ترامب يقول إنه يعتزم التحدث إلى بوتين خلال الأيام المقبلة
يشهد الصراع السوري تحولاً نوعياً في مساراته مع تصاعد استخدام الفصائل أسلحة متطورة، أبرزها الطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة المستولى عليها، ما مكّنها من تحقيق مكاسب استراتيجية رغم الجهود العسكرية المضادة.
ويرى خبراء أن هذا التغير العسكري لا يقتصر على الميدان، بل يحمل في طياته ملامح إعادة تشكيل الخريطة السياسية للبلاد، مع تصاعد الحديث عن سيناريوهات شبيهة بتجربة يوغوسلافيا.
ويشيرون إلى أن التدخل الدولي قد يُستخدم ورقة لتقسيم سوريا بين قوى إقليمية ودولية، في ظل غياب توافق سياسي ينهي هذا النزاع الممتد.
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فائز حوالة قال لـ "إرم نيوز"، إن المسلحين حددوا أهدافهم بالسيطرة الكاملة على حماة وريفها ومن ثم التوجه نحو حمص فدمشق وما بعدها.
وأكد أن الجيش السوري مع الطيران الروسي أفشل هذه الهجمة من خلال قصف إمداد المسلحين وخطوطهم الخلفية.
وحول السيناريوهات المتوقعة، أوضح حوالة أن المخطط يشمل توسيع سيطرتهم على ريف حماة بشكل كامل، ثم حمص والمعابر الحدودية مع لبنان، الرسمية وغير الرسمية، ودمشق وهكذا.
وقال: "بالنظر إلى الأسلحة المستخدمة هناك أسلحة جديدة، من بينها الطائرات المسيرة من قبل أوكرانيا".
وأكد أنه "من غير المستبعد أن نجد لدى الفصائل لاحقاً مسيرات تحمل سلاحاً كيميائياً، وهذا ما قد تستغله الدول الغربية من خلال إعلانها لعملية مكافحة الإرهاب في سوريا، ويتم قصفها ككل، كما حدث في السيناريو اليوغوسلافي دون الرجوع إلى دمشق".
وعن المناطق الجنوبية من سوريا، أوضح حوالة أن درعا والسويداء تحديداً التي بدأت تنشيط الخلايا النائمة، إلى جانب التحشيد العسكري الإسرائيلي في الجولان، تشير إلى تهيئة الفرصة لتنفيذ إسرائيل عملية عسكرية على الأراضي السورية والسيطرة على الجنوب السوري.
وقال: "إن حدث ذلك ستصبح سوريا مقسمة بين إسرائيل وتركيا، لذلك فإن الاجتماعات التي جرت اليوم في بغداد وما سيلي ذلك حول الاجتماع المهم يوم غد ضمن مجموعة أستانا ستضع النقاط على الحروف وترسم الخريطة الحقيقية لتطورات الأمور بما في ذلك مصير تركيا في هذه المجموعة".
ومن جانبه قال المحلل السياسي، عباس المؤيد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن احتمالية منع الجيش السوري للفصائل المسلحة من دخول حمص "غير مؤكدة" في ظل التساقط الكبير لمدن استراتيجية ومهمة.
وأضاف: "ستكون حمص تحصيلاً حاصلاً، استكمالاً لهذا الوضع، فتفجير جسر الرستن أبطأ تقدمهم فقط، ولم يوقفه، وهنا النقطة المهمة".
وذكر أن سيناريو سقوط سوريا أصبح واضحاً إن لم تتدخل القوى الكبرى بثقلها كما حدث في العام 2015.
وأكد المؤيد: "يبدو أن هذا الأمر لن يتحقق لاعتبارات سياسية وجيوسياسية تتعلق بأوكرانيا بالنسبة لروسيا. وفيما يخص إيران، قد يكون هناك اتفاق ما يتعلق بسحب يدها مقابل إلغاء العقوبات".
وأشار إلى أنه مع بدء العمليات في الجنوب السوري، قد تُفتح جبهات مستقلة غير مرتبطة بالشمال لكن تحت عناوين مشتركة.
وفيما يتعلق بعملية التسليح، قال المؤيد إن فترة الخمس سنوات من الهدوء واتفاقيات خفض التصعيد، أتاحت للفصائل المسلحة التحرك بحرية إلى دول معينة، حيث تلقت تدريباتها بحرفية وقوة، خاصة في أوروبا الشرقية.
ولفت إلى أن عناصر كثيرة تابعة لهيئة تحرير الشام أتت من دول آسيا الوسطى، وهي مدربة ومجهزة جيداً.
وأضاف أن الغنائم التي استحوذت عليها الفصائل من حلب وحماة من دبابات ومضادات صواريخ وأجهزة متطورة وصلتها من الخارج كفيلة بـ"قلب الموازين" العسكرية لصالحها في مواجهة "جيش منهك".
وأكد أن "الاحتمالات مفتوحة، والأفضل توقع الأسوأ لأن ما من مؤشرات تشير إلى عكس ذلك".