الجيش الإسرائيلي: الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا أطلق من شمال قطاع غزة
كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق موسع عن سلسلة من الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبتها إسرائيل خلال حربها الأخيرة في غزة، ما أسفر عن تعريض حياة المدنيين للخطر بشكل كبير وتفاقم الأضرار الناتجة عن العمليات العسكرية.
قنابل قديمة وأهداف موسعة
أشار التحقيق إلى أن نقص مجموعات التوجيه دفع الطيارين الإسرائيليين إلى استخدام قنابل قديمة وأقل دقة، ما زاد من احتمالية فشلها في الانفجار أو تحقيق أهدافها.
وأكدت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين عسكريين أن سلاح الجو استخدم قنابل تزن طنًّا لتدمير أبراج بأكملها، على حين كان من الممكن استخدام ذخائر أصغر وأكثر دقة لتقليل الخسائر.
كما وسعت إسرائيل بشكل كبير قائمة الأهداف العسكرية التي سعت لضربها، وأطلقت نحو 30 ألف قذيفة خلال الأسابيع السبعة الأولى من الحرب، وفقًا لتقارير الصحيفة.
تجاهل التحذيرات
اتهم التحقيق القيادة الإسرائيلية بتجاهل تحذيرات داخلية وخارجية، بما في ذلك تحذيرات أمريكية، بشأن الإخفاقات في تحديد الأهداف وحماية المدنيين.
ولفت إلى أن إسرائيل أضعفت بشدة نظام الضمانات الذي كان يهدف إلى تقليل الإصابات بين المدنيين، كما قللت بشكل كبير استخدام الطلقات التحذيرية التي تمنح المدنيين وقتًا للفرار قبل تنفيذ الهجمات.
تغيير قواعد الاشتباك
وفقًا لتحقيق الصحيفة، أصدرت القيادة الإسرائيلية أوامر تسمح بتعريض ما يصل إلى 500 مدني للخطر يوميًّا في غزة. ومع ذلك، لم يتم تقييم الأذى اللاحق بالمدنيين بشكل جدي، ولم تُتخذ إجراءات لمعاقبة الضباط على المخالفات.
وأشار التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتمد أساليب معيبة لتحديد الأهداف وتقييم المخاطر، ما أدى إلى تزايد أعداد الضحايا المدنيين.
وأبرز التحقيق كيف تغيرت قواعد الاشتباك بعد هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس، إذ أصدرت القيادة أوامر بعد سبع ساعات فقط من الهجوم، جعلت الطلقات التحذيرية خيارًا اختياريًّا، وشهدت الفترة التي أعقبت الهجوم تصعيدًا في العمليات، حيث وصف ضباط إسرائيليون المزاج السائد داخل الجيش بأنه "مهاجمة العدو دون رادع".
كشف التحقيق أيضًا أن العديد من ضباط الاستخبارات تعرضوا لضغوط يومية لتحديد عدد معين من الأهداف لضربها، ما يعكس نهجًا عسكريًّا مكثفًا قد يفتقر إلى التدقيق اللازم لضمان حماية المدنيين.