الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان تجاه الجليل الأعلى وتم اعتراضها
تثير تصريحات قادة حركة حماس الموجودين خارج قطاع غزة، التي قالوا فيها إن "الخسائر الفلسطينية في غزة تكتيكية"، غضب سكان القطاع الذين يواجهون معاناة غير مسبوقة بسبب استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت عامها الثاني.
ومن أكثر التصريحات التي استفزت الغزيين، ما قاله رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، بشأن الحرب مع إسرائيل، تلك التي جاءت بمناسبة مرور عام على هجوم أكتوبر/ تشرين الأول، أن الخسائر الفلسطينية تكتيكية، لافتًا إلى أن خسائر الجيش الإسرائيلي "إستراتيجية".
وقال الناطق باسم الجناح المسلح لحركة حماس (كتائب القسام)، أبو عبيدة، للمناسبة ذاتها، إن "خيار حركته هو خوض معركة استنزاف طويلة وممتدة ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب"، حسب تعبيره.
وأثارت تلك التصريحات موجة غضب بين الفلسطينيين، الذين عبَّروا عن استيائهم الشديد من تلك التصريحات، التي تتجاهل معاناتهم بسبب استمرار الحرب وحياة النزوح غير المسبوقة التي يعيشونها منذ أكثر من عام.
"تصريحات مستفزة"
وقال محمود محسن، النازح من شمال القطاع إلى جنوبه، إن "مثل هذه التصريحات تثير غضب سكان القطاع، وتعطيهم شعورًا بأن معاناتهم لا قيمة لها لدى قيادة حركة حماس السياسية والعسكرية"، مؤكدًا أن هناك حالة من الغضب الشديد في أوساط سكان القطاع من حركة حماس.
وأوضح محسن، لـ"إرم نيوز"، أن "المطلوب من قيادة حركة حماس تقديم اعتذار للشعب الفلسطيني، وليس الاستمرار في التصريحات الاستفزازية التي تؤكد رفضهم الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها على مدار سنوات، والتي كان آخرها هجوم أكتوبر/ تشرين الأول".
واتهم النازح الفلسطيني حركة حماس بإعطاء الأولوية لأجنداتها السياسية والحزبية وتحالفاتها الإقليمية على حساب الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون ومستقبلهم، مؤكدًا أن المطلوب وضع حد لِما تقوم به الحركة.
ويقول أحمد البحيصي، إن "تصريحات قادة حركة حماس تؤكد رفضهم وقف الحرب قبل ضمان استمرار حكمهم، وإن الأولوية لديهم الترويج لانتصارهم المزعوم على حساب معاناة وتضحيات النازحين في غزة، الذين يعانون ويلات الحرب".
وأوضح الطويل، لـ"إرم نيوز"، أن "حركة حماس معنية باستمرار حكمها والدفع بتصريحات تبرر ما تعرّض له سكان القطاع على مدار أكثر من عام"، مبينًا أن تجاهل الحركة لمعاناة السكان سيكون له تأثيرات كارثية عليهم.
وأضاف: أن "المطلوب وقفة فلسطينية جادة ضد كل هذه التصريحات، وأن يكون هناك توافق فلسطيني يحول دون تفرّد حركة حماس بالقرار الفلسطيني وبحكم قطاع غزة"، مؤكدًا أن حركة حماس لا تكترث لمعاناة السكان، ومصرّة على القتال رغم الخسائر الفادحة.
"انفصال عن الواقع"
ويرى الخبير في الشأن الفلسطيني، شوقي غنام، أن "تصريحات قادة حركة حماس تؤكد انفصالهم عن الواقع، وأنهم يعيشون في عزلة سياسية تغلب فيها مصالحهم الحزبية على المصالح الفلسطينية"، محذّرًا من خطورة ذلك.
وقال غنام، لـ"إرم نيوز"، إنه "رغم مرور عام على إبادة الشعب الفلسطيني في غزة والخسائر الفادحة للسكان ولحركة حماس ولجناحها المسلح، فإن الحركة ما زالت تبحث عن صورة النصر، وتعمل من أجل الدفاع عن قرارها المتعلق بهجوم أكتوبر/ تشرين الأول".
وأوضح أن "ذلك يفسر سبب إصرار حركة حماس على مواصلة القتال في غزة رغم خسائرها غير المسبوقة"، مشددًا على أن الحركة لن تُوقف القتال قبل التوصل لصفقة مع إسرائيل تمكنها من الترويج لانتصارها المزعوم"، حسب قوله.
وخلص غنام إلى أن "قادة حركة حماس يبحثون في الوقت الراهن عن أمرين أساسيين، الأول مجدهم الشخصي داخل القيادة السياسية والعسكرية، والثاني ضمان بقاء حكم الحركة للقطاع"، مشددًا على ضرورة وقف التصريحات الاستفزازية، والعمل جديًّا على وقف الحرب في غزة.
