مستشار المرشد الإيراني: إسرائيل ترغب في دفع الولايات المتحدة للمواجهة مع إيران
نجح رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، في تحقيق إنجاز سياسي لافت بإقناع نواب الحزب الاشتراكي بعدم دعم اقتراح حجب الثقة الذي تقدم به شركاؤهم التقليديون من أحزاب "فرنسا الأبية"، والخضر، والشيوعيين.
ووفقا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، جاء الإعلان على لسان أوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، خلال جلسة البرلمان أمس الخميس.
وأكد فور أن حزبه لن يصوت لصالح المذكرة، مشددًا على أهمية دعم "يسار قادر على فرض تنازلات على الحكومة".
وأوضح التقرير أنه بعد مفاوضات مطولة مع الحزب الاشتراكي، تمكن بايرو من تقليص التأييد البرلماني لمذكرة حجب الثقة إلى 131 صوتًا فقط، وهي نتيجة بعيدة عن الأغلبية اللازمة البالغة 288 صوتًا لإسقاط الحكومة.
وبهذا، حافظ رئيس الوزراء على استقرار حكومته ومنع سقوطها في ظل التحالفات البرلمانية المعقدة.
وأكد التقرير أن هذا النجاح لم يكن مجانيًا، فقد اضطر بايرو لتقديم تنازلات كبيرة للاشتراكيين شملت الالتزام بإعطاء البرلمان الكلمة الأخيرة في إصلاحات التقاعد، والتخلي عن خطة إلغاء 4000 وظيفة تعليمية، والتراجع عن إضافة يومي عمل غير مدفوعين لموظفي القطاع العام.
ووجه رئيس الوزراء رسالة رسمية تتضمن شرحًا مفصلاً لتعهداته تجاه الحزب الاشتراكي، وذلك تأكيدا لحسن نيته.
وبتقديم هذه التنازلات، تمكن بايرو من ضرب وحدة الجبهة الشعبية الجديدة، وهي التحالف الذي يجمع أحزاب اليسار المعارضة.
واعتبر مراقبون هذه الخطوة إنجازًا سياسيًا كبيرًا، فشل في تحقيقه الرئيس إيمانويل ماكرون رغم محاولاته المتكررة.
وفيما أثنى بعض حلفاء بايرو على مهارته السياسية، حذر آخرون من التكلفة الاقتصادية للتنازلات.
ومع ذلك، ترى الحكومة أن هذه التكلفة أقل من ثمن الفوضى البرلمانية أو إسقاط الحكومة.
ومن جهته، قال بيير كازنوف، أحد نواب حزب النهضة: "ما حققه بايرو هو مزيج من الاستقرار البرلماني وتفكيك الجبهة الشعبية الجديدة، وهو إنجاز مزدوج لا يمكن التقليل من أهميته".
وخلص التقرير إلى القول إنه بهذا النجاح، رسخ بايرو مكانته كقائد سياسي قادر على المناورة بمهارة داخل برلمان منقسم، مؤمّنًا استقرار حكومته في مواجهة معارضة شرسة وتحالفات هشة.