الاتحاد الدولي للصليب الأحمر يبدي "غضبه" إثر مقتل ثمانية مسعفين من الهلال الأحمر في غزة
في قلب الصراع السوري، تتصاعد المعارك العنيفة على أطراف مدينة حماة، خاصةً في الجبهة الشمالية.. المعارك التي وصفتها الفصائل المسلحة بأنها "كسر عظم"، إذ يسعى الطرفان لتحقيق تقدم إستراتيجي في المنطقة، خاصة على محاور جبل زين العابدين، الذي يُعد بمنزلة البوابة لمدينة حماة.
الفصائل المسلحة أعلنت تقدمها نحو مداخل المدينة، مُشيرة إلى السيطرة على عدة قرى وبلدات، من بينها الرهجان ومعرشحور..
ولكن كما هو الحال في العديد من المعارك، فإن الصراع في حماة ليس بالصراع السهل، فقد اصطدمت هذه الفصائل بمقاومة شرسة من قبل الجيش السوري، الذي استخدم قوتين لا يُستهان بهما.. الدعم الجوي عبر الطائرات الحربية، والقتال على الأرض من خلال وحدات النخبة.
ورغم التقدم الذي حققته الفصائل، فإن الجيش السوري لم يقف مكتوف الأيدي، بل شَن هجومًا مضادًّا استطاع من خلاله استعادة بعض المناطق التي كانت قد سقطت بيد المهاجمين، من بينها قرى كفراع ومعرشحور، ورغم ذلك، تبقى المدينة على بُعد عدة كيلومترات فقط من خطوط التماس مع الفصائل.
لكن محور جبل زين العابدين هو المفتاح الحقيقي لمعركة حماة، بحسب الخبراء العسكريين، فإن سيطرة الفصائل على هذا الجبل تعني سقوط مدينة حماة عسكريًّا، ورغم ذلك، يظل هذا الجبل حصنًا صعب المنال؛ فالفصائل المسلحة فشلت في محاولات سابقة للسيطرة عليه، وهو ما يُعقّد مساعيهم، ويجعل هذه المعركة أكثر تعقيدًا وإثارة.
في ظل هذا التصعيد العسكري، دفعت القوات السورية بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة، إذ وصلت وحدات من الجيش السوري والدفاع الوطني إلى مختلف محاور القتال في ريف حماة الشمالية والشرقية، في محاولة لصد الهجمات المتكررة وحماية المدينة.
رغم التفوق الجوي للجيش السوري، فإن الفصائل المسلحة، خاصة "هيئة تحرير الشام"، لا تزال تبذل جهدًا كبيرًا لفرض السيطرة على الجبال والمناطق الإستراتيجية، مثل جبل زين العابدين، الذي يعد نقطة حاسمة في تحديد مصير المدينة، العمليات الجوية المكثفة، خاصة من الطيران الحربي السوري والروسي، تزيد تعقيد الوضع، إذ استهدفت الفصائل المسلحة في عدة مواقع داخل ريف حماة وإدلب.
في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة في محيط المدينة، تتزايد التكهنات حول تطورات الوضع العسكري، مصادر محلية تشير إلى أن الفصائل المسلحة لا تزال على بُعد 5 إلى 7 كيلومترات فقط من مدينة حماة، بينما تسعى القوات السورية، بدعم من حلفائها الروس والإيرانيين، لتأمين المدينة ومنع سقوطها.