رويترز: أمريكا توقف مساهماتها المالية في منظمة التجارة العالمية

logo
العالم

"مفاوض بارع".. كيف نجح بايرو في كسر وحدة اليسار الفرنسي؟

"مفاوض بارع".. كيف نجح بايرو في كسر وحدة اليسار الفرنسي؟
رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو المصدر: رويترز
17 يناير 2025، 4:06 م

اتفق خبراء على أن نجاح رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو الأخير في النجاة من إجراء برلماني بسحب الثقة منها يكشف عن مهارات تفاوضية متقدمة، لكنه يبقى رهنًا بإدارة توازن القوى داخل البرلمان.

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. "تنازلات" تحقق إنجازا سياسيا لحكومة بايرو

ومع تمكنه من كسر وحدة اليسار الفرنسي، ما زال بايرو يواجه تحديات سياسية، لا سيما مع اقتراب مناقشة الميزانية التي تمثل اختبارًا حقيقيًا لاستراتيجياته.

ونجح بايرو في اجتياز أول اختبار حاسم لبقائه في منصبه، فقد تمكن من النجاة من أولى محاولات حجب الثقة التي واجهها. 

ورغم أن نتيجة التصويت لم تكن مفاجئة، خاصة بعد إعلان حزب التجمع الوطني عدم دعمه للمذكرة، فإن بايرو نجح في تحقيق هدف آخر أكثر أهمية بإحداث شرخ داخل "الجبهة الشعبية الجديدة".

وقال جان-كلود بويسو، الخبير السياسي في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لـ"إرم نيوز" إن فرانسوا بايرو أظهر قدرة استثنائية على التفاوض السياسي، فقد استطاع استغلال الانقسامات داخل "الجبهة الشعبية الجديدة" لتحقيق مكاسب استراتيجية. 

وأشار إلى أن تقديم تنازلات مكتوبة للاشتراكيين قبل التصويت يعكس فهمًا عميقًا لديناميكيات القوى داخل البرلمان، مضيفًا أن هذا النجاح يعزز موقع بايرو على المدى القصير، لكنه يضعه أمام تحدٍ أكبر في مناقشة الميزانية، بحيث سيكون عليه إثبات جدية التزاماته التي قدمها لحزب الاشتراكيين.

بدورها، قالت كلير دوبوا المحللة السياسية في المعهد الفرنسي للعلاقات السياسية لـ"إرم نيوز" إن خطوة بايرو لم تكن مجرد إنقاذ لحكومته، بل كانت ضربة استراتيجية لـ"فرنسا الأبية"، فقد أظهرت انقسامًا واضحًا بين مكونات "الجبهة الشعبية الجديدة". 

وترى أن هذه الاستراتيجية قد تكون فعالة على المدى القصير، لكنها تحمل مخاطرة بإثارة استياء الأحزاب التي قدم لها تنازلات دون تحقيق وعوده، ما قد يعيد إشعال الصراعات السياسية. 

كما أكدت أن هذا النجاح قد يدفع بايرو إلى تعزيز صورته كسياسي براغماتي، لكنه يظل معرضًا لضغوط كبيرة من اليمين واليسار على حد سواء.

وفي خطوة أثارت دهشة الجميع، قرر حزب الاشتراكيين بقيادة أوليفييه فور عدم دعم مذكرة حجب الثقة المقدمة من حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف، وحلفائه من الخضر والشيوعيين. 

جاء هذا القرار نتيجة مفاوضات مكثفة، قدم خلالها بايرو تنازلات مكتوبة تم تسليمها إلى الاشتراكيين قبل ساعة واحدة فقط من التصويت.

وتضمنت هذه التنازلات قائمة طويلة من التدابير التي تجاوزت توقعات المراقبين.

مفاوضات حاسمة

تُظهر هذه الخطوة براعة بايرو في التفاوض، وهي ميزة لم يظهرها سلفه ميشيل بارنييه، فقد تمكن بايرو من إقناع الاشتراكيين بعدم الانضمام إلى الأصوات الساعية لإسقاط حكومته، ما أتاح له فرصة البقاء على رأس الحكومة دون أن يكون تحت رحمة التجمع الوطني.

وعلى الرغم من حصول مذكرة حجب الثقة على 131 صوتًا فقط، بعيدًا عن الأغلبية المطلوبة البالغة 288 صوتًا، فإن هذه النتيجة تعكس تغيّر موازين القوى داخل البرلمان. 

أخبار ذات علاقة

معادلة معقدة.. بايرو يعرض خارطة طريق حكومته أمام البرلمان

وبهذا، تمكن بايرو من تفادي التحدي الذي كان زعيم "فرنسا الأبية"، جان لوك ميلانشون، قد وعد به في 16 يناير.

ومع اقتراب موعد مناقشة ميزانية الدولة، يُتوقع أن يكون هذا الملف بمرتبة اختبار حقيقي لوحدة الجبهة الشعبية الجديدة، ولمدى قدرة بايرو على الاستمرار في استغلال نقاط ضعف خصومه لضمان بقائه في المنصب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات