صدمة في إسرائيل بسبب "شروط" نتنياهو الجديدة لصفقة الأسرى

أصاب بيان مفاجئ صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المؤسسة العسكرية بالصدمة، بحسب وصف هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الاثنين. 

البيان صدر قبيل اجتماع خاص بشأن مفاوضات الأسرى، وورد به ما بدت أنها خطوط حمراء جديدة بشأن المفاوضات، من شأنها أن تقوض إمكانية مواصلة التفاوض، وفق الرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق من الشهر الماضي.

 وقال مصدران حضرا الاجتماع للقناة العبرية، إن قادة المؤسسة العسكرية الذين شاركوا بالاجتماع أعربوا عن صدمتهم جراء صدور هذا البيان، الذي حدد شروطًا جديدة بشأن المفاوضات.

نتنياهو، الذي كان دعا قادة المؤسسة العسكرية لاجتماع خاص لمناقشة مفاوضات الأسرى، استبق بدء الاجتماع بإصدار بيان مفاجئ، بعد أن كان المسؤولون العسكريون وصلوا إلى مكتبه في القدس المحتلة.

المصدران، اللذان لم تكشف القناة عن هويتهما، أكدا أن بعض القادة العسكريين أعربوا عن غضبهم بشأن البيان، لا سيما وأن ما ورد به يحمل مؤشرات على تقويض المفاوضات.

ونقلت القناة عن المصدرين أن قيادات عسكرية ذكرت أمام نتنياهو أنه لا يتعين أن تجري المفاوضات إلا في غرفة الاجتماعات، وليس عبر بيانات لوسائل الإعلام.

شروط نتنياهو ورأي معاكس

قال المصدران إن مصادر بالمؤسسة العسكرية أعربت عن مخاوفها من أن تكون هناك نوايا لدى نتنياهو بمنع إحراز تقدم في مفاوضات الصفقة، لخشيته من تفكك الحكومة ولإرضاء الشركاء الائتلافيين، في إشارة إلى أحزاب اليمين المتطرف.

وتضمن البيان الذي نشره مكتب نتنياهو قبيل الاجتماع مع قادة المؤسسة العسكرية شروطًا جديدة، وهي أن أيّ صفقة ينبغي أن تتيح لإسرائيل العودة إلى القتال (بعد تحرير الأسرى) إلى أن تحقَّق أهداف الحرب.

كما حدد البيان أن الجيش لن يسمح بتهريب السلاح إلى حركة حماس من الحدود مع مصر، وهو الأمر الذي يمكن تفسيره عمليًّا بعزم نتنياهو الإبقاء على محور فيلاديلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية، إضافة إلى أن إسرائيل "لن تسمح بعودة مسلحي حماس إلى شمال قطاع غزة"، كما إن إسرائيل ستطالب بزيادة أعداد الأسرى الأحياء في أسر حماس إلى الحد الأقصى والذين تطالب بتحريرهم.

مكتب نتنياهو زعم أن الرؤية التي وافقت عليها إسرائيل والتي باركتها الإدارة الأمريكية، ستمكّن الجيش من إعادة الأسرى دون المساس بباقي أهداف الحرب.

صحيفة "معاريف" أوضحت أن بيان مكتب نتنياهو لم يصدر بالتنسيق مع قادة المؤسسة العسكرية المشاركين بالاجتماع، وذكرت أن شروط نتنياهو الجديدة أثارت عاصفة في المستوى السياسي وبالمؤسسة العسكرية، كونها صدرت دون تنسيق معهما.

ونقلت الصحيفة عن مصادر على صلة بالاجتماع وجهة نظر أخرى تختلف عن المصدرين السابقين، إذ رأت مصادر "معاريف" أنه يتعيَّن التقليل من المخاوف من شروط نتنياهو أو أن يكون هدفها تقويض المفاوضات.

وعللت ذلك بأن نتنياهو يسعى فقط لتمرير رسالة لبعض الشركاء الائتلافيين ولتيار اليمين بوجه عام بأن الصفقة لن تؤدي إلى وقف الحرب.