قصف إسرائيلي على مناطق بشمال وجنوب قطاع غزة
قدّمت أوساط في المعارضة الإسرائيلية وأوساط في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم عريضة لتمرير قرار في الكنيست يقضي بمعارضة قيام دولة فلسطينية، واعتبارها خطرًا يهدد أمن إسرائيل واستقرارها.
وقدم المبادرة رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض وحزب "أمل يميني" بقيادة جدعون ساعر، مع عدد من الأحزاب اليمينية المتطرفة في الائتلاف الحكومي برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ونجحوا في جمع توقيعات 61 عضوًا من أصل 120.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن هذا القرار يعد قرارًا أحادي الجانب وغير معترف به دوليًا، ويندرج تحت الخطوات غير القانونية والأحادية التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
وأضاف منصور، لـ"إرم نيوز"، أن الخطوة جاءت في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة عقب أحداث السابع من أكتوبر، إلى جانب ارتفاع حدة التوتر على الجبهة الشمالية مع حزب الله؛ ما أدى إلى كسب أغلبية تصويتية في الكنيست الإسرائيلي.
وتابع: سعت الأطراف المعارضة والحاكمة من خلال هذه الخطوة إلى تخفيف الضغط على نتنياهو الذي يتجهز لزيارة واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ تعارض الإدارة الأمريكية مبدأ إنهاء قيام دولة فلسطينية، باعتبار أن هذه الخطوة تقضي على أي فرصة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
ولفت المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن هذه المبادرة لاقت ترحيبًا شعبيًا، لا سيما في أوساط اليمين الإسرائيلي الذي يحظى بتأييد واسع، ويسعى في هذه الفترة إلى اتخاذ حزمة إجراءات تجاه الفلسطينيين، أبرزها عملية ضم أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، إلى جانب إعادة الاحتلال العسكري لقطاع غزة، وزيادة عدد الوحدات الاستيطانية.
من جهته، قال الخبير في الشأن السياسي الدولي الدكتور رائد نجم إن هذه المبادرة ستبقى حبيسة قبة الكنيست الإسرائيلي، ولن يُكتب لها النجاح في ظل حالة الرفض الدولي والعربي الواسع الذي يعتبر أن اتخاذ مثل هذه القرارات هو حكم سياسي بالإعدام على عملية السلام وحل الدولتين.
وأضاف نجم، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن المبادرة لا تعد أكثر من عملية ضغط سياسي على الإدارة الأمريكية التي تسعى لإنهاء الحرب على قطاع غزة قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في نوفمبر المقبل.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية تسعى من خلال الدبلوماسية التقليدية إلى حشد أكبر عدد من الأصوات الدولية ضد التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق على الساحة الفلسطينية، من خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة وعمليات الاقتحام والاعتقال وسرقة الأراضي في الضفة الغربية.
وبيّن نجم، خلال حديثه، أن دائرة الدبلوماسية في منظمة التحرير الفلسطينية تقوم بجهد استثنائي لجلب المزيد من الاعترافات الدولية بفلسطين؛ من أجل الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة تؤهلها للحصول على اعتراف كامل بحقوق الفلسطينيين.
وأشار الخبير السياسي إلى أن نتنياهو يسعى جاهدًا إلى وقف التحرك السياسي والقانوني الدولي الذي تمارسه الدبلوماسية الفلسطينية باتخاذ مثل هذه الخطوات الأحادية، التي يعتقد أنها يمكن أن تشكل له حاضنة سياسية في المستقبل.
ووفق نجم، فإن المعارضة الإسرائيلية، عبر بعض الأحزاب اليمينية الموافقة على المبادرة، تريد أن تثبت للإسرائيليين أنها أحزاب يمينية أصيلة، ولن تضع خلافاتها مع نتنياهو عقبة أمام تحقيق أهداف اليمين، لتقع فريسة سياسية لنتنياهو.
ويسعى نتنياهو دائمًا إلى حصار المعارضين من خلال المزايدة السياسية عليهم من أجل الحصول منهم على أكبر نسبة تأييد في مشاكله السياسية والشخصية، لا سيما مع الإدارة الأمريكية الحالية.