عام ونيف على حرب غزة، عداد الموت لا يتوقف وحصيلة المصابين هي الأخرى سارية، وخلفت حتى الآن قرابة الـ100 ألف مصاب غزي، ربعهم تغيرت حياتهم إلى الأبد، فقدوا طرفا، أو خسروا جزءا من أجسادهم، وأُجبروا على خوض حياة جديدة.
لن تتذكر الطفلتان حنان ومسك بأنهما كانتا يوما قادرتين على المشي، فالمصيبة حلت بهما على صغر، وفقدت كل منهما قدما على الأقل إلى الأبد، وإن كان أحمد أبو شعبان قد خسر قدمه اليمنى، فإنه باليسرى لازال قادرا على منع المياه من أن تغمر خيمته، وهم قلة من كثر يعانون الإعاقة الدائمة وفق أرقام الأمم المتحدة، التي تؤكد أن أكثر من 22 ألفا يعانون من إصابات غيرت حياتهم في غزة، منها إصابات في الأطراف تتراوح بين 13 و17 ألف إصابة، معظمها كانت سببا مباشرا ببتر أحد الأطراف أو مشاكل دائمة بالحبل الشوكي وتشوهات بفعل حروق خطيرة.
من فوق الركام تتحدث إيمان أبو صبحة عن معاناتها، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لم يعد جسمها يحتمل مزيدا من هشاشة العظام وانحناءات العمود الفقري بسبب نقص الأدوية وتعذر حصولها على جلسات العلاج الفيزيائي، بينما تكمن مشكلة محمود أبو ناموس بأنه لا يسمع صوت القصف، فيأخذه حدسه يمنة ويسرى محاولا الهرب خوفا على بناته مع كل غارة، وهو واحد من ذوي الإعاقة في قطاع غزة، ومن ضمن مجموعة كبيرة تعاني نقص الطبابة وفقر المعدات لهذه الفئة تحديدا.
وإن كانت أرقام الإصابات التي تسببت بإعاقة ظاهرة على العلن مفزعة، فإن وابلا من الأوبئة وجدت إلى الجهاز التنفسي طريقها بسهولة، إذ إنه ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يوجد أكثر من 600 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي في قطاع غزة، وأرقام كبيرة سُجلت لإصابات الكبد والأمراض الجلدية على اختلافها.