الجيش الأوكراني: روسيا أطلقت 96 مسيرة و3 صواريخ خلال الليل
في الوقت الذي تتسارع فيه التحولات السياسية والعسكرية في سوريا، تثير التحركات الروسية الأخيرة في المنطقة تساؤلات كبيرة حول مستقبل الوجود العسكري الروسي في البلاد.
ومع تزايد التقارير عن انسحاب بعض القوات الروسية من قواعدها الحيوية في اللاذقية وطرطوس، يبدو أن موسكو قد بدأت في إعادة تقييم استراتيجياتها في الشرق الأوسط.
وبينما تتحدث التقارير عن محادثات مع القيادة السورية الجديدة لضمان بقاء القاعدتين العسكريتين الرئيسيتين، يظل السؤال الأهم: ما هي الخطوات التالية لروسيا في مواجهة التغيرات العميقة في سوريا والمنطقة؟
في هذا السياق، تتزايد التكهنات حول التوافقات السياسية المحتملة مع الجماعات المحلية، ومنها "هيئة تحرير الشام"، التي قد تضمن لموسكو استمرار وجودها الاستراتيجي في قلب سوريا.
لكن في تطور مفاجئ، أفادت وكالة "رويترز" بأن طائرة شحن روسية أقلعت من قاعدة حميميم في اللاذقية إلى ليبيا، مع توقعات بإقلاع المزيد من الطائرات في الأيام القادمة.
هذا التحرك يعكس التحديات الأمنية التي تواجهها موسكو في سوريا، حيث يُعتقد أن هناك مساعٍ روسية لتقليص الوجود العسكري في بعض القواعد الاستراتيجية، وهو ما يثير التساؤلات حول مصير قاعدتي اللاذقية وطرطوس، اللتين تُعتبران قلب الاستراتيجية الروسية في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، أكد نائب رئيس "الائتلاف الوطني السوري" عبد الحكيم بشار أن الائتلاف يدعم بقوة العلاقات مع روسيا، مشيرًا إلى أن سوريا بحاجة إلى علاقات متوازنة مع جميع الدول، بما في ذلك روسيا.
وتعتبر هذه التصريحات جزءًا من المساعي لإعادة بناء سوريا بعد سنوات من النزاع، حيث يبدو أن الأطراف السياسية السورية باتت تدرك أهمية التعاون مع القوى الدولية الكبرى لضمان استقرار البلاد.
وفي سياق التحولات العسكرية، صرح الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك هيرتلينغ بأن روسيا تشهد انسحابًا كبيرًا من بعض المواقع العسكرية الرئيسية في سوريا، خاصة في قاعدتي اللاذقية وطرطوس.
ورغم تأكيداته على أن هذا الانسحاب يأتي في إطار تعديل الاستراتيجية الروسية في المنطقة، فإن البعض يرى أن روسيا قد تكون في صدد إعادة تموضع قواتها بشكل يسمح لها بالاحتفاظ بتأثيرها في المنطقة دون أن تكون عرضة لمخاطر متزايدة في ظل عدم الاستقرار الأمني، خاصة أن قاعدة طرطوس تُعتبر المنفذ الوحيد لروسيا على البحر الأبيض المتوسط، ولها أهمية استراتيجية بالغة لموسكو في سياق الصراع الإقليمي.
من ناحية أخرى، أشارت مصادر إلى أن موسكو قد اضطرت إلى اتخاذ تدابير لحماية مصالحها، بما في ذلك نقل الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته إلى روسيا بعد أن تم إقناعه بأن الحرب قد انتهت لصالح الجماعات المتمردة التي سيطرت على دمشق.
ويرى مراقبون أن الوجود الروسي في سوريا لا يزال يشكل محورًا رئيسيًا في المعادلة الإقليمية.
ومع التغيرات المستمرة في الوضع العسكري والسياسي، تظل أسئلة كثيرة معلقة حول قدرة روسيا على الحفاظ على قوتها في المنطقة وسط تحولات قد تكون غير متوقعة.