الجيش الإسرائيلي: إطلاق نحو 30 صاروخا من لبنان تجاه الجليل الأعلى واعتراض بعضها

logo
العالم العربي

ما "أخطر" سيناريوهات الحرب الشاملة بين إسرائيل وإيران؟

ما "أخطر" سيناريوهات الحرب الشاملة بين إسرائيل وإيران؟
صاروح إيرانيالمصدر: غيتي
09 أكتوبر 2024، 8:20 ص

في الوقت الذي يستبعد فيه محللون سياسيون وعسكريون انزلاق إسرائيل وإيران إلى مواجهة شاملة رغم التصعيد الأخير، أشاروا إلى سيناريو خطير يمكن أن يهدد العالم كاملا في حال حدوثه، وذلك إن اشتركت الولايات المتحدة مع حلفائها في الناتو، ضد إيران.

ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة وتوسعها إلى جبهات أخرى في لبنان، ازدادت التحذيرات الدولية من "الحرب الشاملة"، ما يثير تساؤلات عن طبيعة هذه الحرب واختلافها عن المعارك الجارية حاليا.

"استفراد إسرائيلي"

ويرى المحلل السياسي والعسكري د. عمر رداد، أن "الحرب الشاملة تكون بين عدة جيوش، وما يحدث الآن ليس ما يمثل الحرب الشاملة أو الاستنزاف"، مبينا أن "ما يجري هو الاستفراد  الإسرائيلي بحماس في غزة وحزب الله في لبنان، وقد يحدث في مكان آخر ضد طرف من محور المقاومة".

وقال رداد لـ"إرم نيوز": "ما نراه هو مساندة من أطراف المحور سواء الحشد الشعبي أم الميليشيات الإيرانية في سوريا، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن"، مشيرا إلى أن "الصواريخ والمسيرات التي تطلق لا تُغير ميزان القوى الإستراتيجي".

هذا الأمر يدفع إلى القول تل أبيب بأنها تقاتل على سبع جبهات مختلفة بدءا من غزة والضفة الغربية، إلى لبنان وسوريا والعراق، وصولا إلى اليمن وإيران التي شنت هجومين صاروخين على إسرائيل.

أخبار ذات علاقة

تصعيد بري وصاروخي.. هل تتحول العملية المحدودة في لبنان إلى حرب شاملة؟

 ويؤكد رداد أن "إسرائيل تحاول استخدام تلك الجبهات لإقناع الرأي العام بمشروعية الحرب، والحصول على دعم غربي وفق مقاربة تضخيم قوة الأعداء".

أما الحرب الشاملة، بحسب د. رداد، فهي مرتبطة بحدوث مواجهات مباشرة بين إسرائيل وإيران، منوها إلى أن ما يحدث بين الطرفين عبارة عن "ضربات متبادلة ودوران بحلقة مفرغة".

لكن المحلل السياسي والعسكري، يؤكد أن الضربات المتبادلة، قد تؤدي إلى انزلاق صواريخ باتجاه دول أخرى غير معنية بالصراع، مثلما حدث مع الأردن خلال الهجومين اللذين شنتهما إيران على إسرائيل في أبريل/ نيسان، ومطلع الشهر الجاري.

ورغم أن "الجميع يستبعد فكرة الحرب الشاملة، خاصة في أمريكا وأوروبا والصين وإيران أيضا "، بيد أن رداد أشار إلى أن التأثيرات الجانبية قد تجبر "أطرافا مكرهة" للدخول إلى الحرب من خلال جرها عبر إيران أو إسرائيل.

"سيناريو خطير"

يقول المحلل العسكري، ضيف الله الدبوبي، إن أخطر سيناريو يهدد العالم، هو اشتراك الولايات المتحدة مع حلفائها من حلف شمال الأطلسي، ضد إيران ودول تساندها مثل روسيا وكوريا الشمالية وغيرها.

وأكد الدبوبي لـ"إرم نيوز" أن هذا "السيناريو يعني حربا عالمية ثالثة"، واستدرك "لكن الدول الكبرى ليست ساذجة للدخول في حرب شاملة من أجل إيران وإسرائيل".

ويشير الدبوبي إلى عدم توافر أركان المواجهة الشاملة التي تتضمن الاجتياح البري بين إيران وإسرائيل، إلا عن طريق "حزب الله" في لبنان، وهو ما ترفضه دول غربية مثل فرنسا التي دعت إلى وقف السلاح عن تل أبيب في الأيام الماضية.

واستبعد المحلل العسكري أن تلجأ تل أبيب إلى قصف أهداف تؤدي إلى مواجهة أكبر، مثل المفاعلات النووية أو منشآت النفط، مبينا أن ذلك سيجعل مفاعل "ديمونا" الإسرائيلي في دائرة الخطر أيضا، وهو سيناريو خطير آخر.

بدوره، يؤكد المحلل السياسي والإستراتيجي، د. عامر السبايلة، أن "مفهوم الحرب الشاملة بمعنى أن تتفاعل الجبهات جميعها"، لافتا إلى إن ما يجري هو "احتواء" هذه الفكرة.

واستدرك السبايلة في حديث لـ"إرم نيوز" أن "الأخطار لا تزال كبيرة، وقد تؤثر على مصادر الطاقة، والمعابر البحرية، والمنشآت الحساسة"، مشيرا إلى أن "هذا الأمر وارد إذا انتقلنا إلى فكرة مواجهة أشمل بلا قواعد".

وأطلقت إيران 200 صاروخ باليستي على إسرائيل قبل أيام، رداً على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وزعيم ميليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصرالله في طهران.

ورغم أن إسرائيل قالت إن الهجوم كان "فاشلا"، فإنها تعهدت برد قوي، في ظل توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إيران ستدفع ثمنا باهظا.

ومنذ ذلك الوقت، قالت تقارير إن المنشآت النووية الإيرانية قد تكون أهدافا إسرائيلية محتملة، وسط دعوات أطلقها مسؤولون حاليون وسابقون في إسرائيل لتدمير مفاعلات تمتلكها طهران، في حين رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن ذلك.

وأكد بايدن أيضا فرض المزيد من العقوبات على طهران، محذرا من تصعيد أوسع قد يعرض المصالح الأمريكية والإسرائيلية للخطر.

أخبار ذات علاقة

لبنان.. العيون "شاخصة" إلى الجنوب والدبلوماسية "مشلولة"

 

ما هي الحرب الشاملة؟

بحسب مراسلات قديمة منشورة على موقع "واي باك مشين" للأرشفة، يرى خبراء عسكريون وعلماء أن الحرب الشاملة هي التي يستعمل فيها طرفا الحرب الإمكانات المادية والبشرية كاملة، ولا تفرق بين مدني وعسكري، وهو ما يجعل العُزّل يدفعون ضريبة كبيرة مثل الجيوش في ساحة المعركة.

ويعود المصطلح إلى مذكّرات الجنرال الألماني إريش فريدريش فيلهلم لودندورف، الذي يوصف بـ "صانع النصر" في معركة لياج (غزو بلجيكا - أول عملية عسكرية في الحرب العالمية الأولى)، بحسب أرشيف للرسائل منشور على الموقع ذاته.

لكن بعض المؤلفين والخبراء العسكريين، وسعوا المصطلح واتفقوا على أن هذه الحرب تعني أن المدنيين جزء من موارد العدو ويجب استهدافهم.

ويظهر "كتاب القنبلة: حياة" لجيرارد جيه دي جروت، مفهوما آخر للحرب الشاملة، مستندا إلى حديث للجنرال في القوات الجوية الأمريكية كورتيس لي ماي، الذي يقترح فيه إلقاء كامل الترسانة النووية بضربة واحدة للقضاء على أمة كاملة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC