الكرملين: لقاء بوتين وترامب ينبغي أن يكون مثمرا والتحضيرات له جارية
عصام العبيدي
أكد مصدر مطلع لـ"إرم نيوز" أن محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق باتت مسرحاً لأنشطة مثيرة للجدل ترتبط بالفصائل المسلحة العراقية؛ حيث بدأت هذه الفصائل منذ أشهر بالتردد على المدينة على نطاق ضيق.
وأوضح المصدر أن منطقة ميرگهبان، التي تبعد 36 كيلومتراً عن الحدود الإيرانية، تضم عدداً من المواقع المخفية، بعضها شبه عسكري، بالإضافة إلى مواقع واستراحات مهيأة لاستضافة المسؤولين رفيعي المستوى.
وفي ظل تهديدات خارجية وتحركات ميدانية متسارعة، يبرز السؤال: هل يمكن أن تصبح السليمانية موقعاً بديلاً للفصائل المسلحة؟ وكيف سيؤثر ذلك على المشهد الأمني والسياسي في العراق والإقليم على حد سواء؟
وتقع السليمانية، في إقليم كردستان، تحت سلطة "الاتحاد الوطني" برئاسة بافل طالباني، وهو حليف تقليدي لقوى الإطار التنسيقي في بغداد، التي تضمّ الممثلين السياسيين للفصائل العراقية. كما يتمتع طالباني بتفاهمات عميقة مع قادة المجاميع المسلحة، وتحديداً عصائب أهل الحق.
وتشير المصادر إلى وجود تدريبات لبعض عناصر الفصائل المسلحة في مواقع مشتركة، وهو ما قد يفسّر إخلاء العديد من هذه الفصائل لمقارها العسكرية مؤخراً، والابتعاد عن الأنظار.
وتحت وطأة التهديدات الإسرائيلية والتلويح المستمر بقصف أهداف ومواقع داخل العراق، اضطرت أغلب الفصائل المسلحة إلى ترك مواقعها أو تغييرها، ما أدى إلى خسارة بنى تحتية كبيرة وموجودات هائلة، مع صعوبة العثور على بدائل ملائمة.
وكشفت مصادر مطلعة عن رصد طائرة مسيّرة تقوم بعمليات مسح جوي فوق الأراضي العراقية خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى جانب طيران إسرائيلي حلق فوق مواقع عسكرية في محافظة السليمانية.
برنامج تدريب
وقال مصدر مطلع لـ"إرم نيوز" إن "بعض عناصر الفصائل بدأوا منذ أشهر يرتادون المدينة على نطاق ضيّق، ضمن برنامج تدريب يُقام في مواقع مشتركة مع قوات تابعة للاتحاد الوطني، فضلاً عن وصول قيادات من الصف الثاني لهذه المجاميع، وذلك لقرب السليمانية من إيران، وكذلك محافظات النفوذ مثل ديالى وصلاح الدين".
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "منطقة ميرگهبان (36 كم عن الحدود الإيرانية) تضم عدداً من المواقع المخفية، بعضها شبه عسكري، وكذلك مواقع واستراحات مهيأة لاستضافة المسؤولين رفيعي المستوى لما تتمتع به من مناطق خلابة وبعيدة عن الأنظار".
وبحسب موقع "گوم" Gom الكردي، فإن فصائل سرايا الخراساني بقيادة علي الياسري، هي من تتلقى تدريبات هناك، إذ تنشط تلك المجاميع في محافظات بغداد وصلاح الدين وديالى.
وتأسست "سرايا الخراساني" عام 2013 على يد القيادي في الحرس الثوري الإيراني العميد حميد تقوي، الذي لقي مصرعه في محافظة صلاح الدين. ويرأس هذه الجماعة الآن علي الياسري، وهو عسكري سابق قاتل ضد نظام صدام حسين.
البحث عن بديل
وبعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، نشطت الفصائل العراقية عبر استهداف قواعد التحالف الدولي، وكذلك إطلاق الطائرات المسيّرة على إسرائيل، مما جعلها تحت المراقبة الأمريكية وحتى الإسرائيلية، الأمر الذي دفعها إلى البحث عن بدائل.
وتعد محافظة السليمانية تاريخياً منطقة نفوذ أقرب إلى إيران، نظراً للعلاقة التي تربط طهران بالاتحاد الوطني الحاكم هناك، وهو ما يزعج أربيل العاصمة الساعية نحو تحقيق المزيد من الاستقلال، والتي تتمتع في الوقت ذاته بعلاقة جيدة مع تركيا.
وتمكن رئيس الاتحاد الوطني، بافل طالباني، من اقتناص الإدارة المحلية في محافظة كركوك بعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات نهاية العام الماضي، إثر تفاهمات مع الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، وهو ما يعطي صورة واضحة عن العلاقة التي تجمع الطالباني مع قادة الفصائل المسلحة.
منطقة نفوذ إيراني
بدوره، أكد المحلل السياسي الكردي، هافال مريوان، أن "الفصائل المسلحة تبحث عن بدائل منذ أشهر لاتخاذها مواقع بديلة، لكن السليمانية، وبرغم العلاقة مع إيران والفصائل المسلحة، غير مؤهلة لذلك في الوقت الراهن لعدة اعتبارات"، مشيراً إلى أن "وجود بعض التدريبات هنا أو هناك قد يمهد لمرحلة أخرى مستقبلاً".
وأوضح مريوان لـ"إرم نيوز" أن "تحوّل السليمانية إلى منطقة نفوذ إيراني بحت أو مسرح لعمليات وتدريبات الفصائل المسلحة ينذر بمخاطر كبيرة، وهو ما يوجب على القوى الكردية التحرك بسرعة للحفاظ على حياد المنطقة بعيداً عن الأوضاع المعقدة التي يمر بها العراق".
وتخشى سلطات أربيل العاصمة من انخراط السليمانية في التوترات الدائرة، بما ينعكس سلباً على سمعة الإقليم دولياً ويهزّ حيادها الساعي إلى تثبيته، خاصة وأن الاتحاد الوطني ينخرط في علاقات مع حزب العمال الكردستاني، وهو ما يثير قلق تركيا باستمرار ويتسبب بعمليات لأجهزتها الأمنية على أرض الإقليم.