زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ: ترامب يطلق العنان لأعنف رسوم جمركية منذ أكثر من نصف قرن
فتحت محلات سوق الحميدية أبوابها، بعد أيام من الإغلاق إثر سقوط النظام.
فهذا السوق الممتد من جانب قلعة دمشق، إلى الجامع الأموي، يعتبر مقياسًا للأمان والاستقرار، الناس يقولون هنا: إذا رأيت سوق الحميدية يعمل، فالأمور على خير وعلى ما يرام.
أخذ سوق الحميدية اسمه من السلطان العثماني عبد الحميد الأول العام 1780م، وذكره الرحالة في زياراتهم للشام، فهو يجمع التراث والحداثة معاً، كما تحيط به عدة أسواق، تختص ببضاعة محددة، مثل العصرونية وسوق الصاغة والمناخلية والحرير والعرائس والقباقبية والخياطين.
تتنوع المحلات في سوق الحميدية، بين تراثية تبيع النحاسيات والأرابيسك والمصدفات وأنواع الزينة والعطور، ومعاصرة تقدم الأقمشة الحريرية والقطنية والملابس الجاهزة، وتبدأ بوابة السوق من نهاية شارع النصر، ثم تنتهي بعد مسير طويل، بأعمدة معبد "جوبيتر" المواجهة للجامع الأموي.
منطقة السوق مليئة بالأوابد الأثرية، فعلى يمينه قلعة دمشق، وضريح صلاح الدين الأيوبي، والمكتبة الظاهرية التي بناها الظاهر بيبرس، إلى جانب الجوامع الأثرية القديمة، حيث يوصلك كل تفرع من السوق بتاريخ عريق من عصر معين.
يعتبر الزحام طبيعيًا في سوق الحميدية، لكن الحشود اليوم جاءت كي تطمئن وتشاهد بأمّ العين، أن أقدم عاصمة في التاريخ، التقطت أنفاسها وعادت لدورة الحياة فالجميع يلتقط الصور ويجري الاتصالات، ليقول للأهل إن الأمور جيدة، انظروا إلى السوق.
شهد سوق الحميدية أحداثًا كبيرة في تاريخه، فمن هنا دخل الثوار ضد الاحتلال الفرنسي، كما تعرض المكان لحريق ضخم العام 1912، أتى على محلات السوق، بسبب سقفه الخشبي، لكنه في كل مرة كان يعود للعمل، وهو أكثر تجددًا وحيوية.
لا يعطي الناس فرحتهم لأحد، وهم يتجولون داخل سوق الحميدية، ففي نهاية هذا الدرب الطويل، يفضلون التجمع في الساحة الضخمة أمام الجامع الأموي، حيث يُطعمون الحمام، ثم يدخلون ساحة المسجد، حيث لِعبق التاريخ سحرٌ خاص على الزوار.
يأمل الناس، أن تكون عودة سوق الحميدية للعمل، علامة على تحسن الأوضاع. فالناس تعبت من الخطر ومكابدة الظروف الاقتصادية الصعبة، يقولون لنا: لا نريد شيئًا سوى عودة الشام، إنها بيتنا الآمن وأمّنا الحنون!.