الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان تجاه الجليل الأعلى وتم اعتراضها

logo
العالم العربي

"مجلس الشورى الجهادي".. هل أصبح "الآمر الناهي" في حزب الله؟

"مجلس الشورى الجهادي".. هل أصبح "الآمر الناهي" في حزب الله؟
عناصر من حزب الله اللبنانية المصدر: رويترز
08 أكتوبر 2024، 6:16 ص

قال محللون سياسيون إن شكل وآلية القيادة الجماعية المشتركة التي اعتمدتها ميليشيا "حزب الله" بالتنسيق مع "الحرس الثوري" الإيراني أصبح بيد "مجلس الشورى الجهادي"، الذي يُعد "هيئة أركان" فوق المجلس السياسي ووحدات الارتباط العسكري بالتنظيم.

ويأتي اعتبار القيادة في ميليشيا "حزب الله" جماعية مشتركة في ظل ما وصف بـ"استحالة" تنصيب الأمين العام الجديد، خلفا لـ"حسن نصر الله"، الذي اغتيل مؤخرا على يد إسرائيل، وغموض مصير "هاشم صفي الدين"، الذي كان يُمهّد له تنظيميا وسياسيا عبر "طهران"، لقيادة حزب الله في الفترة المقبلة.

 وكانت قد أشارت مصادر قريبة من ميليشيا "حزب الله" بأن اختيار أمين عام جديد للحزب سيتأخر بسبب الظروف الحالية، وأن "حزب الله" اتخذ قرارا بأن تتم قيادة الحزب بشكل جماعي ومشترك.  

النصاب القانوني

قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية د.خالد العزي، إن "مجلس الشورى الجهادي" يمتلك الآلية في الصلاحيات والمعلومات من حيث تسليم المهام من قيادي أو عنصر أو كادر إلى آخر، في ظل تصيد الكوادر والقيادات بالتنظيم من جانب إسرائيل عبر الاغتيالات.

وتحدث "العزي" في تصريحات لـ"إرم نيوز" بأن الوضع الحالي غير مؤهل تماما لانتخاب أمين عام مثلما هو غير مجهز لتشييع "حسن نصر الله" في ظل الهالة النارية الكبيرة التي تتعرض لها الضاحية والبقاع والجنوب اللبناني، وما تقوم به القيادة الآن هو تنفيذ القرارات عبر "الشورى الجهادي".

وأشار "العزي" إلى أن كل الظروف تشير إلى عدم إمكانية عقد اجتماعات وانتخاب قائد جديد في ظل الخسائر التي تتراكم على التنظيم في أعقاب الضربات التي طالت جهازه العسكري والأمني ونخبة من القيادات، مع غموض مصير المؤهل لخلافة نصر الله هاشم صفي الدين ومن كانوا معه، ما يمنع نهائيا عقد اجتماع للوقوف على من سيتولى القيادة القادمة.

ولفت إلى أن القيادة القادمة لـ "حزب الله" تحتاج المقدرة لتوفير الحماية للأمين العام، وهو أمر يصعب تحقيقه بالوقت الحالي بعد أن باتت الضاحية الجنوبية ومؤسسات حزب الله تحت السيطرة الجوية الإسرائيلية التي تمنع فعليا تحرك قيادات الحزب.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل رئيس منظومة الأركان في "حزب الله"

 

وأشار إلى أن العمل على تجربة إقامة الهيكل الجديد كانت تتم بالفعل في مقر الاستخبارات العامة للحزب، لترميم الهيكل بما تبقى من قيادات بحضور هاشم صفي الدين الذي كان مؤهلا لتولي الأمانة العامة، لكن الضربة الأخيرة التي استهدفت هذا المبنى، قضت على أي محاولات لوجود قيادة عامة بالوقت الحالي.

 وتابع بأن "حزب الله" يقف أمام مرحلة مفصلية تتطلب التريث في اتخاذ القرارات، وهو ما ينعكس في عدم إعلان أسماء القيادات الذين تستهدفهم إسرائيل، والحفاظ على سرية آلية وشكل القيادة دون أن يتسرب حولها أي معلومات في الوقت الراهن.

تفكك التنظيم

فيما يؤكد المحلل السياسي ميشال أبو نمر، أن الآلية الحالية في القيادة بيد "مجلس الشورى الجهادي" داخل "حزب الله" الذي يحتاج هو الآخر إلى نوع من اكتمال نصاب أعضائه الذين يبلغ عددهم 12 قائدًا من بينهم عضو من "الحرس الثوري"، قتل منذ 6 أشهر في حادث استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق ، ولم يتم تقديم أي بديل له.

ويؤكد "أبو نمر" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا المجلس الذي يعتبر قيادة جماعية في ظل عدم وجود أمين عام كان له الصوت الـ"محصن" حيال القرارات داخله، ويحتاج إلى ضم أعضاء جدد، وأن يكتمل هيكله؛ حتى لا يفقد نصابه في ظل منهج الاغتيالات الإسرائيلي لقيادات التنظيم، إذ إن عدد الأعضاء الحاليين 9 قيادات، من بينهم "صفي الدين" الذي ما زال الغموض حول بقائه على قيد الحياة قائما، وعضو آخر كان معه في انفجار الخميس الماضي.

ويشير إلى أن الجهة المنوطة بإعادة تكليف قيادات  أعضاء المجلس لاكتمال هيئته هو "الحرس الثوري"، حتى لا ينفرط عقد هذه القيادة الثانية "الجماعية" في ظل عدم وجود أمين عام، ما يزيد حينئذٍ من أزمة تفكك التنظيم وعدم وجود قيادة سياسية وعسكرية له في هذا التوقيت. 

  واستكمل "أبو نمر" بأن أهم آلية يهتم بها "مجلس الشورى الجهادي" حاليا:  صلاحية "التكليف" لمجموعات العمل الميداني والعسكري، والتي كانت تتلقى التعليمات من الأمين العام الراحل، ثم باتت تتحرك مؤخرا بحسب الظروف والمستجدات على الأرض، إذ إن استمرار عملها بهذا الشكل، قد يؤدي إلى انفلات السيطرة على المجموعات الميدانية العسكرية لـ"حزب الله".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC