، الذي يستطيع أن يقدم أداء جيدا في المستقبل، لكنه لا يبدو بمثل جاهزية المثلوثي الذي قاد الزمالك للتتويج بكأس السوبر الإفريقي والتأهل لدور المجموعات في الكونفدرالية.
الأمر نفسه ينطبق على المهاجم الياس العاشوري الذي يقدم مستوى لافتا مع ناديه كوبنهاغن الدانماركي لكنه يبدو الغائب الأكبر عن تشكيلة النسور.
وتوجهت الكثير من الانتقادات للجهاز الفني للمنتخب التونسي بتجاهل دعوة لاعبين قادرين على تقديم الإضافة في مقابل استدعاء آخرين أثبتت المباريات خواء أقدامهم من الإضافة.
ـ اتحاد كرة خارج النص
لا يمكن أن نضع الخسارة المدوية لتونس أمام جزر القمر بمنأى عن المستجدات التي تشهدها الساحة الكروية في تونس في الوقت الراهن والتي يصفها الخبراء بأنها الأكثر حساسية وصعوبة.
ويبدو اتحاد الكرة التونسي، وهو عبارة عن لجنة تسوية عنيها الاتحاد الدولي لكرة القدم في أغسطس الماضي، وتضم 3 أعضاء، مجرد هيكل يكاد الكثيرون يصفونه بأنه "صوري" لا تأثير له ويقتصر دوره على ملء الفراغ الإداري لا أكثر.
وساهمت الأوضاع الحالية التي يمر بها اتحاد الكرة التونسي في حالة من الفوضى والتسيب إذ انشغل الاتحاد بأزمة حكام الدوري واستقالة لجنة الحكام واتهامات النوادي، وغيرها من الملفات في مقابل ترك الأمور تسير نحو سقوط حرّ للنسور لتظهر نتائج تلك الفوضى على ملعب رادس بخسارة مدوية ستكون لها الكثير من التداعيات في الفترة المقبلة.
هجوم عقيم وأرقام مخجلة
تظافرت الخيارات العقيمة للمدرب فوزي البنزرتي مع ظهور مخيب للآمال للاعبي تونس أمام جزر القمر وخصوصا خط الهجوم الذي بدأ المباراة والذي ضم كلا من يوسف المساكني وسيف الدين الجزيري، بجانب وجود حمزة رفيع كجناح ومحمد علي بن رمضان كصانع ألعاب.
ويبدو من خلال إحصائيات سيف الدين الجزيري مع ناديه الزمالك، أو يوسف المساكني مع فريقه العربي القطري، أن كلا اللاعبين يعيش فترة فراغ كبرى، فالجزيري لم يحرز أي هدف منذ هدفه مع الزمالك في شباك المقاولون العرب في يوليو الماضي.
أما المساكني فلم يظهر بالشكل المطلوب مع العربي القطري فيما كانت أرقام حمزة رفيع مع ليتشي الإيطالي محبطة، إذ سجل آخر هدف في مباراة ودية أمام فردر بريمن في يوليو الماضي.
ويعيش عدد من لاعبي منتخب تونس المحترفين خارج الدوري التونسي أوضاعا غير مستقرة، لكن رغم ذلك يستمر التعويل عليهم من قبل المدرب فوزي البنزرتي الذي تجرع الخسارة الأولى في ثالث مباراة له على رأس نسور قرطاج في عهدته الرابعة مع منتخب بلاده.