وزير الدفاع الأمريكي: الضربات على الحوثيين ستستمر لحين وقف إطلاق النار على السفن والأصول البحرية
بعد أشهر من الحذر العراقي في التعامل مع السلطات الجديدة في دمشق، جاءت زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى بغداد لتفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت تمهد لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
ووصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى بغداد، الجمعة، في زيارة مفاجئة، التقى خلالها رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إضافة إلى وزير الخارجية فؤاد حسين، وبحث معهم التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال مسؤول عراقي، إن "الزيارة ركزت بشكل أساسي على الجانب الأمني، وهو ما برز في حضور رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي خلال اللقاءات الرسمية، حيث تم بحث سبل تعزيز التنسيق الأمني بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بملاحقة بقايا تنظيم داعش وتأمين الحدود المشتركة".
وأضاف المسؤول الذي طلب حجب اسمه لـ"إرم نيوز" أن "المباحثات شملت أيضًا مناقشة مصير مخيم الهول في سوريا، الذي يضم آلاف العائلات، من بينهم عراقيون، فضلًا عن بحث آليات التعاون في ضبط تحركات الجماعات المسلحة العابرة للحدود"، مشيرًا إلى أن "اللقاءات بحثت إمكانية مساهمة العراق في جهود إعادة إعمار سوريا، من خلال تقديم تسهيلات اقتصادية ودعم في مجال الطاقة، بما في ذلك إمدادات الوقود".
استقرار العراق
وشدد الشيباني خلال اللقاءات على التزام دمشق بتعزيز التعاون مع العراق في مختلف المجالات، فيما أكد المسؤولون العراقيون دعم استقرار سوريا ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها.
ويرى الخبير في الشأن العراقي غالب الدعمي، أن "الحكومة الحالية تتجه نحو الانفتاح على سوريا كجزء من جهودها للحفاظ على استقرار العراق في ظل الامتدادات الأمنية والسياسية للوضع السوري داخل العراق"، مشيرًا إلى أن "تعزيز العلاقة مع دمشق يصب في مصلحة الأقليات التي تطالب بعض الفعاليات السياسية بحمايتها".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "حماية الأقليات والتأثير على الحكومة السورية في هذا الملف لن يكون ممكنًا دون إقامة علاقات طيبة معها، وهو ما تعارضه بعض الأطراف التي لا تؤمن بضرورة تطبيع وتعزيز العلاقات مع دمشق".
وأكد أن "الانفتاح العراقي، رغم الحذر الذي يحيط به، يعد خطوة إيجابية لتعزيز العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، حيث توجد مصالح مشتركة كثيرة يمكن أن تحقق فائدة للبلدين".
وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول في الإدارة السورية الجديدة منذ تغيير نظام بشار الأسد، حيث جاءت في سياق علاقة متباينة بين بغداد ودمشق، اتسمت بالحذر والتردد في الاعتراف الرسمي بالحكومة السورية الجديدة.
كسرت الجليد
ورغم تبادل الرسائل الدبلوماسية والأمنية بين الجانبين، إلا أن العراق حرص خلال الأشهر الماضية على تجنب اتخاذ موقف واضح من التغيرات السياسية في سوريا، مكتفيًا بالتأكيد على ضرورة استقرارها، دون الانخراط المباشر في تفاصيل المرحلة الانتقالية.
بدوره، قال الباحث السياسي عماد محمد إن "زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد كسرت الجليد بين البلدين، ومهّدت لمرحلة جديدة من العلاقات، حيث تدرك الحكومة العراقية أن التعاون مع دمشق بات ضرورة، خاصة في ظل وجود ملفات أمنية حساسة مثل مخيمات الهول، والتنسيق في مكافحة الإرهاب".
وأضاف محمد لـ"إرم نيوز" أن "الحكومة العراقية واجهت ضغوطًا من بعض الكيانات السياسية التي عارضت الانفتاح على دمشق، لكنها مضت في هذا الاتجاه، معتبرة أن تعزيز العلاقات مع سوريا خطوة إيجابية، خاصة أن تأخير إعادة التواصل كان سيفرض تحديات أمنية إضافية على العراق".
وتشهد الساحة العراقية تباينًا في المواقف تجاه العلاقة مع سوريا، حيث يدعو بعضهم إلى توثيق التعاون والانفتاح الكامل على دمشق في مختلف المجالات، بينما يفضّل آخرون نهجًا أكثر تحفظًا، متوجّسين من تداعيات التطورات السورية على الأوضاع الداخلية في العراق.
وساهمت أحداث الساحل السوري في تصاعد الخطاب المناهض للإدارة الجديدة، حيث انخرطت بعض الأحزاب السياسية في انتقاد سياساتها، محذرة من تداعياتها على استقرار المنطقة.