بوتين يستقبل الزعيم الصربي ميلوراد دوديك المطلوب بمذكرة توقيف
تباينت آراء الخبراء بشأن مصير جثمان رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي قتل في اشتباك مسلح مع جنود من الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتحتفظ إسرائيل بجثة السنوار، الذي تصفه بالعقل المدبر لهجوم أكتوبر عام 2023، ورفضت مطلب حماس بتسليمه، أو إقحام المسألة في المفاوضات التي أدت للتوصل لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، التي من المتوقع أن تبدأ الأحد المقبل.
وفي وقت سابق، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن "حكومة بنيامين نتنياهو رفضت طلبًا لحماس بإقحام جثمان السنوار ضمن صفقة التبادل المرتقبة وجعل مسألة تسليمها بالمرحلة الأولى"، مشددًا على أن جثة السنوار لن تكون جزءًا من الصفقة.
وقال أستاذ العلوم السياسية، سعيد زيداني، إن "إسرائيل ستتمسك برفضها أن يكون تسليم جثمان السنوار جزءًا من الصفقة المرتقبة مع حماس"، لافتًا إلى أن ذلك يمكن أن يستغل ضد الحكومة الإسرائيلية ويتسبب بانهيارها.
وأوضح زيداني، لـ"إرم نيوز"، أن "السنوار بصفته العقل المدبر لهجوم أكتوبر، فإن إسرائيل تتعامل مع ملفه بشكل خاص، وترى في تسليم جثمانه تشجيعًا لقيادات عسكرية وسياسية لإعادة تنفيذ مخططه في المستقبل".
وأضاف "بتقديري حماس بحاجة لاتفاق سياسي أو تنازلات استراتيجية لإسرائيل من أجل إدخال ملف السنوار في أي اتفاق"، مؤكدًا أن الحركة تأمل أن تنجح في الضغط على حكومة نتنياهو بالمرحلتين الثانية والثالثة من التهدئة لتسليم جثمان السنوار.
وتابع: "يبدو أن الوسطاء نجحوا في إقناع الحركة بضرورة تأجيل المفاوضات بهذا الملف، على اعتبار أن نتنياهو يحتاج لفرصة من أجل إقناع شركائه اليمينيين بالصفقة، وتجنب أي انتقادات بالشارع الإسرائيلي من أطراف المعارضة".
وبين أن "إسرائيل ستواصل التشدد بالملف، وربما ترفض أي ضغوط أو إغراءات من أجل ضمه بالمفاوضات الجارية مع حماس"، قائلًا: "أستبعد أن تقبل إسرائيل بأي عرض يقدم لها فيما يتعلق بجثمان السنوار".
في المقابل، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن "إسرائيل قد تقبل خلال مرحلة تبادل الجثامين مع حماس الإفراج عن جثمان السنوار"، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون في إطار شروط محددة وتنازلات جوهرية من الحركة.
وقال شلحت، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس ليس لديها مشكلة في تقديم هذه التنازلات المتعلقة بالوضع الأمني والعسكري في غزة، على أن تبقى تلك التنازلات سرية للجمهور الفلسطيني"، مبينًا أن ذلك سيكون في إطار البنود غير المعلنة.
وبين أنه "من المهم لدى حماس أن تتوصل لاتفاق مع إسرائيل بشأن جثة السنوار، يؤدي إلى استعادة الجثمان ونقله لقطاع غزة"، مؤكدًا أن ذلك سيعطي الحركة فرصة للترويج لتحقيق أهداف استراتيجية بالاتفاق غير المباشر مع إسرائيل.
وزاد "قبول إسرائيل بذلك سيكون بتقديري في المرحلة الأخيرة من التهدئة، التي ستركز أساسًا على شكل الحكم في قطاع غزة، ولذا ستكون هناك فرصة كبيرة لانتزاع الوسطاء وإسرائيل التنازلات من الحركة"، وفق تقديره.