حزب الله: قصفنا مصنع المواد المتفجرة جنوب مدينة حيفا برشقة من الصواريخ

logo
العالم

بعد التهديدات الإسرائيلية.. لماذا لوحت إيران بورقة الحد من "انتشار النووي"؟

بعد التهديدات الإسرائيلية.. لماذا لوحت إيران بورقة الحد من "انتشار النووي"؟
العلم الإيراني في محطة بوشهر للطاقة النووية المصدر: رويترز
11 أكتوبر 2024، 4:37 ص

رجح محللون سياسيون ومختصون في الشأن الإيراني، أن يكون هدف إعلان طهران دراسة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إلى ممارسة ضغوط على واشنطن ودول غربية لإقناع إسرائيل بألّا يكون "الرد" المرتقب "موجعًا" لإيران، وألّا يطال منشآتها النووية.

وقال محللون في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن انسحاب إيران من المعاهدة سيعني وصولها إلى مستويات عالية وقريبة من الدول النووية من حيث الكم والنوع في مشروعها النووي المتواجد في منشآت عديدة.

وكشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن بلاده تفكر جدياً في الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.

وأشار إلى وجود قلق أمريكي جراء تلك الخطوة، مرجعاً ذلك إلى أن مضمون هذه المعاهدة هو الالتزام بعدم بناء أسلحة نووية، وعندما تنسحب إيران منها فإنها لن تكون ملتزمة بهذه القضية.

ووفقًا للمعاهدة، التي تُعد إيران من أوائل الدول الموقعة عليها، تنقسم دول العالم إلى دول حائزة على الأسلحة النووية ودول غير حائزة، وتلتزم الدول الحائزة بخفض احتياطياتها، بينما تلتزم الدول غير الحائزة بعدم السعي وراء مثل هذه الأسلحة.

أخبار ذات علاقة

وسط التصعيد.. إيران تدرس الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

عقيدة "التقية السياسية"

ويرى الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، أن تلويح طهران بالانسحاب من المعاهدة في هذا التوقيت يهدف بشكل كبير للضغط على الولايات المتحدة ودول غربية، حتى لا تكون الضربة الإسرائيلية في إطار الرد المرتقب كبيرة وموجعة، وألّا تذهب الهجمة إلى منشآت نووية.

وذكر الحيدري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حديث إيران عن الانسحاب يعني الوصول إلى مستويات عالية وقريبة من الدول النووية من حيث الكم والنوع في مشروعها النووي المتواجد في منشآت عديدة ومتنوعة، منها المعروف والمجهول، مستغلة الجغرافيا الواسعة وجبالها وتضاريسها، في ظل عقيدة "التقية السياسية" التي تظهر في الفعل بخلاف القول.

وأشار الباحث السياسي إلى أن حديث إيران عن انسحابها من المعاهدة يدل بشكل واضح على الوصول إلى مستويات قريبة جداً من الدول النووية الكبرى من حيث الكم والنوع واحتياطات اليورانيوم العالية ومقدار التخصيب ومدى حمل الطرود المركزية والرؤوس النووية، وأيضاً إنتاج الطرود مثل "أي فور - 6" و"أي فور - 4" و"أي فور - N2".

وأضاف أنه بالإضافة إلى ذلك، هناك محطات نووية بعضها معلن مثل "نطنز" و"فوردو" تحت الأرض، لتخصيب اليورانيوم الانشطاري، ومحطة "أراك" الكبيرة ومجمع أصفهان لتخصيب اليورانيوم، فضلاً عن محطات بوشهر التي أسهم فيها الروس، بعد أن ساعدتهم طهران بالمسيرات في الحرب الأوكرانية، فضلاً عن دعم كوريا الشمالية.

أساليب إيران الدعائية 

بدوره، يقول المحلل السياسي طاهر أبو نضال، إن إيران دائماً ما تستخدم الأساليب الدعائية للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية، وهو ما تعمل عليه حالياً للخروج بأقل الخسائر من الضربة الإسرائيلية المتوقعة، وأيضاً الضغط على الغرب للحصول على المزيد من الحوافز، في ظل الضغوط الاقتصادية الداخلية، لاسيما فك جزء من الأرصدة المجمدة.

ويشير أبو نضال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن اللعب بممارسة الضغوط مدروس بعناية من جانب طهران.

وتابع المحلل السياسي بأن الحديث عن الانسحاب يحمل مؤشراً خطيراً بهدف زعزعة الأمن العالمي بامتلاك إيران سلاحاً نووياً، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه السلم الإقليمي بالسلاح التقليدي.

وأردف أن خطورة هذا الانسحاب ستجعل طهران تتملص علناً من التزاماتها، مما يجعلها تتعامل بحرية فيما يخص مشروعها النووي العسكري الذي تماطل بشأنه في الأساس، وتتلاعب في ظل وجود تقارير تحمل أدلة للوكالة الدولية بارتفاع تخصيب اليورانيوم لدى إيران، بما يجعلها قريبة من صنع القنبلة النووية.

أخبار ذات علاقة

سرية للغاية وتُقلق واشنطن.. هل اقترب موعد الضربة الإسرائيلية لإيران؟ (فيديو إرم)

دلالات توقيت التهديد بالانسحاب

ويوضح الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور حامد الصراف، أن مدلولات دراسة الانسحاب من المعاهدة تشير إلى أن طهران تريد أن تقول إنها وصلت إلى درجة من التطور البحثي في إمكانية إنتاج القنبلة النووية، وذلك في ظل ما تسرب من أخبار خلال الأيام الماضية، من أن طهران تمكنت من إجراء تجربة نووية في الصحراء، بعد أن توقفت الرحلات الجوية لساعات، وصاحب ذلك مؤشرات حدوث هزة أرضية مفتعلة من شدة التجربة.

وأكد الصراف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن الهدف من دراسة طهران الانسحاب من المعاهدة وما خرج من أنباء حول هذه التجربة، هو إطلاق إشارات مهمة لدول العالم، لا سيما الولايات المتحدة وحلف "الناتو"، بأنها أصبحت قوة نووية، وأنها جاءت بالردع في ظل ما تمتلكه إسرائيل من قوة، وتضمنت الرسائل أيضاً بأنها وصلت إلى هذا الأمر، لإجراء توازن إستراتيجي مع تل أبيب.

وختم الخبير السياسي بأن مثل هذه المجريات تقول إن العقيدة النووية الإيرانية تغيرت في ظل الحديث عن المجابهة، وقد يأتي ذلك بخلق وضع جديد سواء في الشرق الأوسط أو العالم، وأن يلحق ذلك بما يحدث من تغير في موازين القوى، في ظل وجود كسر لفكرة القطب الأوحد المسيطر "أمريكا"، وبلورة نظام دولي جديد بظهور أقطاب أخرى في صدارتهم الصين والهند وروسيا والبرازيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC