وسائل إعلام إسرائيلية: اعتراض 3 صواريخ أطلقت من لبنان
أعلنت إسرائيل، تكثيف غاراتها على قطاع غزة، ووصفتها بأنها "إنذار أخير" للسكان إذا لم تفرج حركة حماس عن الرهائن، في تصعيد مستمر بعد استئنافها للحرب، ومقتل 37 فلسطينيا، اليوم الخميس.
وقبل التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة، أكدت حماس أنها "لم تغلق باب التفاوض"، مشيرة إلى أنه "لا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقّع من جميع الأطراف"، وفق ما صرّح به المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، طاهر النونو، لوكالة "فرانس برس".
وأضاف النونو: "ليس لدينا شروط جديدة، ولكننا نطالب بإلزام إسرائيل بوقف العدوان وحرب الإبادة فورًا، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية كجزء من الاتفاق الموقع".
وتابع: "أكدنا مرارًا استعدادنا للتوصل إلى اتفاق والتزمنا بتنفيذ كافة بنوده، لكن إسرائيل تماطل وتعطّل المفاوضات، ولديها نوايا مبيتة لاستئناف العدوان والحرب".
قوبلت تصريحات حماس برفض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حذّر من أن المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن "لن تجرى من الآن فصاعدًا إلا تحت النار".
ورغم الدعوات الدولية لخفض التصعيد، شددت حكومة نتنياهو، بدعم من الولايات المتحدة، على أن استئناف العمليات العسكرية "ضروري" لضمان إطلاق سراح الرهائن.
ومن بين 251 شخصًا خُطفوا خلال هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لا يزال 58 محتجزين في غزة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 34 منهم.
وقتل 37 فلسطينيا وأصيب العشرات وفقد آخرون في اليوم الثالث من القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ فجر اليوم الخميس.
وفي تصعيد دامٍ، أفاد الدفاع المدني في غزة، مساء الأربعاء، بمقتل أكثر من 470 فلسطينيًّا، بينهم أطفال ونساء، جراء الضربات الجوية الإسرائيلية منذ استئناف القصف فجر الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن "أكثر من 70 قتيلاً سقطوا حتى مساء اليوم، بينهم أطفال ونساء وعائلات أُبيدت بالكامل".
كما استهدف القصف الإسرائيلي منزلًا كان يُقام فيه بيت عزاء في بيت لاهيا شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا على الأقل من عائلة واحدة، وفق الدفاع المدني.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع مقتل أحد موظفيه في غزة جراء "ذخيرة" قد تكون "انفجرت أو أسقطت" على مجمع المنظمة في دير البلح.
وعلى الفور، اتهمت حماس إسرائيل بـ"ترهيب المدنيين وعمال الإغاثة في غزة".
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "حزنه وصدمته العميقين"، مطالبًا بإجراء "تحقيق كامل".
كما قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عبر منصة "إكس": "يجب التحقيق في هذا الحادث بشفافية ومحاسبة المسؤولين عنه. يجب حماية الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني".
في المقابل، نفت إسرائيل مسؤوليتها عن القصف، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، أورن مارمورشتاين، عبر "إكس": "نعرب عن الحزن لوفاة المواطن البلغاري الذي يعمل لدى الأمم المتحدة في غزة. هناك تحقيق جارٍ في ملابسات الحادث"، مضيفًا أن "الفحص الأولي لم يُظهر أي صلة بين الحادث وأي نشاط عسكري إسرائيلي في المنطقة".
من جهته، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، "تحذيرًا أخيرًا" لسكان غزة، قائلًا: "خذوا بنصيحة رئيس الولايات المتحدة، أعيدوا المخطوفين وتخلّصوا من حماس، وستُفتح أمامكم خيارات أخرى، بما في ذلك إمكانية مغادرة القطاع لمن يرغب بذلك".
وفي ظل استمرار القصف، استمر الرجال والنساء والأطفال في النزوح من شمال قطاع غزة، مشيًا على الأقدام أو في عربات مكتظة، حاملين معهم ما استطاعوا من متاع بسيط، في مشهد يعكس النزوح الجماعي المتكرر منذ اندلاع الحرب.
بعد شهرين من دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، شنت إسرائيل، الثلاثاء، أعنف غاراتها على غزة منذ الـ19 من كانون الثاني/يناير، وصرّح نتنياهو بأن هذه الهجمات "ليست سوى البداية".
لكن في الداخل الإسرائيلي، يتعرض رئيس الوزراء لضغوط متزايدة، ففي القدس، تظاهر آلاف الأشخاص، الأربعاء، متهمين نتنياهو بمواصلة الحرب دون مراعاة مصير الرهائن.
وقال أحد المتظاهرين، يوسي إبستين (65 عامًا)، وهو يعمل في قطاع التكنولوجيا: "لن نتمكن من تحرير الرهائن إلا من خلال المفاوضات والاتفاق. ليس لدينا خيار آخر".
ورغم تأكيد حماس أنها "لم تغلق باب التفاوض"، إلا أنها شددت على ضرورة بدء المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، الذي دخل حيز التنفيذ بعد 15 شهرًا من الحرب.
امتدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لـ6 أسابيع، تم خلالها الإفراج عن 33 رهينة، بينهم 8 جثث، مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني، ولكن المفاوضات، التي جرت بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر، وصلت إلى طريق مسدود.
وتطالب حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية، والتي تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإعادة فتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح بقية الرهائن.
في المقابل، تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف نيسان/أبريل، مع اشتراطها "نزع سلاح" غزة، وإنهاء حكم حماس، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وفي خطوة تصعيدية، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وقطعت الكهرباء، في محاولة للضغط على الحركة.