سكرتير مجلس الأمن الروسي: نعد اقتراحات لتعديل استراتيجية الأمن القومي الروسي
أكد محللون سياسيون أن الهدف الأساس لإسرائيل من تدمير المدن في بضع دول عربية، ما بين قطاع غزة والعاصمة اللبنانية بيروت، وبالتحديد الضاحية الجنوبية، هو اتباع سياسة "الأرض المحروقة".
وبحسب المحللين، فإن الهدف من سياية الأرض المحروقة هو تحويل هذه المدن إلى مناطق غير صالحة للعيش، وانعدام مقومات الحياة، حتى لا يقطن فيها أي شخص، وتصبح بمثابة صحراء قاحلة من المستحيل إحياؤها، وتنتهي صلاحيتها لتظل مأمونة الجانب أمام القوات الإسرائيلية، وفق قولهم.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن نهج إسرائيل في تدمير المدن من غزة إلى ما يجري في الضاحية الجنوبية ببيروت ومدن جنوب لبنان، قائم على خطة تستهدف التغيير الديموغرافي في لبنان، ضمن تنفيذ المخطط التوسعي الإسرائيلي عبر سوريا ولبنان، بعد تفريغ الجنوب وزيادة الضغط الداخلي بتدمير الضاحية التي يسكن فيها مليون شخص، أي ربع سكان لبنان؛ ما يدفع بهذا القطاع الكبير بالنزوح إلى خارج لبنان، وفق تقديراتهم.
وترى الباحثة السياسية، الدكتورة تمارا حداد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن استراتيجية إسرائيل في بيروت وضاحيتها الجنوبية هي ذاتها في قطاع غزة، بتطبيق سياسة الأرض المحروقة، ثم الضغط على السكان الأصليين للخروج من تلك المناطق، على حد تعبيرها.
وبينت حداد "أن الهدف الأساس هو تحويل هذه المناطق ما بين بيروت وغزة إلى مدن غير مؤهلة للعيش، بانعدام مقومات الحياة، حتى لا يقطن فيها أحد؛ ما يسفر عنه أن تكون هذه المناطق بعد تدمير البنية التحتية غير صالحة للعيش الآدمي"، مضيفة "تصبح بذلك أرضًا محروقة ومكانًا خاليًا من البشر والحجر؛ وتستكمل نهايتها بقصف مدمر لمحو أعماق البنية التحتية، حتى تفرغ هذه المناطق مستقبلاً وإلى الأبد، ويكون إعادة إحيائها مستحيلة".
وتشير حداد إلى أن إسرائيل من خلال مخططاتها لهدم المدن، تنفذ خطة لجعل هذه المناطق آمنة لوجودها وإزالة أي خطر قد يتكون من جديد تجاهها، وهذا ما يحدث في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث يستمر القصف والهدم فوق الهدم للتأكد من أنها بقعة جغرافية خالية من التهديدات الأمنية من حزب الله أو غيره، رغبة في نزع السلاح الثقيل والمتوسط وصعوبة إعادة أي تنظيم، وفق قولها.
ولفتت إلى أن ما يحدث في ضاحية بيروت هو دفعها لتصبح صحراء قاحلة مثلما جرى في قطاع غزة، حيث يتم استكمال المخطط من خلال المراقبة بالأقمار الصناعية والآليات العسكرية الجوية، لاستهداف أي وجود بشري مدني أو مسلح في أي وقت، الآن أو في المستقبل القريب، رغبة في نزع السلاح الثقيل والمتوسط، وجعلها في حالة تمنع إعادة التنظيمات فيها من جديد، وفق تقديرها.
وأردفت حداد "أن ما حدث في شمال غزة، من تفريغ للمواطنين وبناء قاعدة عسكرية من جانب الاحتلال الإسرائيلي، يحمل الجانب ذاته في تدمير المدن في جنوب لبنان، والسياق ذاته لتحقيق أهداف ذات صلة بالمخطط التوسعي الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية ببيروت".
فيما يقول المحلل السياسي اللبناني، جورج سليم، إن نهج إسرائيل في تدمير المدن من غزة إلى ما يجري في الضاحية الجنوبية ببيروت ومدن في جنوب لبنان قائم على خطة تستهدف التغيير الديموغرافي للبنان في إطار تنفيذ المخطط التوسعي الإسرائيلي عبر سوريا ولبنان، بعد تفريغ الجنوب وزيادة الضغط الداخلي بتدمير الضاحية التي يسكن فيها مليون شخص، أي ربع سكان لبنان؛ ما يدفع بهذا القطاع الكبير بالنزوح إلى خارج لبنان.
وذكر سليم في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن الإطار العام المعمول به من جانب تل أبيب في الضاحية وقبلها غزة من خلال العدوان، هو تنفيذ سياسة الأرض المحروقة ومحو هذه المدن واستنزاف قدراتها في الاستمرارية؛ ما يؤدي إلى تغيير ديموغرافي بحيث تصبح هذه المدن في مرمى الآلة العسكرية للاحتلال مع الوقت؛ ما يجعل من المستحيل إعادة إعمار هذه المدن، لا سيما بعد أن هرب أهلها ونزحوا إلى الخارج، وقتل الآلاف من السكان، وفق قوله.
وأشار إلى أن "الدولة ومؤسساتها، حتى لو كانت تمتلك الأموال الخاصة بإعادة الإعمار، لن تقدِم على البناء مجددًا لأن الهدم والتدمير قائم ومستمر في ظل وجود العدو الإسرائيلي"؛ مضيفًا "فضلًا عن أنه في حالة إعادة البناء، لن يكون بحوزة السكان الأصليين أو غيرهم القدرة الشرائية لامتلاك منزل سكني ليعيشوا فيه، ليتم تدميره مجددًا".
واستطرد قائلًا: "خير مثال على هذا المخطط هو ما حدث في بيروت القديمة أو وسط المدينة، التي دمرت نهائيًّا في حقبة الثمانينيات والتسعينيات، انطلاقًا من الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982. هجرها الأهالي نهائيًّا بعد أن قتل ما يصل إلى 30 ألف شخص، وهرب عشرات الآلاف من البلاد، وانعدمت ديموغرافية العاصمة".
وزاد: "حتى عندما تم إعادة بناء منطقة وسط المدينة على أرقى مستوى، لم تجد من يقطنها، رغم تشييدها من جديد منذ نحو 18 عامًا، حيث ما زالت منطقة أشباح، بعد أن كانت قبل 4 عقود تضج بالحياة والعيش ليلاً ونهارًا".