الذهب يحطم رقما قياسيا جديدا بعد رسوم ترامب الجمركية ببلوغه 3157 دولارا للأونصة
تخشى إسرائيل انهيار السلطة الفلسطينية، وهي الجهة الرسمية المسيطرة على الضفة الغربية، ما ينذر بتصاعد الفوضى في مختلف المناطق، وتحديدًا المدن الشمالية، الأمر الذي يؤثر سلبًا في الأمن بالمدن الإسرائيلية.
وتواجه الضفة الغربية وضعًا أمنيًا معقدًا منذ سنوات، وتزيد حدته بسبب فقدان مؤسسات السلطة الفلسطينية السيطرة على مدنها، خاصة مع الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، والعمليات العسكرية المتواصلة التي تؤثر في السلطة.
وبحسب تقارير عبرية، فإن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحذر من سيناريو نظرية الدومينو المحتمل الذي يمكن أن يتطور نتيجة لانهيار النظام السوري، الذي يؤثر بشكل كبير في استقرار السلطة الفلسطينية أيضًا".
وقال تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "السلطة الفلسطينية قد تصل إلى الانهيار الكامل، خاصة مع تصاعد المواجهات مع المجموعات المسلحة في شمال الضفة الغربية، وتبادل إطلاق النار غير العادي بين قوى الأمن والمسلحين".
وأوضح التقرير أن "الأحداث تقتصر حاليا على مدن شمال الضفة الغربية؛ إلا أن هناك مخاوف من امتدادها لمناطق أخرى"، مبينًا أن حركة حماس تعمل على زيادة جهودها لإثارة الاحتجاجات وقيادة جمهور الضفة ضد السلطة الفلسطينية.
وأضاف: "حاليا لا توجد استجابة واسعة من الجمهور الفلسطيني لخطط حماس، باستثناء مدينة جنين"، لافتًا إلى أن "الإيرانيين يعتبرون الضفة الغربية هدفهم التالي ويكثفون جهودهم لإشعال النار في المنطقة".
وقال الخبير في الشأن الفلسطيني، طلال عوكل، إن "فرص انهيار السلطة الفلسطينية ازدادت بعد الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة"، لافتًا إلى أن الخلافات بين الفصائل المسلحة وأجهزة السلطة ستؤدي إلى انهيار الأخيرة.
وأوضح عوكل، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل نجحت وعلى مدار السنوات الماضية في إضعاف السلطة الفلسطينية وتهميش دورها من خلال القرارات أحادية الجانب"، مؤكدًا أن الأوضاع الجديدة في المنطقة ستؤدي إلى انهيارها.
وأشار إلى أن "انهيار النظام في سوريا والتغيرات الجذرية في المنطقة ستدفع نحو توتر أمني كبير في الأراضي الفلسطينية، وسيكون سببًا بتحرك فصائل مسلحة لإسقاط السلطة الفلسطينية على غرار ما حدث في سوريا".
وتابع: "بتقديري المطلوب تحرك إقليمي ودولي عاجل يضمن تعزيز دور السلطة الفلسطينية ودعمها سياسيًا وماليًا، والضغط على إسرائيل للتراجع عن إجراءاتها ضد السلطة"، مشددًا على أنه دون ذلك فإن نموذج سوريا يمكن أن يتكرر في الضفة.
وقال أستاذ العلوم السياسية، باسم الزبيدي، إن "المواجهات بين أجهزة الأمن الفلسطينية والفصائل المسلحة ستكون سببًا في زعزعة استقرار السلطة وانهيار حكمها شمال الضفة"، مرجحًا أن تمتد المواجهات وحالة الانفلات الأمني لوسط الضفة أيضًا.
وأوضح الزبيدي، لـ"إرم نيوز"، أن "الحرب في غزة وخسارة حماس المدوية دفعت الحركة وحليفتها الاستراتيجية إيران للبحث عن جبهة جديدة للقتال ضد إسرائيل، خاصة أنهما لن يتمكنا من استعادة قوتهما في غزة كما كانت عليه في السابق".
وزاد: "هناك مخطط من حماس وبدعم من إيران لسيطرة الحركة على مدن استراتيجية في الضفة"، لافتًا إلى أن الخسائر التي تعرض لها محور إيران، خاصة سقوط نظام الأسد، تدفعه نحو البحث عن مراكز استراتيجية جديدة.
واستكمل: "قد نشهد خلال الفترة المقبلة إجراءات إسرائيلية مشددة ومواجهات عنيفة بين أجهزة الأمن الفلسطينية والمجموعات المسلحة شمال الضفة، ما يفقد السلطة السيطرة على بعض المناطق الاستراتيجية، خاصة مدينة جنين ومخيمها".
وحذر الخبير السياسي من هذا السيناريو الذي سيؤدي إلى رفع وتيرة المساعي الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، خاصة الجنوبية منها، مشددًا على ضرورة وجود توافق فلسطيني يحول دون تحقيق الأطماع الإسرائيلية.
