الدفاع المدني اللبناني: قصف إسرائيلي يقتل 3 صحفيين في منطقة حاصبيا جنوب لبنان

logo
العالم العربي

تسليح السكان.. آخر أوراق البرهان لإشعال حرب أهلية في السودان

تسليح السكان.. آخر أوراق البرهان لإشعال حرب أهلية في السودان
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهانالمصدر: د.ب.أ
24 أكتوبر 2024، 2:47 م

يسعى قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، إلى تسليح السكان على أساس عرقي لمحاربة قوات الدعم السريع؛ مما يهدد بانزلاق البلاد في أتون حرب أهلية شاملة.

وحضّ البرهان في خطاب على الحرب الأهلية، وذلك خلال زيارته لمنطقة البطانة وسط البلاد، لتقديم العزاء لذوي قائد متحرك الجيش العميد أحمد شاع الدين، الذي قتل، يوم الثلاثاء الماضي، خلال معارك مع قوات الدعم السريع في منطقة "تمبول".

وتعهد البرهان للمواطنين في منطقة البطانة، بتسليح أي شخص قادر على حمل السلاح، مشيرًا إلى أنه سبق وسلح من طلبوا السلاح، والآن سيتم تسليح قبيلة الشكرية مثلما طلبت، وفق زعمه.

وأضاف البرهان مخاطبًا القبيلة: "نحن عارفين الشكرية لو فكينا ليهم اللجام، وقلنا ليهم أمشوا ما بيقفوا"، في إشارة إلى تسليحها ودفعها لقتال قوات الدعم السريع.

والشكرية هي القبيلة التي ينتمي لها العميد أحمد شاع الدين، والقائد المنشق عن قوات الدعم السريع، أبو عاقلة كيكل.

مخطط قديم

ويرى المحلل السياسي، عمار الباقر، أن البرهان وقادة الجيش سعَوا منذ البداية لتحويل الحرب في البلاد إلى حرب أهلية، من خلال محاولة استعداء القبائل لقوات الدعم السريع، بعد وصف مقاتليها بـ "الأجانب وعرب شتات"، وغيرها من الأوصاف.

وأشار الباقر، لـ "إرم نيوز"، إلى الاستهداف الممنهج لقبائل بعينها من كردفان ودارفور، ومحاولة تصويرها في المخيلة العامة بأنها تعادي السودان، وذلك لجعل السودانيين ينجرون خلف تلك الدعاية ومحاربة هذه القبائل، بيد أن الوعي أفشل المخطط.

وأضاف أن "البرهان الآن يراهن على شحن قبيلة الشكرية وغيرها من قبائل الوسط، بالخطابات العنصرية للقتال نيابة عنه، وتصوير الأمر بأن قوات الدعم السريع تحارب القبائل وليس الجيش".

واستبعد الباقر أن تنجر المجتمعات الأهلية إلى أتون الصراع العرقي، نسبة للوعي المنتشر وسطها، حول أبعاد هذه الحرب، مشيرًا إلى أن هنالك مجموعات بقوات الدعم السريع تنحدر من ذات القبائل والجهات التي يراهن عليها البرهان، كما أن هنالك ما وصفها بـ"الكتلة الحرجة"، التي تقف على الحياد حيال ما يجري، ومن شأنها أن تُفشل مخططات تحويل الصراع إلى حرب أهلية، وفق قوله.

أخبار ذات علاقة

"الدعم السريع" تكبد قوات البرهان خسائر فادحة وتوضح حول استسلام "كيكل"

 

حشد القبائل

من جهته، يرى المحلل السياسي، صلاح حسن جمعة، أن البرهان ينفذ استراتيجية أنصار النظام السابق، التي جربها من قبل في دارفور وكردفان، من خلال جر القبائل لصراعاته وجعلها تقاتل نيابة عنه.

وقال جمعة، لـ "إرم نيوز"، إن البرهان والحركة الإسلامية يتجهون الآن إلى إدخال القبائل في الصراع لتحارب بدلًا عنهم، بعدما عجزوا عن هزيمة الدعم السريع في المعارك.

وأضاف: "رأينا قبل يومين في تمبول كيف حرضوا المواطنين على دخول الحرب، بعد أن سحبوا "كيكل" من قوات الدعم السريع، وأشعلوا شرق الجزيرة، رغم أن الدعم السريع منذ دخوله الولاية، لم نرَ أيًّا من أنواع الاستنفار  وحشد القبائل، لكنها خطة بدأت بسحب كيكل، والآن يريدون تسليح المواطنين للقتال نيابة عنهم".

وأكد أن البرهان بعد خطابه في البطانة، يدفع البلاد نحو الحرب القبلية وصراع عرقي لا يُبقي ولا يذر؛ مما يقود إلى تقسيم السودان إلى دويلات.

وأشار جمعة إلى أن تقسيم السودان مخطط لنظام البشير السابق، الذي بدأه بفصل جنوب السودان، ثم أشعل الصراعات داخله، كما يمضي البرهان الآن في إكماله من خلال الحرب، عبر المحافظة على ما يعرف بـ "دولة النهر والبحر"، وإشعال الصراعات العرقية في بقية السودان.

وأضاف أن "الحركة الإسلامية المتحالفة مع البرهان هي أكبر مهدد للبلاد ووحدتها؛ لأنهم بعد فشل مخطط القضاء على الدعم السريع والإنفراد بالسلطة، يتجهون الآن لتحويل الصراع إلى حرب أهلية تمزق البلاد".

دعوات التحشيد

وأعلنت قوى سياسية مناهضتها لدعوات التحشيد القبلي للدخول في الحرب بمناطق شرق الجزيرة، مما يهدد بحرب أهلية شاملة.

وأكد حزب الأمة القومي، رفضه دعوات التحشيد على أسس قبلية من كل الأطراف للدخول في الحرب، مشددًا على ضرورة عدم السماح بانتشار السلاح وعدم الزج بالمواطنين في حرب غير متكافئة. 

وناشد الحزب الإدارات الأهلية والمجتمعية وأبناء الشعب السوداني كافة بـ "عدم الإنجرار وراء الدعوات الداعية للزج بالمواطنين في أتون الحرب الإجرامية، مطالبًا أطراف الحرب بتحكيم صوت العقل والإقبال على الحل السلمي التفاوضي لإنهاء المأساة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC