السفير اللبناني في بريطانيا: حرب إسرائيل ستعمل على ترسيخ حزب الله

قال السفير اللبناني في المملكة المتحدة، رامي مرتضى خلال مقابلة مع شبكة "CNN" إن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد لبنان، ستعمل على ترسيخ حزب الله، وسوف تزيد الإحباط لدى اللبنانيين، وستنعكس إيجابًا، لصالح حزب الله، وسيستذكر السكان، ما كان يقوله الحزب منذ 40 عامًا،"إن إسرائيل تفهم لغة القوة فقط".

وأجاب مرتضى على سؤال عندما اعتذر نصر الله للبنانيين بعد حرب تموز/ يوليو 2006، بسبب الدمار الذي لحق بالضاحية الجنوبية، بالقول:" نعم هو اعتذر، ولكن هذا لا يبرر الدمار الذي فعلته إسرائيل".

وحول كيفية الخروج من المأزق الحالي الذي تركه نصر الله قبل وبعد اغتياله، قال مرتضى: "سبب معاناتنا الرئيسة ليست حزب الله بالدرجة الأولى، بل لدينا غزو شنته إسرائيل ضد لبنان، ومجددًا، إنه بلا معنى إطلاقًا، وعبثي وغير مفيد، إلى جانب كونه وحشيًّا وعنيفًا".

وردًّا على سؤال حول وجود فرصة لفرض السيادة وسلطة الجيش اللبناني، بعد إضعاف "حزب الله" تتمثل في إجراء انتخابات نيابية جديدة، وكذلك انتخاب رئيس للبلاد، بعيدًا عن تدخلات حزب الله، ردّ مرتضى: "هذا شأن لبناني داخلي، ولكن من أجل مصلحة البلاد، أنا أعلم بوصفي لبنانيًّا أنني أريد لبلدي أن يتصدى لتحدياته المزمنة، بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية العدوانية". 

 وأضاف مرتضى مخاطبًا المذيعة التي أجرت معه الحوار: "إن الطريقة التي نود، نحن اللبنانيين، أن نتعامل بها مع وضع المليشيات والفصائل المسلحة داخل البلاد، تأتي في سياق لبناني شامل، فنحن بحاجة إلى تعاون الأطراف جميعها حتى نتمكن من تجاوز هذا الوضع"

وترتيبات ما بعد الحرب موجودة فعلًا، وتتمثل بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم "1701"، وكان تطبيقه ناجحًا منذ عام 2006 إلى عام 2023،  إلا أن هنالك مجالًا للقيام بعمل أفضل"، وفق مرتضى.

وأردف قائلًا: "ولكن يتعين على الإسرائيليين، احترام هذا القرار، يجب أن يكون الأمر متبادلًا، وقد قلنا إننا سنكون مستعدين لمعالجة مخاوفهم، ولكنني أخشى أن الأمر لا يتعلق بسكانهم في الشمال، فقد تكون ذريعة، كما فعلوا في غزة، وكما يفعلون في كل مكان، إنهم يستخدمون ذريعة كاذبة لإطلاق الحرب، وقد قالوا ذلك، قالوا إنهم يريدون تغيير هذا النموذج الإستراتيجي في المنطقة".

وأكمل مرتضى: "الإسرائيليون ماهرون في خلق تشتيت جانبي عن جوهر المشكلة المتمثلة بالاحتلال، والعمل الوحشي والعنيف ضد لبنان وضد غزة، والآن لا أدري إلى أين سينتهي بهم المطاف". 

وتابع: "كنا نتحدث عن وقف إطلاق النار في غزة، والآن نتحدث عن وقفين لإطلاق النار، وقد نتحدث قريبًا عن وقف ثالث لإطلاق النار".

واستدرك مرتضى: "التركيز الآن يجب أن ينصبّ على تفعيل قرار "1701"، فلدينا قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، ولقد بدأنا فعلًا في التحضير لتجنيد 1500 جندي لبناني إضافي لإرسالهم إلى الجنوب، ونحن مستعدون للتعاون، من أجل معالجة مخاوف الإسرائيليين وفقًا للقرار  الأممي".

وختم مرتضى بالقول: "أعتقد أن هذا مواتٍ للتوصل إلى حل مستدام، ولكن الإسرائيليين اختاروا مسارًا مختلفًا، فهم يريدون الآن تغيير النموذج الإستراتيجي بأكمله في الشرق الأوسط، وهذا يثير المخاوف والتساؤلات، ويزعزع استقرار المنطقة ".