أوكرانيا: روسيا أطلقت 131 مسيرة وصاروخين بالستيين في هجوم أثناء الليل
عن دار "الشروق" في القاهرة، صدرت مختارات للشاعر السوري المقيم في لندن نوري الجراح تحت عنوان "ألواح أورفيوس".
وتبرز المختارات كيف أن نوري الجراح، مواليد 1956، قدّم عبر مسيرته سردية شعرية تعيد صياغة الأساطير والملاحم الكبرى في التراث الإنساني وتمنحها بعدًا جديدًا يعبر عن اغتراب الشاعر وحزنه وإحباطه.
واستطاع الجراح خلق مساحة إبداعية خاصة به لا تعتمد على المرجعيات الغربية فقط، بل تمزج الروافد اليونانية والبابلية والتراث العربي في سبيكة جديدة تجعل منها أقنعة رمزية يبث من خلالها أفكاره ورؤاه.
ويشير عنوان الكتاب، الذي قامت بكتابة مقدمته الناقدة المصرية د. ناهد راحيل، إلى "أورفيوس"، الشخصية الأسطورية ذات الحضور في الميثولوجيا الإغريقية، عازف موسيقي وكاتب عُرف برحلاته البحرية، وقدراته السحرية الخارقة مما جعله يجذب الجميع إلى ألحانه.
ومن هنا يمكن اعتباره الوجه المناسب لنوري الجراح الذي يتوحد عبره مع ذاته داخل النص الشعري. ورغم أن العنوان مستمد من إحدى القصائد الشاعر الواردة في مجموعته الشعرية "حدائق هاملت"، فإنه لا يحيل إلى هذه القصيدة فقط، بل إلى تجربة أورفيوس المعاصر "الذي يعزف على قيثارة بلا أوتار" في العصر الحديث.
ويستعيد الشاعر أسطورة نرسييس، الصياد شديد الوسامة الذي ينحدر من نسل الآلهة وكان شديد الإعجاب بجماله، حتى أنه ظل يحدق في انعكاس صورته على البحيرة حتى مات، والتي جاء منها تعبير "الشخصية النرجسية".
يقول الجراح في قصيدته "موت نرسيس" التي جاءت ضمن مجموعته الشعرية "صعود إبريل": "سأحب حياتي، لم تكن إلا هواء / أحب صورتي في صور / ويدي وهي تغمر يدًا / والظلمة التي ملأت بها كفّي ".
وفي قصيدة "رسائل أوديسيوس" من المجموعة الشعرية "طريق دمشق"، نجد الشاعر يناقض ملحمة " الإلياذة " الشهيرة لهوميروس، ويخالف شخصية أوديسيوس البطولية، حيث تختار هنا التنازل عن البطولة وتنفيها عن نفسها، فيختفي الشاعر وراء قناع أوديسيوس ويفرغه على مدار مقاطع النص من مقومات شخصيته الملحمية ويعطيه بعدًا جديدًا معاصرًا يتسم بالحزن والإحباط.
يقول الجراح: "أنا لست أوديسيوس حتى يكون لي معجبون/ قرأوا قصتي وجاءوا يعزونني/ لا / ولست أوديسيوس لتكون لي أخت / تطرز على الماكينة / شالاً أو قميصًا / لشقيقها الغائب/ وهؤلاء الذين صُرعوا وتخبّطوا في فناء منزلي/ صرعهم القدر/ من فتح الخزائن وقرأ رسائلي التي أرسلتها لنفسي/ أنا / أوديسيوس/ الميت في باخرة".