عاجل

وزير الدفاع الإسرائيلي: المرحلة الجديدة من الحرب تنطوي على فرص ولكنها تحمل مخاطر جسيمة

logo
العالم العربي

نيامي تلجأ لطرابلس وبنغازي لإنهاء أزمة "المتمردين النيجريين"

نيامي تلجأ لطرابلس وبنغازي لإنهاء أزمة "المتمردين النيجريين"
القوات النيجرية
15 سبتمبر 2024، 7:01 ص

عزز المجلس العسكري الحاكم في نيامي علاقاته مع معسكري طرابلس وبنغازي في ليبيا، بهدف تعزيز التقارب العسكري والاقتصادي، الذي يخفي وراءه مساعي ملاحقة المتمردين النيجريين قرب الحدود المشتركة بين البلدين.

وأجرى رئيس الأركان العامة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، الفريق أول محمد الحداد، زيارة إلى النيجر قبل أيام، وكان في استقباله كل من رئيس أركان الجيش النيجري، ورئيس جهاز الحرس الرئاسي، ورؤساء أركان القوات البرية والجوية، ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية بدولة النيجر، إلى جانب وزير الداخلية.

أخبار ذات علاقة

"غرب أفريقيا" وجهة مساعدات عسكرية أمريكية "مرفوضة" من النيجر

وجاء توقف الحداد في نيامي بعد أيام قليلة من زيارة مماثلة لصدام حفتر، قائد القوات البرية ونجل المشير خليفة حفتر بقوات القيادة العامة، حيث تم استقباله من طرف رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر، عبد الرحمن تياني.

ويبدو أن المتمردين النيجريين، الذين ينشطون قرب الحدود الليبية ويتسببون في أعمال تخريبية طالت أنبوب نقل النفط بين النيجر وبنين المجاورة، ويهددون بتصعيد التوتر، هم أبرز أهداف الحكام العسكريين في نيامي في تعزيز تعاونهم مع الجانبين الليبيين، رغم أن القيادة العامة هي المسيطرة على المنافذ الحدودية مع جارتها الجنوبية.

وترتبط ليبيا بدولة النيجر بحدود تمتد على طول 342 كيلومتراً، وتتولى الكتيبة 634 مشاة في الجيش الوطني الليبي مهام تأمينها.

وفسّر القيادي في حزب التجديد الديمقراطي الجمهوري في النيجر، عمر الأنصاري، خلفيات زيارة الفريق محمد الحداد بـ"محاولة يائسة لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لكسب ود حكومة الأمر الواقع بالنيجر"، وفق وصفه.

عامل التقارب بين النيجر وحكومة شرق ليبيا

وأضاف الأنصاري لـ"إرم نيوز"، أن بروتوكولات الاستقبال أظهرت أن نجل حفتر حظي باستقبال رئيس المجلس العسكري الحاكم، بينما اكتفى الفريق محمد حداد بمقابلة نظيره النيجري صلاح برمو ووزير الداخلية محمد تومبا، مشيرا إلى أن "النفوذ الروسي المشترك هو عامل التقارب بين النيجر وحكومة الشرق في ليبيا".

وتسارعت وتيرة التقارب العسكري والرسمي بين بنغازي ونيامي منذ تولي قيادات عسكرية جديدة السلطة في النيجر إثر الانقلاب الذي وقع في يوليو/ تموز 2023.

ويرى عمر الأنصاري أن زيارات صدام حفتر إلى النيجر ودول الساحل التي تحكمها مجالس عسكرية انقلابية جاءت في إطار "توطيد العلاقات بين الحكومات التي تساندها موسكو".

وتساعد النيجر روسيا في تأمين طريق الهجرة غير الشرعية إلى المتوسط لإزعاج أوروبا، وكذلك إيصال أفواج من مقاتلي الفيلق الأفريقي إلى دول الساحل لمساندة حلفائهم على البقاء في السلطة وترهيب الشعوب والجيوش تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

مراقبة الحدود وتبادل المعلومات الأمنية

وسبق أن قام وزير الداخلية والأمن العام النيجري، محمد بوبكر تومبا، بزيارة عمل استمرت ثلاثة أيام إلى بنغازي في 15 أغسطس/ آب، وخلال اجتماعهما الأول، أعاد وزيرا داخلية البلدين الليبي المكلف عصام أبو زريبة، والنيجري محمد بوبكر تومبا، الإعلان عن تفعيل الاتفاقيات الأمنية الثنائية السابقة.

وناقش الطرفان الوسائل والتدابير العملية التي يمكن اتخاذها لتعزيز مراقبة الحدود وتسيير دوريات مشتركة في هذه المنطقة، كما اتفقا على تبادل المعلومات الأمنية، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم للمناطق الحرة، تتعلق بمناطق التجارة الحرة والمناطق الاقتصادية القريبة من الحدود المشتركة.

وهذا التقارب بين هذين الحليفين لموسكو يكتسب بعداً استراتيجياً في ظل عزم روسيا على التنافس مع الدول الغربية في هذه المنطقة المهمة من أفريقيا. فمنذ 7 أغسطس/آب الماضي، وسّع الجيش الوطني الليبي تواجده في جنوب ليبيا، على الحدود مع تشاد والنيجر.

ومهد لهذا التقارب نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، الذي زار ليبيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو، ضمن زيارات قيل إنها تهدف إلى "التعاون الأمني والعسكري" في بلدان القارة الأفريقية. ويرى متابعون أن التعاون بين هذه الدول سيصبح مكشوفاً ورسمياً في ظل انتكاسة "فاغنر" في مالي.

ولفتت الباحثة المتخصصة في شؤون الساحل الأفريقي، ميساء نواف عبد الخالق، في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى محاولات روسيا بناء تحالف إقليمي، مشيرة إلى أن "لدى روسيا دوراً قوياً ونفوذاً واسعاً في هذه المرحلة، أكبر من النفوذ الأمريكي".

وأضافت عبد الخالق لـ"إرم نيوز" أن روسيا أصبحت تتمتع بأولوية لدى المجالس العسكرية وشعوب المنطقة، خصوصاً في النيجر ومالي، على الرغم من تزايد الاهتمام الأمريكي بالقارة الأفريقية، وعدم رغبة الولايات المتحدة في ترك الساحل لقوى كبرى ترى في القارة الأفريقية مجالاً خصباً للاستثمار وسوقاً مهمة للموارد الأولية.

وقاد صدام حفتر سابقاً جولة إلى العاصمة واغادوغو في يوليو/ تموز الماضي، والتي فسرها محللون برغبة الجانب الليبي في الانضمام إلى كونفدرالية الساحل الأفريقي، التي تضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بعد مناقشة شروط التعاون مع الأعضاء الآخرين في التحالف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC