قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة يحمر شقيف بعد إطلاق 5 صواريخ من جنوب لبنان
اكتسبت أجهزة الاهتزاز شعبية متزايدة كأداة لياقة عصرية، مع ادعاءات بفوائد تشمل تعزيز قوة العضلات وفقدان الوزن.
ورغم تشابهها مع أجهزة الأحزمة المهتزة التي كانت رائجة في منتصف القرن العشرين، فإن أجهزة الاهتزاز الحديثة تُسوَّق كبديل فعال للتمارين التقليدية.
وبحسب تقرير نشره موقع "CNET" المتخصص في استعراض أحدث المنتجات الإلكترونية، يوضح الخبراء الفوائد والمخاطر وأفضل الممارسات لاستخدامها بفعالية.
ما أجهزة الاهتزاز؟
تولد أجهزة الاهتزاز اهتزازات سريعة عندما يقف الشخص عليها أو يجلس أو يؤدي تمارين معينة، ما يجبر العضلات على الانقباض والاسترخاء عدة مرات في الثانية، محاكيةً النشاط العضلي الذي يحدث في أثناء التمارين التقليدية.
وتوضح الدكتورة ليا فيريبس، اختصاصية العلاج الطبيعي والأستاذة المساعدة في كلية العلوم الصحية بجامعة تورو: "الهدف من أجهزة الاهتزاز هو إحداث اهتزازات سريعة تدفع العضلات إلى الانقباض والاسترخاء عدة مرات في الثانية، وهو ما يشبه إلى حد كبير الانقباضات العفوية التي تحدث في أثناء التمارين".
من جانبها، تقول المدربة الشخصية لورا ويلسون: "يحفز هذا النوع من الاهتزازات تنشيط العضلات دون وعي، ما يعني أن العضلات تعمل بشكل أكبر مقارنةً بالتمارين على سطح ثابت".
وتتحرك أجهزة الاهتزاز عادةً في اتجاهات متعددة، أعلى وأسفل، وجانبيًا، وأماميًا وخلفيًا، وبسرعات تتراوح بين 25 و50 اهتزازة في الثانية. ويمكن للمستخدمين الوقوف عليها بشكل ساكن أو أداء تمارين مثل القرفصاء وتمارين الضغط لتعزيز الفعالية.
فوائد أجهزة الاهتزاز
تشير الأبحاث إلى أن أجهزة الاهتزاز قد توفر فوائد صحية متعددة، منها تحسين قوة العضلات وتناسقها، وتعزيز الدورة الدموية، وزيادة كثافة العظام، وتحسين المرونة والتوازن، وتحفيز التصريف اللمفاوي، إلى جانب إمكانية دعم فقدان الوزن عند استخدامها مع نظام غذائي متوازن وتمارين منتظمة.
مع ذلك، يشدد الخبراء على أن هذه الأجهزة ليست بديلاً عن التمارين التقليدية. يقول المدرب الشخصي مايكل بيتس: "أجهزة الاهتزاز ليست حلاً سحريًا أو بديلاً عن التمارين العادية، بل تقدم فوائد معتدلة وتعمل بشكل أفضل عند دمجها مع أشكال أخرى من التدريب".
وتدعم الدراسات العلمية هذه الادعاءات، فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2021 أن تدريب الجسم بالكامل بالاهتزاز يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعزيز قوة العضلات لدى كبار السن.
كما أشارت دراسة أخرى عام 2007 إلى أن التدريب بالاهتزاز قد يساعد في منع فقدان العضلات المرتبط بالتقدم في السن (الساركوبينيا). بالإضافة إلى ذلك، ربطت أبحاث أخرى التمارين المعتمدة على الاهتزاز بتحسين كثافة العظام وتقليل الالتهابات وتخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة.
هل هناك مخاطر؟
رغم أن أجهزة الاهتزاز آمنة عمومًا، فإنها قد تشكل بعض المخاطر، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية مسبقة.
ويحذر بيتس: "تشمل المخاطر المحتملة تفاقم بعض الحالات المرضية، والشعور المؤقت بالدوار، وزيادة الضغط على المفاصل، في حال استخدامها بطريقة غير صحيحة".
كما ينصح الخبراء بتجنب استخدام أجهزة الاهتزاز للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قلبية أو مشكلات في الدورة الدموية، مثل تخثر الأوردة العميقة (DVT) أو الذين لديهم أجهزة تنظيم ضربات القلب، إضافة إلى النساء الحوامل، والأشخاص الذين خضعوا لجراحة حديثة، أو الذين يعانون من هشاشة عظام حادة.
إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي الاستخدام المفرط أو التعرض للاهتزازات عالية الكثافة إلى إجهاد الأربطة والعضلات أو المفاصل. فقد ربطت دراسة أُجريت عام 2015 التعرض المنتظم للاهتزازات الكاملة للجسم بزيادة خطر الإصابة بآلام أسفل الظهر وعرق النسا، رغم أن الدراسة ركزت على التعرض المهني للاهتزازات وليس استخدامها في اللياقة البدنية.
كيفية استخدام أجهزة الاهتزاز بفعالية
يوصي الخبراء بأن يبدأ المبتدئون بجلسات قصيرة وبكثافة منخفضة. تقول فيريبس: "للتكيف مع الاهتزازات، ينبغي للمبتدئين أن يبدأوا بجلسات مدتها 5 إلى 10 دقائق على مستوى منخفض. فالاستخدام المفرط قد يؤدي إلى التعب أو الإصابة".
بدوره، ينصح بيتس ببدء استخدام الجهاز مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، ثم زيادة المدة تدريجيًا إلى 15 أو 20 دقيقة حتى أربع مرات أسبوعيًا. ويحذر: "لا يجب تجاوز 30 دقيقة لكل جلسة، لأن التعرض المطول قد يسبب التعب والإجهاد للمفاصل". كما يوصي بترك 24 ساعة على الأقل بين الجلسات للسماح بالتعافي.
رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تصور أجهزة الاهتزاز كحل سريع للياقة البدنية وفقدان الوزن، فإن الخبراء يحذرون من اعتبارها حلاً بديلاً عن ممارسة الرياضة التقليدية.
ومع الاستخدام الصحيح، يمكن أن تكون هذه الأجهزة إضافة مفيدة إلى برنامج اللياقة البدنية الشامل، لكنها لا تغني عن النشاط البدني المنتظم وأسلوب الحياة الصحي.