قوات إسرائيلية تقتحم منازل الفلسطينيين في بلدة طمون جنوبي طوباس
كشفت عملية اعتقال قوات الجيش الوطني الليبي زعيم جبهة التحرير الوطني المتمردة بالنيجر، محمود صلاح، في بلدة القطرون الصحراوية جنوب ليبيا، ارتفاع وتيرة التنسيق الأمني بين بنغازي ونيامي في الأشهر الأخيرة لدحر التنظيمات المهددة للاستقرار.
وبحسب مصادر مقربة من حركة التمرد وشهادات ليبية، فإن هذا الاعتقال يشكل نقطة تحول في مطاردة هذا الزعيم النيجري المتمرد، المعروف بمعارضته الشديدة للنظام العسكري الحاكم في نيامي منذ انقلاب 26 يوليو تموز 2023.
ويوم الأحد، ألقت قوات الوحدة 87 للتدخل السريع التابعة للقيادة العامة في ليبيا القبض على العديد من العناصر المؤثرة في جبهة التحرير النيجرية التي تشكلت في أعقاب الانقلاب العسكري.
وبعد أن جرده المجلس العسكري الحاكم من جنسيته النيجرية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، يبقى مصير محمود صلاح غامضا، دون معرفة ما إذا كانت ليبيا ستسلمه لسلطات النيجر.
وتعززت العلاقات بين النيجر وليبيا، خاصة مع الجهة الشرقية، في الأشهر الأخيرة، وتجسدت هذه الديناميكية بشكل خاص في شهر أغسطس آب من خلال زيارة وزير الداخلية النيجري محمد بوبكر تومبا إلى مدينة بنغازي شرق ليبيا، التي تم في ختامها إعادة تفعيل الاتفاقيات الأمنية الثنائية.
كما أوفد قائد القيادة العامة في الجيش الليبي المشير خليفة حفتر نجله صدام خليفة حفتر، كمبعوث خاص إلى الرئيس الانتقالي للنيجر الجنرال عبد الرحمن تياني، في سبتمبر أيلول الماضي.
وتلت ذلك زيارة الفريق أول محمد الحداد، رئيس أركان الجيش في طرابلس، إلى نيامي، حيث اتفق البلدان على تعزيز جهودهما لمكافحة الجماعات المسلحة التي تنشط على حدودهما المشتركة.
وقدم محمود صلاح، المنحدر من منطقة كوار المنتجة للنفط في النيجر، نفسه في السنوات الأخيرة كشخصية رئيسة في المعارضة المسلحة.
وبعد الانقلاب العسكري في النيجر طالب صلاح بعودة النظام الدستوري وإطلاق سراح الرئيس السابق محمد بازوم، الذي لا يزال محتجزا مع زوجته في نيامي.
ونفذ صلاح سلسلة من العمليات اللافتة، بما في ذلك تخريب خط أنابيب نفطي استراتيجي يربط النيجر ببنين في يونيو حزيران 2024.
وسلطت هذه العملية الضوء على قدرات مجموعته، التي تتكون بشكل أساسي من مقاتلي التبو، وهي جماعة عرقية صحراوية تمتد عبر النيجر وتشاد وليبيا.
ويأتي اعتقال صلاح في القطرون، وهي بلدة نائية بالقرب من الحدود بين النيجر وليبيا، بعد أشهر من الضغوط المتزايدة على جبهة التحرير المعارضة.
ومع إضعاف الحركة بسبب الانشقاقات، ولا سيما انشقاق المتحدث باسمها إدريسا مداكي، الذي سلم نفسه للسلطات النيجرية في نوفمبر تشرين الثاني 2024، بدا أن حركة صلاح تفقد زخمها.
وكشفت مصادر أمنية على صلة بالملف، أن السلطات في نيامي، بالتعاون مع القوات الليبية المسلحة، كثفت عمليات تمشيط هذه المنطقة المشتركة، التي تعد مسرح التهريب وأنشطة المتمردين.
وتحركت الوحدة 87 التابعة للجيش الوطني الليبي، وهي لواء تدخل سريع معروف بعملياته في جنوب ليبيا، بناء على معلومات استخباراتية محددة، حيث ألقت القبض على صلاح ومساعديه في غارة في الصباح الباكر من يوم الأحد.
واعتبر ضابط ليبي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن "الخطوة انتصار مهم للاستقرار الإقليمي"، مشيرا إلى صلات جبهة التحرير النيجرية بـ "مرتزقة أجانب ودولة مجاورة".
يذكر أن محمود صلاح تم تجريده "مؤقتا" من جنسيته النيجرية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إلى جانب سبع شخصيات أخرى مرتبطة بنظام بازوم السابق، وتتهمه نيامي بارتكاب "أعمال إرهابية" و"التخابر مع قوة أجنبية".