نتانياهو لماكرون: إسرائيل تتوقع دعم فرنسا وليس فرض "قيود" عليها

logo
العالم

نتنياهو بين بايدن وترامب.. وحسابات الشهر الأخير

نتنياهو بين بايدن وترامب.. وحسابات الشهر الأخير
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرسالمصدر: رويترز
06 أكتوبر 2024، 2:33 م

 رابح فيلالي

يتساءل كثير من الديمقراطيين في واشنطن عما إذا أبقت الحكومة الإسرايئيلية دورًا لإدارة الرئيس جو بايدن في إدارة أزمة التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط.

ويذهب هؤلاء الى الحد الذي يطرحون فيه سؤالًا أكثر جوهرية، وهو المتعلق بمدى رغبة  هذه الحكومة  في التعامل مع رؤية الإدارة الديمقراطية  للحربين في المنطقة في الوقت الحاضر .

وهناك رأي تكبر مساحته بين أعضاء التيار التقدمي من الديمقراطيين على المستويات كافة لاعتقادهم كما يقولون أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد الاستثمار في إدارة الرئيس بايدن.

ويشير هذا الرأي إلى أن الحكومة الإسرائيلية ليست راغبة في أن تعطي إدارة بايدن أي إنجاز سياسي في المرحلة الحالية حتى يساعدها ذلك أمام الناخبين الأمريكيين قبل أقل من خمسة أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية.

أخبار ذات علاقة

"هيمنة التصعيد".. سياسة نتنياهو تحرج بايدن وتهدد مستقبل هاريس‎

 

وفي مقابل ذلك يعتقد هؤلاء أن  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يشعر بالراحة في التعامل مع الإدارة الديمقراطية، وأنه يرى أن فرص تحقيق مكاسب أفضل في ظل إدارة جمهورية محتملة في المرحلة المقبلة ستكون أفضل بالنسبة له. 

هذه الرؤية الواسعة الانتشار بين كثير من الديمقراطيين تعود إلى طبيعة العلاقة المرتبكة التي جمعت بين الرئيس بايدن ورئيس  الحكومة الإسرائيلية منذ ما قبل الحرب في غزة.

بل إن حالة من القطيعة الصامتة كانت تميز علاقة الرجلين، وإن كانت تلك الزيارة التي قام بها بايدن لإسرائيل غداة هجوم السابع من أكتوبر قد أظهرت الالتزام الكامل من جانب الإدارة الديمقراطية في دعم إسرائيل.

حتى إن بايدن يقول إنه الرئيس الأمريكي الوحيد في التاريخ الذي زار إسرائيل وهي في حالة حرب، إلا أن ما تبع ذلك من تطورات جعل من الخلافات بين الطرفين تظهر عقب كل جولة كان يقوم بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن وكذلك وزير الدفاع لويد أوستن الى المنطقة .

وحتى عندما تقدم رئيس مجلس النواب  مايك جونسون المؤيد لدونالد ترامب بمشروع دعوة  نتنياهو للخطاب في الكونغرس أمام غرفتيه، لم يتم الأمر بسهولة بالنظر إلى تلك التحفظات التي أطلقها زعيم الغالبية الديمقراطية تشاك شومر أمام هذه الزيارة  بسبب التوقيت، والوضع المعقد في المنطقة. 

هذه الأسباب العلنية، ولكن هناك أسبابا أخرى سبقت ذلك، ومنها أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي يعد أرفع شخصية أمريكية من أصول يهودية في العاصمة واشنطن كان  أشد السياسيين الأمريكيين من الحزبين انتقادًا لنتنياهو، عندما طالبه بالاستقالة والخروج من المشهد السياسي؛ لأنه لم يعد لديه ما يقدمه لإسرائيل.

ولكن هذه الخلافات العميقة في الرؤية بين  الجمهوريين والديمقراطيين في مبنى الكونغرس جرى تجاوزها لاحقًا، ووجِّهت دعوة مشتركة لرئيس الحكومة الإسرائيلية لزيارة الكونغرس مطلع الصيف الماضي. 

قبل تصريحات شومر كان الرئيس بايدن هو الآخر قد أعلن في تصريحات سابقة  أن الحكومة الإسرائيلية  الحالية هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

بايدن: لم يساعد أي رئيس أمريكي إسرائيل أكثر مني

 

إضافة إلى تلك المواقف التي كانت قد صدرت من الجناح التقدمي في الكونغرس الذي عارض علنًا إرسال مزيد من المساعدات إلى إسرائيل، قبل إلزامها بتقديم توضيحات عن كيفية استعمال الأسلحة الأمريكية الموجهة إليها في صيغة مساعدات.

هذه المواقف من الجانب الديمقراطي راهن عليها الجمهوريون في خطابات الحملة الانتخابية، سواء من جانب رئيس مجلس النواب مايك جونسون في أكثر من مناسبة سابقة أم من جانب المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي قال في أحاديثه جميعها إن الإدارة الديمقراطية لا تقوم بما يكفي لحماية إسرائيل، وإنه في حال عدم انتخابه وانتخاب منافسته كامالا هاريس فإن إسرائيل ستكون مهددة بالزوال.  

ترامب لا يتوقف عند هذا الحد، بل يقول إن الإدارة الديمقراطية هي المسؤولة المباشرة عن  هجوم 7 أكتوبر وما جاء بعدها.

ذلك لأن الإجراءات المتساهلة مع إيران هي التي أشعرت طهران بقدرتها على التحرك عن طريق  أذرعها في المنطقة في قطاع غزة ولبنان واليمن والعراق.

إضافة إلى تلك المبالغ المالية التي سلمت لإيران على خلفية اتفاق تسليم الأسرى لديها، وهو أمر ينفيه الديمقراطيون، ويقول إن هذه الأموال مخصصة للأغراض الإنسانية، وأنها لا تزال مجمدة في العاصمة القطرية الدوحة حتى الآن. 

ويجدد ترامب التأكيد في كل مناسبة أنه خلال ولايته السابقة ألغى الاتفاق النووي الذي أقره سلفه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، وفرض عقوبات صارمة عليها، وقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وهو يقول إن هذه السياسات المتشددة  من جانب إدارته هي التي جففت مصادر التمويل  لدى حكومة طهران، ومنعتها من دعم مؤيديها في المنطقة. 

في هذه الحملة الانتخابية يشير الجمهوريون إلى غياب المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس عن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس بصفتها رئيسة لمجلس الشيوخ.

ويقولون إضافة إلى ذلك إن هاريس سوف تعتمد في حالة فوزها في فريقها الإداري على مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وإنها بالتالي سوف تتبع سياسات مرنة تجاه طهران كما فعل باراك أوباما قبل اثني عشر عامًا .

وبالنظر إلى هذه الخلفيات التي طبعت الموقف من إسرائيل في العاصمة واشنطن منذ وصول الديموقراطيين إلى البيت الأبيض وخروج ترامب منه، بات واضحًا أن الرؤية بين الجانبين تجاه إسرائيل أصبحت  في صدارة المشهد السياسي محليًّا، ولكن كذلك في  طبيعة التصور المستقبلي للحزبين لسياسة أمريكية في الشرق الأوسط. 

وحتى في ظل  الحرب القائمة حاليًّا في لبنان تقول إدارة الرئيس بايدن إنها لا تريد من إسرائيل أن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، ويقول ترامب إنه يجب استهداف هذه المنشآت أولًا قبل الحديث في القضايا الأخرى 

وتقدر الإدارة الديموقراطية أنه لايزال هناك خيط، ولو رفيع، لجهد دبلوماسي في المنطقة، وهو الأمر الذي كانت الإدارة تلجأ إليه في كل مرحلة من مراحل تطورات الأزمة في المنطقة، لإنها كانت ولا تزال تراهن  على عدم تحول الحرب في المنطقة إلى حرب شاملة.

وهو الأمر الذي لا تريده الإدارة الديموقراطية أن يحدث في هذا التوقيت المعقد جدًّا، بالنسبة لها أي قبل أقل من ثلاثين يومًا من موعد الانتخابات العامة في نوفمبر.

أضف إلى ذلك شعور الأطراف في المنطقة أنه بعد أربعة أسابيع من الآن ستكون الرؤية أوضح في واشنطن حول الطرف الذي سوف يكون الرهان عليه في المستقبل بعد إعلان نتائج الانتخابات، وهو ما يجعل الأطراف جميعها تفضل خيارًا لننتظر ونرى على الأقل في الوقت الحاضر .

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC