logo
حرب الغاز في القوقاز
فيديو

بعد زيارة بوتين لأذربيجان.. هل تشتعل "حرب الغاز" في منطقة القوقاز؟

27 أغسطس 2024، 8:08 ص

وكأن ما يجري في كورسك معركة لا تتجاوز كونها صدًّا وردًّا روسيا أوكرانيا، بوتين في أذربيجان فأي زيارة هذه التي من شأنها تعديل كفة الميزان، من كل النواحي؟.
لقاءان بين بوتين والرئيس الأذري إلهام علييف خلال 4 أشهر، بوتين يريد كسب أذربيجان بعد ما خسر أرمينيا، هذا على الأقل عنوان عريض لِما تحمله الزيارة، التي من شأنها أن تعزز موقف روسيا سياسيًّا واقتصاديًّا، لكن كيف؟ 
اقتصاديًّا : 
لا يمكن لبوتين مصارحة الرئيس الأذري علييف بهذا، لكن من الطبيعي أن يزعج قرار باكو زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال خلال (2024) بما يصل إلى نحو 24 مليار متر مكعب إلى أوروبا الرئيس الروسي، الذي سجل اقتصاده وفق خبراء هدفًا في مرماه، عندما قطع الغاز عن أوروبا لتقليص دعم الغرب لأوكرانيا، لكنه وبهذا أضر بالاقتصاد الروسي الذي انخفضت حصة روسيا فيه بسوق الاتحاد الأوروبي إلى أكثر من 10%، وفقدت روسيا برأي البعض مكانتها كمصدر دولي رئيس للغاز إلى الأبد. 
فلماذا لا تورد روسيا الغاز تدريجيًّا إلى أذربيجان، التي تدفع فيه المال، وتقوم بدورها بتوريده إلى دول أخرى، منها دول غربية، هذا يمكن أن يكون جزءًا من خطة الرئيس الروسي فيما يتعلق فقط بالغاز اقتصاديًّا. 
إدخال نظام الدفع ماستر كارد بالعملة الروسية في أذربيجان، هذا أيضًا أحد الأهداف الروسية التي تسعى من خلالها لتنشيط التداول بعملتها في ظل حصار أوروبي خانق عليها، ما يعني زيادة التدفقات المالية بين الطرفين على أساس الدفع بالعملتين الوطنيتين، في بلاد بلغت الاستثمارات الروسية المباشرة فيها 4.2 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، كما إن قرابة 1300 شركة برأس مال روسي، تعمل في أذربيجان. 
سياسيًّا: 
بنظرة خاطفة على أذربيجان في خريطة توضح الحدود، فإنها تلقي بنفسها كجغرافيا فاصلة، بين روسيا وإيران، وإن زيارة بوتين لأذربيجان قد تهدف لتحسين العلاقة بين البلدين (أذربيجان وإيران) ما سيكون له مردود إيجابي في تعبيد الطريق أكثر من باكو إلى طهران في مسعى جدي للالتفاف على مصالح أميركا في المنطقة، لا سيما بعد أن حصدت العلاقات الإيرانية الروسية ثمارًا إيجابية في العداء المشترك ضد واشنطن على خلفية حرب غزة، كما إنها زيارة تهدف لإحلال الأمن في منطقة حدودية لروسيا. 

أذربيجان .. آخر ما تبقى من الحلم السوفيتي.. 
إن الاحتقان في دول مثل جورجيا وأرمينيا على روسيا، لا يبقى في ساحة الحلم السوفيتي الروسي سوى أذربيجان، ففي جورجيا تعلق على أعمدة الشوارع عبارات روسيا محتلة، وتقاتل تبليسي من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي، بينما في أرمينيا، فالقناعة راسخة بدور روسيا بتعزيز موقف أذربيجان قبل عام حينما أعلنت نصرها بالاستحواذ على إقليم كاراباخ، وبغطاء روسي، فموسكو لا توفر فرصة للتدخل في صراع في منطقة القوقاز، لتذكر دائمًا بسلطتها على المنطقة ولو نظريًّا، وهذه المرة برسالة غير مباشرة لأرمينيا. 

إسرائيل وأذربيجان، علاقة تقلق موسكو وطهران..
وفق تقارير متطابقة، فإن أضخم قاعدة عسكرية تجسسية إسرائيلية على الحدود الإيرانية، تقع في أذربيجان، التي تربطها بتل أبيب علاقات وثيقة، ولا غرابة في هذا إذا كانت العاصمة باكو من أكثر مستوردي السلاح الإسرائيلي في العالم، وعليه فإن موسكو وبتوطيد علاقتها بأذربيجان ستسعى لقطع الطريق على أمريكا ومنعها من استغلال العدائية الحاصلة بين باكو وطهران، لا سيما بعد اللقاء الأخير بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ميونيخ في الـ17 من فبراير لهذا العام، الذي خرج بتأكيدات الجانبين على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل مستقل. 
فهل يجد بوتين فيما يعرف بحديقة روسيا الخلفية "أذربيجان"، سبيلًا لتحسين الواقع الاقتصادي بالدرجة الأولى؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC