الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صافرات الإنذار تدوي في مسغاف عام ومرجليوت على الحدود مع لبنان

logo
العالم العربي

مصادر: فصيلان عراقيان يرفضان "أوامر" إيران بالتهدئة

مصادر: فصيلان عراقيان يرفضان "أوامر" إيران بالتهدئة
مقاتلون في ميليشيا عراقية مدعومة من إيرانالمصدر: أ ف ب-أرشيفية
16 أكتوبر 2024، 1:24 م

كشفت مصادر مقربة من  الفصائل المسلحة في العراق ومن مكتب رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، عن رفض فصيلين الأوامر الإيرانية بوقف استهداف إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

وقد دخل السوداني وحكومته في صراع محموم مع تلك الفصائل خشية جر العراق إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

زيارة عراقجي

وقال مصدر مقرب من الفصائل المسلحة، لـ "إرم نيوز"، إن "زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للعراق حملت رسائل للفصائل العراقية بالتوقف عن استهداف إسرائيل في المرحلة الحالية وإبقاء البلاد بعيدة عن الصراع العسكري الدائر في المنطقة".

وأضاف: "هناك فصيلان مسحلان - لم يسمهما - يقودان ما يسمى (المقاومة الإسلامية في العراق) رفضا الانصياع للأوامر الإيرانية واستمرا بعملياتهما ضد أهداف في الجولان وإيلات وغيرهما".

وبين المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الفصائل المسلحة رغم تبعيتها لإيران، فإن هناك جزءاً منها تم تشكيلها على يد حزب الله في لبنان، وترتبط معه بشكل مباشر من الناحية العملية والعملياتية".

وتابع بالقول: "يبدو أن هؤلاء ذهبوا لرغبة حزب الله باستمرار العمليات لتخفيف الضغط عن الجنوب اللبناني ولم يرضخوا للمصالح الإيرانية".

وصعدت الفصائل والميليشيات المسلحة العراقية منذ أكثر من 15 يوماً هجماتها العسكرية ضد أهداف داخل العمق الإسرائيلي عبر استهداف إيلات والجولان وحتى تل أبيب بواسطة صواريخ (كروز) المطورة المعروفة باسم "الأرقب" والطائرات المسيرة الانقضاضية.

وتوعدت إسرائيل، في تصريحات عديدة، باستهداف الفصائل والميليشيات المسلحة العراقية رداً على قصفها الجولان بطائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة 26 جندياً إسرائيلياً.

ووصل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأحد الماضي، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة قصيرة التقى خلالها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية، كما أجرى مباحثات مستفيضة مع نظيره العراقي، فؤاد حسين.

وكانت مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء العراقي قد كشفت لـ "إرم نيوز" أن عراقجي حمل "أوامر بلاده إلى الفصائل العراقية بضرورة الالتزام بأوامر الحكومة العراقية وضبط النفس وعدم التصعيد والدخول في الحرب المباشرة مع إسرائيل على الأقل في هذه المرحلة الحرجة".

مساعي الحكومة

وفي خضم استهداف الفصائل المسلحة العراقية لإسرائيل، والتهديدات الإسرائيلية سعت حكومة السوداني إلى التهدئة والضغط على الفصائل لإيقاف عملياتها العسكرية تجنباً للحرب الشاملة.

وأكد السوداني، خلال لقائه عراقجي، أن "العراق يبذل كل ما في وسعه لوقف إطلاق النار، بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء الدوليين، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي".

ومن غير المرجح أن توقف بعض الفصائل العراقية هجماتها ضد إسرائيل في المستقبل القريب، بناءً على مواقفها الأيديولوجية والسياسية وارتباطاتها الخارجية.

وحول ذلك يقول الخبير في مركز بيان للدراسات الإستراتيجية، محمد الزيدي، إن "تأثيرات حزب الله اللبناني على بعض الفصائل العراقية تضاهي تأثير إيران على الميليشيات في المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بكتائب حزب الله مثلاً التي شكلها في الأساس، القيادي في حزب الله اللبناني، عماد مغنية".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "هناك من يغفل دور القيادي في حزب الله محمد كوثراني، على الساحة العراقية، الذي يمكنه أن يدفع بعض الفصائل العراقية للاستمرار بالهجمات حتى لو وصلت حد الصراع والمواجهة بينها وبين الحكومة العراقية".

ويخشى العراق ردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية على استهداف الفصائل لأهداف عسكرية، وهذا ما دفع رئيس الوزراء العراقي إلى تكثيف الحراك الداخلي، إذ استطاع التفاهم مع بعض الفصائل وإيقاف عملياتها فيما استمرت أخرى بالهجمات.

صدام متوقع

ويقول مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء لـ "إرم نيوز"، إن "الحكومة العراقية يبدو أنها ذاهبة نحو صدام لا تحمد عقباه مع بعض الفصائل، حيث تريد الحكومة التهدئة وعدم الزج بالعراق في أتون الحرب، فيما تصر بعض الفصائل على مخالفة هذا التوجه".

وأضاف أن "السوداني ضغط على قيادات سياسية "شيعية" فاعلة ومنها قيادات في عصائب أهل الحق وبدر وحتى القيادي نوري المالكي بهدف إقناع الفصائل بالالتزام بتعليمات الحكومة وتوجهها في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وقرارات الحرب والسلم".

ورغم الموقف السياسي والشعبي الداعم للقضية الفلسطينية والموقف الرافض للحرب على غزة، فإن الغالبية السياسية لا سيما في الكتل "السنية والكردية" ترفض توريط العراق في الحرب مع إسرائيل.

توريط العراق

ويرى القيادي داخل الكتل "السنية"، النائب السابق طلال الزوبعي، أن "توريط العراق بحرب مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة سيعود بالبلاد نحو المربع الأول، خصوصاً من الناحية الأمنية، إذ إنه يعيش اليوم استقرارًا نسبيًا نوعًا ما، وأي حرب عسكرية ستؤثر بشكل كبير على البلاد".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "الدخول في صراع مع إسرائيل يعني صراعاً مع أمريكا"، داعياً "الحكومة وعلى رأسها محمد السوداني، إلى ضبط الميليشيات والفصائل وبسط سطوتها الأمنية على البلاد، ومنع أي خروقات أمنية قد تدفع باتجاه حرب خارجية".

بسط نفوذ الدولة

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين، رزكار عبد الله، أن "الصراع الذي يخوضه رئيس الوزراء مع الفصائل يهدف إلى بسط نفوذ الدولة وتحقيق السيادة، في حين أن بعض الفصائل المسلحة تمتلك أجندات سياسية مستقلة وتفضل الاحتفاظ بقوتها العسكرية والسياسية خارج نطاق الحكومة".

وأضاف عبد الله أن "بعض الفصائل المسلحة في العراق لها روابط قوية بإيران، وتعتبر أن مصالحها مرتبطة بالدور الإيراني في المنطقة، وهذا يؤدي إلى صراع مع حكومة السوداني التي قد تسعى إلى موازنة العلاقات مع دول الجوار والحفاظ على استقلالية القرار العراقي في الوقت ذاته".

وأكد أن "الصراع بين الحكومة والفصائل المسلحة يؤثر بشكل مباشر على الأمن الداخلي، فالهجمات التي تشنها الفصائل ضد أهداف معينة، وتدخلها في الحياة السياسية والاقتصادية، يؤدي إلى زعزعة الاستقرار".

وفي المجمل، يتعامل السوداني مع تحدٍ كبير في محاولة ضبط هذه الفصائل ودمجها تحت سلطة الدولة، في ظل تعقيدات إقليمية ودولية تؤثر على الوضع السياسي والأمني في العراق.

أخبار ذات علاقة

"خيط رفيع".. هل ينجح العراق في كبح الميليشيات؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC