أصبح الأمن مهددا في الداخل الإسرائيلي، في ظل خلافات عميقة وتجاذبات في المواجهة بين المعارضة والحكومة.
ويتخوف إسرائيليون من أن تؤدي سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى ارتدادات خطيرة على المجتمع الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، يشير الموقف الأمريكي وطلبه من رعاياه في الداخل الإسرائيلي ضرورة تجنب التجمعات الكبيرة إلى خشية واشنطن من انفلات الأمور في الداخل الإسرائيلي أكثر مما هي عليه الآن، فضلا عن مخاوف من تسبب الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية في عمليات موجهة داخل إسرائيل.
ويؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، سامر عنبتاوي، أن المجتمع الإسرائيلي يعاني الآن من التفكك الداخلي وفقدان المناعة الاجتماعية وسط أسباب عدة تتعلق بتعدد المواجهات وصولا إلى حرب المستوطنين وأخرى للمتطرفين، فضلا عن الخلاف بين العقائديين المتشددين والعلمانيين في الداخل.
وقال عنبتاوي في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن هناك تأثيرا لانعكاسات الوضع الاقتصادي نتيجة ارتدادات الحرب على الداخل بالإضافة إلى أعداد القتلى والمعاقين بفعل الإصابات وعدم حل مشكلة الأسرى في غزة في ظل تعنت نتنياهو والتهرب من كافة الاتفاقيات.
وأضاف أن هذه جوانب جعلت الأمن مهددا في الداخل الإسرائيلي في ظل خلافات عميقة وتجاذبات في المواجهة بين المعارضة والحكومة، وإذا بقي نتنياهو على نفس النهج، سيرتد ذلك على مستوى التظاهرات والإضرابات والمواجهات بين أفراد المجتمع الإسرائيلي.
وبين عنبتاوي أن الموقف الأمريكي وطلبه من رعاياه بالداخل الإسرائيلي ضرورة تجنب التجمعات الكبيرة والاستعداد للاختباء، يوضح أن الإدارة الأمريكية تخشى انفلات الأمور في الداخل الإسرائيلي أكثر مما هي عليه الآن، في ظل خلافات واسعة النطاق وما يصل إلى المواجهات مما يؤثر على رعاياها في داخل إسرائيل.
وأشار عنبتاوي إلى مخاوف من تأثير الضغط الإسرائيلي على الفلسطينيين تحديدا في الضفة الغربية مما قد يسفر عن عمليات موجهة في الداخل لذلك تعي الولايات المتحدة أن هناك خطورة على رعاياها في إطار التطورات داخل إسرائيل، وبناء عليه ترسم برامجها ومواقفها.
ولفت إلى أن هناك دولا تستشعر وجود تناقضات عميقة في الداخل الإسرائيلي وتعي تماما أن الأمور تقود إلى المواجهة المتصاعدة في الشارع وسط متابعة بشكل حثيث لمجريات السياسة الداخلية وانعكاسات مواقف نتنياهو والمعارضة في ظل التجاذب المتبادل.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية أحمد سعيد، أن دعوة واشنطن لرعاياها ليست قائمة على امتلاك معلومات حول عمليات تجاه الداخل الإسرائيلي، وأن ذلك متعلق بتحليلات بأن هناك أوضاعا وممارسات تدعو للقلق في ظل عدم قدرة الأمن الإسرائيلي على السيطرة.
وذكر سعيد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن دعوة واشنطن رعاياها بهذا الشكل تعتبر تشكيكا غير مسبوق من الجانب الأمريكي في قدرات الأمن الداخلي الإسرائيلي، وهو ناتج عن مواقف سابقة وأحداث لم يستطيع التعامل معها.
وأشار إلى تصاعد التجاذبات بين عدة أطراف سياسية ومجتمعية إسرائيلية في الوقت الحالي، بالتزامن مع توقعات بحدوث اختراقات تؤدي الى عمليات داخل إسرائيل.
ويؤكد سعيد أن هناك ثغرات كبيرة ومعروفة محسوبة على الأمن الإسرائيلي الداخلي من عمليات عدة أو عدم التعامل بشكل فوري مع الاحتجاجات والقيام بدوره تجاه تجمعات أو تحذيرات في مناطق بعينها.
وقال إن هناك تحذيرات أخرى يتم إهمالها، ما يعكس عنصرية في التعامل مع التهديدات الداخلية، من جانب القائمين على الأمن في التعامل مع مخاطر أو تهديدات لتجمعات معينة بأهمية والتراخي مع أخرى.
واستكمل سعيد بالقول إن تخبط حكومة نتنياهو أوجد ثغرات أمنية عدة وأثر على التعامل مع ملف الأمن الداخلي، مستدلا بأزمة إقالة رئيس الشاباك والتظاهرات القائمة.