4 قتلى بغارة إسرائيلية على حي التفاح شرقي مدينة غزة
رجح متابعون أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يُتيح للإسرائيليين تنفيذ وعودهم السابقة باستهداف مواقع ومنشآت في مناطق الحوثيين باليمن، ردًا منها على ضربات عسكرية نفذتها الميليشيا باتجاه أهداف إسرائيلية مباشرة، بدأت منذ أشهر واستمرت إلى عشية دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ومنذ إعلان المُصادقة على وقف إطلاق النار في غزة، مساء الأربعاء، أعلن الحوثيون عبر زعيمهم عبدالملك الحوثي أنهم مرتبطون بما تعقده الفصائل الفلسطينية، ملوحًا بعدم تنفيذ أي هجمات باتجاه إسرائيل، والذي سيُحدده التزام الأخيرة بالاتفاق وعدم نقضه.
وعلى مدار يومي الجمعة والسبت، أعلن الحوثيون عن تنفيذ عدة عمليات عسكرية باتجاه إسرائيل، بعد "التنسيق الكامل مع المقاومة الفلسطينية"، وهي صيغة جديدة لم يُعهد أن تذكر في بيانات الحوثيين في الإعلان عن عمليات عسكرية مماثلة سابقة، مما يدفع بالتساؤلات نحو الواجهة، والتي يكمن أبرزها في ما إذا ستتفرغ إسرائيل لتنفيذ ضربات مكثفة على الحوثيين؟
وربط عسكريون يمنيون، في ردهم على هذا السؤال، بين عدم توجيه أي ضربات إسرائيلية باتجاه الحوثيين والبنى التحتية في اليمن الواقعة ضمن نفوذها، كردّ منها على ضربات الحوثيين السابقة، وبين استغلال القيادة في تل أبيب وتفرغها بعد وقف إطلاق النار في غزة لضرب الحوثيين، بمدى التزام الميليشيا وعدم توجيه ضربات باتجاه أهداف إسرائيلية.
ويقول نائب مدير المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، العقيد صالح القطيبي إن "ما يقوم به الحوثيون من هجمات سواءً باتجاه إسرائيل أو خطوط الملاحة الدولية واستهداف سفن الشحن التجارية، ليس نُصرةً لغزة كما يدّعون ذلك، ولكن بحسب ما تُمليه عليهم إيران".
وتوقع القطيبي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، "استمرار ميليشيا الحوثي في تنفيذ ضربات باتجاه إسرائيل، حتى بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كون مصلحة طهران تظهر في مواصلة الحوثيين لهذه الضربات، حتى تقول إنها مازالت موجودة وإن فقدت أبرز أذرعها حزب الله في لبنان، وانتهاء نفوذها في سوريا بعد سقوط نظام الأسد".
وعما إذا ستوجه إسرائيل ضربات عسكرية باتجاه الحوثيين، يُرجّح القطيبي أن ذلك "سيكون مقتصرًا على عدم تنفيذ الحوثيين أي ضربات عسكرية باتجاه إسرائيل عقب البدء في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مستدركًا: "أما إذا استمر الحوثيون في استهداف إسرائيل، فلا أستبعد أن توجه تل أبيب ضربات عسكرية باتجاه الحوثيين ردًا عليها، أما دون ذلك فلن يكون هناك رد إسرائيلي على الميليشيا الحوثية بأثر رجعي".
وبدوره، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية العميد ثابت حسين إن "ما يهم إسرائيل من اتفاق غزة، هو الإفراج عن أسراها لدى حركة حماس، أما المسائل الأخرى فلن يتغير الموقف الإسرائيلي أو بالأحرى السياسة الإسرائيلية".
وأشار حسين، في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أنه "من هنا يُمكن أن نتوقع أن ذلك الاتفاق لن يؤثر في موقف الإسرائيليين المتشدد من الحوثيين و(معاقبتهم) جراء هجماتهم على إسرائيل بالصواريخ والمُسيّرات".
ونوه حسين إلى أن "إسرائيل أعدت نفسها بكل المبررات الكافية، بما فيها الغطاء الدولي، والأهم من كل ذلك باعتبار حركة الحوثيين حركة إرهابية".
وتابع حسين: "من جانبهم -أي الحوثيون- سيفقدون مبرر (نصرة غزة) الذي ظلوا يتحججون به لتصدير أزماتهم الداخلية إلى الخارج، لكنهم بالتأكيد سيردون على أي هجمات إسرائيلية".
إلى ذلك، استبعد الخبير في الشؤون العسكرية وتكنولوجيا النقل البحري الدكتور علي الذهب، قيام إسرائيل بتنفيذ أي ضربات باتجاه الحوثيين، كردّ منها على هجمات الحوثيين السابقة، إذ سيكتفون بالضربات السابقة والتي كان آخرها بالاشتراك مع المقاتلات الأمريكية والبريطانية.
وقال الذهب لـ"إرم نيوز": "في حال توقف الحوثيون، بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة، عن توجيه أي ضربات باتجاه أهداف إسرائيلية، فلن يقوم الإسرائيليون بتنفيذ أي ضربات عسكرية على الحوثيين".
وأضاف الذهب: "أما إذا تعثّر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونفذت إسرائيل هجمات هناك، أعتقد أن ذلك سيدفع الحوثيين نحو تنفيذ هجمات باتجاه إسرائيل وإن كان ذلك بتكتيك مُعين، وبالتالي فإن إسرائيل ربما ستردّ على الحوثيين، في هذه الحالة فقط".
وأكد استبعاده وقوع ضربات إسرائيلية على الحوثيين ردًا على الضربات السابقة، مشيرًا إلى أن "أي ردّ إسرائيلي على الحوثيين، إن تجدد، فلن يتجدد إلا إذا جدد الحوثيون تنفيذ ضربات باتجاه إسرائيل، عقب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
وذهب الذهب نحو فرضية أخرى، توقع من خلالها أن تتوجه إسرائيل عقب تفرغها من الحرب في غزة نحو ضرب الميليشيا الإيرانية المتواجدة في العراق، الأمر الذي بدوره سيجعل هجمات الحوثيين باتجاه إسرائيل مستمرة، وهذه المرة بلافتة مناصرة حلفائها في العراق.
وأشار الذهب إلى أن "وقف إطلاق النار في غزة يسبق بيوم واحد تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمقاليد الحكم في البيت الأبيض، والذي سيُحدّد مجيئه العديد من ملامح القضايا المتوترة في المنطقة، والتي من بينها المواجهة بين إسرائيل والحوثيين".