مصدر أمني إسرائيلي: الجنود ردوا على استهدافهم بكويا جنوبي سوريا بإطلاق النار على المهاجمين
حذّرت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية، الأربعاء، من احتمال قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإبرام صفقة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب "على حساب" إيران، مشددة على ضرورة متابعة تطورات العلاقات بين موسكو وواشنطن من كثب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة بشأن التوجه شرقًا في السياسة الخارجية الإيرانية، فإن المصالح الوطنية تفرض مراقبة تحركات روسيا وتفاعلاتها مع أمريكا.
وقالت: "إذا تجاهل المسؤولون الإيرانيون هذه التفاعلات، فلن يكون تأثيرها على إيران محايدًا، بل ستترتب عليها تداعيات قد تضر بالمصالح الوطنية، لذلك من الضروري إيجاد حلول استباقية قبل أن يفوت الأوان".
كما ذكرت الصحيفة بأن روسيا كانت منحازة لإسرائيل في الحروب داخل سوريا ولبنان، ما يثير تساؤلات حول مدى موثوقية موسكو كشريك استراتيجي لطهران.
وأكدت أنه بعيدًا عن الخلافات حول التوجه شرقًا في السياسة الخارجية الإيرانية، فإن المصالح الوطنية تفرض مراقبة تعامل روسيا مع الولايات المتحدة بحذر، مشيرة إلى أن أي لامبالاة إيرانية قد تعني نتائج كارثية على البلاد.
وترى الصحيفة أن المفاوضات العلنية والمخفية بين الكرملين والإدارة الأمريكية قد تؤدي إلى صفقة كبرى بين بوتين وترامب، وربما تكون أوكرانيا أولى ضحايا هذه التسوية.
وقالت "التنازل عن أجزاء من أوكرانيا لروسيا قد يكون بمنزلة "رشوة" من ترامب لبوتين، لكن الأمر لن يتوقف عند ذلك، وفي المقابل، قد يمنح بوتين ترامب حرية التحرك الكامل في الشرق الأوسط، بما يخدم مصالح إسرائيل".
وأضافت الصحيفة أن "إيران، إلى جانب سوريا، ولبنان، والعراق، وفلسطين، قد تجد نفسها في قلب هذه الصفقة، كما حدث عندما أطفأت روسيا راداراتها في سوريا خلال الضربات الإسرائيلية ضد مواقع القوات الإيرانية".
وتابعت: "تمامًا كما فعلت روسيا في السابق عندما تغاضت عن الغارات الإسرائيلية على القوات الإيرانية في سوريا، يمكن أن يتكرر السيناريو مجددًا إذا قررت واشنطن اتخاذ إجراءات عدائية ضد طهران".
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف روسيا في سوريا لم يكن قطُّ منحازًا لإيران، بل كان أقرب إلى إسرائيل، حيث سمحت موسكو فعليًا بتوجيه ضربات إسرائيلية ضد المواقع الإيرانية دون أي رد فعل.
وأضافت أن روسيا لعبت دورًا مشبوهًا خلال هجوم "تحرير الشام" في سوريا، حيث وضعت إيران أمام أمر واقع دون أي دعم حقيقي.
وحذرت الصحيفة من أن بوتين قد يكون مستعدًا لتكرار هذا السيناريو مرة أخرى، مقابل مكاسب اقتصادية وسياسية ضخمة من واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في أوكرانيا قدمت فرصة اقتصادية كبيرة للعديد من الدول، أبرزها السعودية التي جنت 211 مليار دولار من مبيعات النفط، بينما فشلت إيران في استغلال هذه الفرصة بسبب سياساتها غير المدروسة.
وأضافت أن السعودية تلعب اليوم دورًا رئيسًا في استضافة المفاوضات بين واشنطن وموسكو، وتسعى إلى تحقيق مكاسب أكبر من هذه الصفقة المحتملة، بينما قد تحصل روسيا على امتيازات اقتصادية كبرى، بما في ذلك رفع بعض العقوبات النفطية والغازية عنها.
واختتمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على أن الوقت قد حان لإيران لمراجعة سياساتها الخارجية بعناية لتجنب المزيد من الخسائر، وقالت: "يجب على طهران اتخاذ تدابير لحماية نفسها من التداعيات السلبية للصفقة المحتملة بين موسكو وواشنطن".
وأضافت أن "على إيران البحث عن طرق لتحقيق مكاسب اقتصادية بدلًا من أن تكون ضحية لمصالح الدول الكبرى، وبدلًا من الاعتماد الكامل على روسيا، يجب تبني سياسة أكثر توازنًا للحفاظ على المصالح الإيرانية وحمايتها من أي صفقات غير متوقعة".