إعلام فلسطيني: 6 ضحايا في قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في خان يونس بقطاع غزة
أحمد عبد
قال خبراء عراقيون إن عجز الحكومة العراقية عن حل ملف "سنجار"، ساهم في تعزيز نفوذ عناصر حزب العمال الكردستاني المسيطرة بشكل كامل على المدينة.
وعلى الرغم من مرور تسع سنوات على اجتياح تنظيم "داعش" لـ"سنجار" شمال العراق، بيدَ أن سكانها الأصليين لم يستطيعوا العودة للمدينة ذات الأغلبية "الأيزيدية"، كونها مركز صراع ونفوذ دولي ومحلي.
سيطرة حزب العمال الكردستاني على المدينة، عقدت الملف الأمني والسياسي والخدمي فيها، فعلى الرغم من عراقية المدينة فالغالبية العظمى ممن يسيطرون عليها هم من أكراد تركيا وسوريا، بحسب الخبير والباحث حارث الحسني الذي أضاف: "كأن سنجار خارج نطاق الدولة".
سنجار
يقع قضاء سنجار شمال غرب مدينة الموصل عند النقطة الحدودية المعروفة بالمثلث العراقي السوري التركي، ويتبع إداريًا لمحافظة نينوى، يتمتع القضاء بخصوصية ديموغرافية كونه يمثل الثقل السكاني للأيزيدية مع خليط آخر من العرب والأكراد.
وفي أغسطس/آب من العام 2014 اجتاح تنظيم داعش المدينة، وارتكب مجازر كبيرة بحق أبناء الأقليات الدينية -الأيزيدية- ما اضطرهم إلى هجرة المدينة ليتوزعوا بشكل رئيس بين إقليم كوردستان العراق وشرق سوريا وتركيا، مع هجرة المئات منهم نحو أوروبا وغيرها من دول العالم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 حُرِّر سنجار بمشاركة قوات كثيرة منها قوات من حزب العمال الكردستاني التي اتخذت في تلك الفترة من الجبال مقرًا لها، لتتغلغل بعدها داخل المدينة وتسيطر على إدارة المدينة.
صراع النفوذ
تعيش مدينة سنجار تداخلات كبيرة على مستوى النفوذ، فمن جهة يمتد نفوذ حزب العمال الكردستاني منها نحو سوريا، فضلًا عن الدور التركي في المنطقة، مع وجود لفصائل الحشد الشعبي وقوات أمنية نظامية تابعة للجيش العراقي.
عجزت الحكومة العراقية عن كبح جماح حزب العمال الكردستاني في سنجار، فالـ "PKK" يعمل بأوجه عديدة، منها قوات مقاومة سنجار وايزيديخان، ما اضطر بغداد، إلى تخيير تلك القوات العام 2020 بين الانضمام إلى الجيش العراقي أو الحشد الشعبي، فاختارت الحشد وشكل حينها الفوج 80 في قوات الحشد الشعبي من المكون الأيزيدي.
وبالعودة إلى ما قبل العام 2014 فإن قوات البيشمركة وحكومة إقليم كردستان كانت تبسط سيطرتها إداريًا على المدينة، على الرغم من أنها لا تعود للمركز بحجة حماية الأكراد في تلك المناطق.
واليوم تعود حكومة الإقليم إلى الدائرة ذاتها، في محاولة لتعيين شخصًا تابعًا لها لإدارة المدينة، إلا أن وجود حزب العمال الكردستاني يحول دون ذلك.
وفي محاولة لحكومتي بغداد وأربيل من الحد من نفوذ "PKK" عقدتا ما يسمى اتفاق "تطبيع الأوضاع في سنجار".
وأريد من الاتفاق إخراج القوى المسلّحة للحشد الشعبي والقوى المقربة جميعها من حزب العمال الكردستاني من سنجار، وتحويل مهمّة حماية أمن القضاء من قبل الشرطة وجهاز الأمن الوطني والاستخبارات الاتحادية، كذلك تعيين قائم مقام جديد للقضاء، وإعادة إعماره وتوفير مناخ ملائم لعودة النازحين، ولكن لم يجر تنفيذ الاتفاق المبرم حتى الآن.
ويتركز مئات المقاتلين من حزب العمال الكردستاني في مدينة وجبال سنجار، وجعلت منها ممرًا نحو سوريا، تنقلُ فيه المقاتلين والسلاح، وملاذًا لها من هجمات القوات التركية.
من جهته، دعا النائب السابق في البرلمان العراقي وابن مدينة سنجار، محمد خليل، لإبعاد "سنجار عن الصراعات العسكرية والسياسية، فأهاليها لم يعودوا يحتملون العيش في مخيمات النزوح أو التشرد في الدول، وهم يرغبون في العودة لمنازلهم".
وحمّل خليل، خلال حديثه لـ "إرم نيوز"، "الحكومة الاتحادية في بغداد المسؤولية الكاملة لإعادة بسط سلطة القانون في المدينة"، مشيرًا إلى أن "حل مشكلة سنجار تتمثل بإخراج حزب العمال الكردستاني وفقًا للدستور، والبدء بإعادة النازحين إليها وإعمار المدينة".
صدامات مسلحة
وشهدت مدينة سنجار على مدى الأعوام القليلة الماضية اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي وحزب العمال الكردستاني لأكثر من مرة، فيما تتجنب بغداد توسيع الصدام كونها لا تريد فتح جبهة جديدة عليها تضاف إلى جبهة داعش وغيرها من التنظيمات المسلحة، كما يقول الخبير والباحث، حارث الحسني.
وأضاف الحسني لـ "إرم نيوز"، أن "المطلع على ملف سنجار يعي جيدًا أن هذه النقطة باتت خارج نطاق سيطرة الحكومة العراقية، فحزب العمال PKK هو من يتحكم في كل شيء هناك، حتى بات يعمل على تشكيل فوج خاص بالعرب من أبناء القرى المحيطة بمركز سنجار، في محاولة لاستقطابهم عبر إغرائهم بالمال".
بدوره رأى الخبير العسكري والضابط في الجيش السابق، علي الشمري، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "سيطرة مليشيا مسلحة سواء أكانت داخلية أم خارجية على أرض وطنية تعيب حق المؤسسة الأمنية، وتعطي مؤشرات سلبية على عدم قدرة تلك المؤسسة على ضبط الحدود ومسك الأرض التابعة للبلاد".
فيما انتقد النائب في البرلمان العراقي، أحمد الجربا، الحكومة الاتحادية لعدم إيلاء أهمية لمدينة سنجار.
وقال الجربا في حديث لـ "إرم نيوز"، إن "الحكومة المركزية أهملت الملف الأمني لسنجار، وتراجعت أمام نفوذ حزب العمال الكردستاني، وهذا ما سينعكس على أمن محافظة نينوى بشكل رئيس والعراق عمومًا".
وبسبب تلك الصراعات في المنطقة، لا زال أكثر من 200 ألف عائلة أيزيدية يعيشون في مخيمات النزوح منذ 2014، بحسب منظمات حقوقية أيزيدية.