تفاقمت أزمة مياه الشرب في قطاع غزة بعد توقف إمدادات الوقود، بالتزامن مع شبح المجاعة الذي يهدد سكان القطاع في شهر رمضان المبارك، إذ يعيش السكان والنازحون أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية.
ومنذ بداية الشهر الجاري، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية، والوقود بجميع مشتقاته، وتدرس قطع خطوط إمداد المياه عن غزة خلال الأيام المقبلة.
وزادت حدة أزمة مياه الشرب بسبب نقص الوقود اللازم لتحلية المياه ونقلها إلى المناطق السكنية ومخيمات النازحين، ما أدى إلى شح المياه المحلاة، والتهديد بوقوع كارثة صحية كبيرة.
وقال أحمد أبو جلالة إنه "يضطر للسير مسافات طويلة للحصول على كميات قليلة ومقننة من المياه الصالحة للشرب".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن الوضع تحسن قليلاً قبل انتهاء المرحلة الأولى من التهدئة، لكن "هناك تقليصًا واضحًا في كميات المياه التي تصل للمناطق السكنية".
وأشار إلى أن المياه التي كانت تصل مرتين أسبوعيًا أصبحت تأتي مرة كل 10 أيام أو أسبوعين.
وأضاف أبو جلالة أنه في كثير من الأحيان يضطر لاستخدام المياه الخاصة بالاستخدام اليومي للشرب، وهو ما أعاد للأذهان شبح المجاعة ونقص المياه التي عاشها سكان غزة خلال شهر رمضان الماضي بسبب الحرب.
من جانبه، قال محمد سلامة، أحد سكان وسط القطاع، إنه "يوفر المياه الصالحة للشرب بصعوبة بالغة بسبب نقص الوقود وعدم قدرة المحطات على توفير الكميات اللازمة للسكان"، مؤكدًا أن ذلك يزيد صعوبات الحياة.
وأوضح سلامة، لـ"إرم نيوز"، أن "الحصار الإسرائيلي المشدد تسبب بكوارث كبيرة للسكان، إذ لا أحد لديه القدرة على توفير الحد الأدنى من الاحتياجات، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب".
وأكد أن استمرار الوضع الراهن ينذر بكوارث صحية كبيرة، مشيرًا إلى أن أطفاله يعانون أمراضا معوية وجلدية بسبب استخدام المياه غير الصالحة للشرب، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية كبيرة.
وقال محمود عوض، صاحب محطة تحلية في غزة، إنه "اضطر لتقليص الكميات التي تتم تحليتها من المياه في محطته لأكثر من النصف بسبب نقص الوقود"، مشيرًا إلى أنه يحصل على كمية شحيحة من الوقود من المنظمات الإنسانية.
وأوضح عوض، لـ"إرم نيوز"، أن "نقص الوقود أثر بشكل كبير في طبيعة عمل المحطة، بالإضافة إلى تنقل الشاحنات الخاصة بتوزيع المياه التي تحتاج إلى البنزين لتشغيل المواتير الكهربائية".
وأضاف أن المؤسسات الدولية المشرفة على تقديم المياه للسكان على دراية بالمشكلة وتطالب بالعمل وفق خطط طوارئ، إلا أن هذه الخطط لا تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان.
وشدد عوض على ضرورة التحرك الدولي العاجل لتوفير الاحتياجات الإنسانية، والحيلولة دون انهيار النظام المائي في غزة، محذرًا من أن الوضع أصبح خطيرًا وقد يؤدي إلى تفشي الأمراض المعوية والمعدية.