روسيا تعترض 93 مسيرة أوكرانية خلال الليل منها 87 فوق كورسك

logo
العالم العربي

بين "الحوافز الغربية" و التوازن الإقليمي.. هل اختار الشرع القطيعة مع إيران؟

بين "الحوافز الغربية" و التوازن الإقليمي.. هل اختار الشرع القطيعة مع إيران؟
أحمد الشرعالمصدر: غيتي إيمجز
27 فبراير 2025، 7:38 ص

تباينت آراء الخبراء حول مدى قدرة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في اختيار القطيعة مع إيران من عدمه، حيث قال خبراء إنه يختار الابتعاد عن طهران؛ للحصول على الحوافز والمكتسبات الغربية، منها رفع العقوبات عن سوريا، مع الميل إلى تحقيق توازن إقليمي في ظل ظروف البلاد الصعبة.

وفي المقابل، رأى آخرون، في أحاديث لـ"إرم نيوز"، أن خيارات الشرع معقدة في هذا الصدد، حيث يفضل إرضاء جميع الأطراف في محاولة لتقليل الصراع على الأراضي السورية، وذلك في وقت تلعب فيه طهران دورا مهما في فك العزلة عنه، لاسيما من خلال العراق.

 

وأكد الخبير الاستراتيجي راغب رمالي، أن أهم ما يحتاجه أحمد الشرع في الوقت الراهن هو رفع العقوبات عن سوريا بشكل كامل والحصول على مساعدات دولية تدعم نظامه؛ وهو ما يجعله يتماشى مع الدول الغربية التي لا تريد أن يكون هناك أي وجود لإيران في سوريا، لذلك يختار الابتعاد عن طهران.

رفع العقوبات

وذكر "رمالي"، لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة ترهن جانبا كبيرا مما يحتاجه "الشرع" ضمن تحجيم طهران وألا تكون سوريا ساحة وجود أو مرور لها، ومن ثم فإنه يفضل بشكل كبير الذهاب إلى ما تعمل عليه واشنطن، مقابل الحصول على حوافز، سواء متعلقة برفع العقوبات عن سوريا أو إزالة اسمه هو وقيادات هيئة "تحرير الشام" والهيئة ذاتها من قوائم الإرهاب.

أخبار ذات علاقة

"براغماتي وعملي".. هل تمهد واشنطن لإزالة "الجولاني" من قوائم الإرهاب؟

 

وأضاف رمالي أن الشرع يرى في عدم وجود أي تعامل له مع إيران، شيئا من الثقة يحصل عليها من واشنطن والغرب، بقطع أي طريق على طهران في الاستحواذ على الساحة السورية وجعلها أداة في يدها؛ ما يجعله يحصل على نقاط إيجابية تدعم استمرار نظامه.

وتابع رمالي أن عدم استقرار حكم الشرع له جانب آخر يتعلق بأن وجود إيران في سوريا، يعطي لإسرائيل الفرصة والحجة في العمل بشكل كبير في الداخل السوري أكثر مما يحدث الآن؛ ما يؤثر على شرعية حكمه.

 

 

"الأمور معقدة"

من جهة ثانية، يرى الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور حامد الصراف، أن الخيار صعب على الشرع ليس في العلاقة مع إيران فقط ولكن في معظم الملفات، في ظل الأمور الجارية في المنطقة التي لا تترك له خيارات القطيعة مع أي دولة، لا سيما أن سوريا ما زالت تحت الحصار والعقوبات، وأيضا تحت تهديدات إسرائيل والصراعات الداخلية.

وأشار الصراف لـ"إرم نيوز"، إلى أن الأمور معقدة وخيارات الشرع قليلة ولكنه يفضل أن يرضي جميع الأطراف في محاولة لتقليل الصراع على الأراضي السورية، لكن إيران تلعب دورا مهما في فك العزلة عنه لاسيما من خلال العراق، وهو ما توضح في تأجيل بغداد لزيارة مهمة، لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني إلى العراق. وأوضح أن التأجيل لإجراء تفاهمات حول ملفات معقدة مع العراق؛ ما يدل على أن لإيران دورا في ترتيب العلاقة بين ما يسمى دول المحور الذي تقوده والنظام الجديد في سوريا.

"علاقات متوازنة"

فيما يقول الباحث في الشؤون الإيرانية بمركز "ستاندرد" للدراسات الاستراتيجية، فرهاد عمر، إن "الشرع" لم يقرر أو يختار القطيعة النهائية مع إيران في ظل العلاقة بين الراديكالية الدينية التي يترسخ عليها نظام دمشق الجديد وطهران التي لها علاقات قائمة منذ عقود سابقة مع هذه التيارات حتى لو ظهر في بعض الفترات على السطح خلافات بينهم.

وأوضح عمر لـ"إرم نيوز"، أن هناك أمورا عدة تمنع هذا الاختيار، وهو يتعامل بالحفاظ على علاقات مع الدول المحيطة وحتى البلدان التي تعد من اللاعبين المتواجدين في الداخل السوري، لذلك فهو متمسك بـ"مناورة" جميع الأطراف حتى لا يخسر أحدا في الوقت الراهن، لاسيما أنه يقع بين مطرقة المحيطين به من جهة، وبين التعهدات التي يحدد عليها المجتمع الدولي بشكل كبير مستقبله السياسي

وتابع عمر بأنه في حال لم يقم الشرع علاقات متوازنة مع الدول العربية والمجتمع الدولي وأيضًا إيران ومحورها، سيكون نظامه معرضا للخطر بشكل كبير، ولا سيما في ظل عدم استقرار الأوضاع الداخلية وتأثير الخارج فيها.

أخبار ذات علاقة

"معضلة الشرع في قمة بغداد".. هل يختار العراق الحياد أم يرضخ للضغوط؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات