تجدد الغارات الأمريكية على مدينتي صنعاء وصعدة في اليمن

logo
العالم العربي

حماس وإسرائيل.. فاتورة باهظة في حرب "بلا رابحين"

حماس وإسرائيل.. فاتورة باهظة في حرب "بلا رابحين"
قصف سابق على غزةالمصدر: رويترز
16 يناير 2025، 6:33 م

في ظل الحرب العنيفة التي استمرت 476 يومًا، كان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمثابة نقطة فاصلة في تطورات الصراع الإقليمي والدولي.

ورغم أن الإعلان عن هذا الاتفاق كان محل ترحيب من العديد من الأطراف الإقليمية والدولية، فإن جردة الحساب النهائية لهذه الحرب التي شملت عدة جبهات خارج حدود غزة، منها لبنان واليمن وسوريا والضفة الغربية وإيران، تتطلب رؤية أوسع وأكثر تعقيدًا.

لم تقتصر تداعيات هذه الحرب على الصراع بين حركة حماس وإسرائيل، بل امتدت لتؤثر بشكل عميق على موازين القوى في المنطقة بأسرها.

وأكدت ردود الفعل السياسية والتحليلات الإقليمية أن أي تقييم للربح والخسارة لا بد أن يتجاوز مجرد مقارنة بين طرفي النزاع الرئيسين، ويأخذ بعين الاعتبار الخسائر والمكاسب التي لحقت ببقية الأطراف الفاعلة في هذه الحرب المدمرة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.

وبينما تم توصيف هذه الحرب كبداية لترسيم الخريطة الجديدة للشرق الأوسط، يتفق المحللون الآن على أن جردة الحساب لما جرى لا يمكن أن تكون موضوعية ما لم تشمل خسائر ومكاسب الأطراف الإقليمية والدولية المعنية كافة، مع ضرورة أن تظل هذه الحسبة مفتوحة في ضوء ما قد يظهر من مستجدات.

وفي هذا السياق، يشير الباحث الدكتور صفوان القدسي إلى أن الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قد توقفت نارها في غزة، لكنها ما زالت مستمرة في لبنان والضفة الغربية ومع إيران، إضافة إلى تطورات جديدة في الأراضي السورية.

أخبار ذات علاقة

بين المعلن والمسكوت عنه.. ماذا حقق نتنياهو من أهداف حرب غزة؟

 ويؤكد الدكتور القدسي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن تقديرات الربح والخسارة لا يمكن أن تكون موضوعية إلا إذا شملت الأطراف المعلنة جميعها في الاتفاقات الأخيرة.

وأشار إلى الدور الفعّال للوسطاء الثلاثة، قطر ومصر والولايات المتحدة، الذين نجحوا في إنجاز الاتفاق الذي يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل، وهدفه إنهاء الحرب، والشروع في إعادة إعمار غزة، وإدخال المساعدات للفلسطينيين، مع تبادل الأسرى بين الطرفين.

حسابات الربح والخسارة مع حماس

يتبنى الدكتور القدسي في حديثه مع "إرم نيوز" نظرية تعتمدها مراكز الأبحاث والتي تفيد بأنه في أي حرب لا يوجد رابح مطلق، بل الجميع خاسرون، مشيرا إلى أن "من لا ينهزم ويرفع الراية البيضاء في النهاية يُعتبر رابحًا من خلال تقليص حجم خسائره، وهو ما ينطبق على حركة حماس".

من الناحية السياسية، يستذكر القدسي تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيسها في غزة، خليل الحية، الذي قدم كشفًا بالحسابات المتعلقة بما تحقق من أهداف حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

الحية ذكر أن الهدف من الهجوم كان إحداث منعطف تاريخي في القضية الفلسطينية، وأن آثار المعركة لن تتوقف بانتهاء الحرب، أما بالنسبة لأهداف إسرائيل، فقد كانت معلنة وغير معلنة؛ حيث تمثلت الأهداف المعلنة في القضاء على حماس وإنهاء المقاومة، فيما كانت الأهداف غير المعلنة تتضمن تصفية القضية الفلسطينية وتدمير قطاع غزة والانتقام من شعبه.

ويخلص الحية إلى أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها، مؤكداً أن إسرائيل أُصيبت في مقتل.

أخبار ذات علاقة

هل يستأنف نتنياهو حرب غزة بعد استعادة الرهائن؟

 

الخسائر في غزة

يشير القدسي إلى أن تقديرات الخسائر في غزة وتكاليف الإغاثة وإعادة البناء قابلة للزيادة بشكل كبير عند الانتهاء من رفع الأنقاض.

وتكشف الإحصاءات أن إسرائيل قتلت نحو 47 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وأصابت أكثر من 110 آلاف شخص. كما لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

5047c4e3-3c4f-4ff5-9f15-83792c2d5573

ويبلغ عدد النازحين 1.7 مليون شخص، كما يعاني العديد من الفلسطينيين من فقدان الأمن الغذائي.

أما فيما يتعلق بالبنية التحتية، فقد تضرر حوالي 68% من الأراضي الزراعية، و52% من الآبار الزراعية، كما دُمّر 72% من أسطول الصيد في القطاع.

كما يعاني القطاع الصحي من دمار كبير، حيث دُمّرت 70% من مستشفيات غزة، وأدى ذلك إلى نقص حاد في الخدمات الصحية، فيما يعاني قطاع التعليم من تضرر شديد، حيث لا يحصل حوالي 700 ألف طالب على التعليم الرسمي؛ بسبب تدمير العديد من المنشآت التعليمية.

جردة حساب إسرائيل

وفيما يتعلق بإسرائيل، يرى خبير القانون الدولي المحامي نورالدين حمودة أن اتفاق وقف إطلاق النار يعكس الفصل بين خسائر إسرائيل كدولة وخسائر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو كفرد.

ويعتقد حمودة في حديث لـ"إرم نيوز" أن الطريقة التي فرض بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وقف الحرب قد تكون بداية لنهاية الحياة السياسية لنتنياهو، الذي قد يحاول توسيع الحرب إلى الضفة الغربية أو تجديد المواجهة مع إيران في ملفها النووي.

أخبار ذات علاقة

انسحاب تدريجي ومنطقة عازلة.. تفاصيل الاتفاق المرتقب لوقف حرب غزة

 ويضيف حمودة أن توقيع حماس على اتفاق متكافئ مع إسرائيل يعني أن الأخيرة اعترفت بفشلها في تحقيق أهدافها، وهذا يعد خسارة سياسية.

ويشير حمودة إلى أن فاتورة الحرب بالنسبة لإسرائيل شملت مقتل 1200 شخص في السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى احتجاز أكثر من 250 رهينة.

 كما يرى أن الأرقام المتعلقة بالخسائر العسكرية أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة.

أما من الناحية الاقتصادية، فقد تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة، حيث زادت ديونها بشكل ظاهر في عام 2023.

واضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى فرض إجراءات تقشفية، مما أثر على حياة المواطنين، حيث تم رفع الضرائب وزيادة الأسعار في مختلف القطاعات، وفي الوقت نفسه، تم رفع ميزانية الدفاع بشكل كبير، بحسب الخبير القانوني.

ويتفق القدسي وحمودة، على أن أي حسابات للأرباح والخسائر في اتفاق وقف النار لن تكون مكتملة دون النظر في تأثيرات الحرب على الأطراف الأخرى المعنية، فقد كانت الحرب بمثابة محك لمستقبل بعض اللاعبين الإقليميين والدوليين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي قد يجد في هذا الاتفاق مدخلًا لتحقيق مكاسب سياسية في فترته الرئاسية المقبلة، بينما تظل الأطراف الأخرى في المنطقة تقيّم تأثيرات الحرب على مواقفها السياسية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات