محللون: دعم اليمين الفرنسي لمرشحة يسارية في البرلمان يعمق أزمة التحالف الحكومي

اعتبر محللون سياسيون فرنسيون أن تصويت اليمين الفرنسي لدعم أورولي تروفاي، مرشحة حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف، لرئاسة لجنة الشؤون الاقتصادية في الجمعية الوطنية الفرنسية، يعمّق أزمة التحالف الحكومي.

وأظهر التصويت "غير المتوقع" انقسامات جديدة داخل التحالف الحكومي بين الكتلة الرئاسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واليمين الفرنسي، مما أثار تساؤلات حول استقرار التحالف.

وفضّل نواب من حزب "الجمهوريين" التصويت لمرشحة "فرنسا الأبية" تروفاي، على حساب المرشح المدعوم من الكتلة الرئاسية لماكرون؛ ما يُشير إلى توترات قد تهدد بتفجير التحالف.

جاء ذلك على خلفية اعتراضات من قادة اليمين على توزيع المناصب داخل التحالف، ما دفع لوران فوكييه، زعيم الجمهوريين، إلى كسر التحالف ودعم المرشح اليساري.

وأثارت تلك الخطوة استياء رئيس الوزراء ميشيل بارنييه وحلفائه، الذين اعتبروا أن غياب التضامن بين أعضاء التحالف يعكس هشاشة الوضع السياسي.

الهوية السياسية

وقال الباحث السياسي في المركز القومي الفرنسي للبحوث العلمية، برونو كورتيز، إن هناك انقساما داخليا في التحالف بين اليمين الفرنسي والمعسكر الرئاسي، موضحًا أن هذا التصويت يعكس انقسامات عميقة بين كتلة ماكرون واليمين التقليدي.

 وأوضح لـ"إرم نيوز" أن اليمين الفرنسي، خاصة حزب "الجمهوريين"، يواجه ضغوطاً داخلية لإعادة تشكيل هويته السياسية بين مساندة الحكومة وتحقيق توازن مع قاعدته الانتخابية، وهو ما دفع البعض لدعم مرشحة يسارية بدلاً من مرشح التحالف.

قوة بديلة

بدوره، قال الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في الشأن البرلماني، كريستوف باربييه، إن هناك طموحات شخصية وسياسية لليمين الفرنسي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2027.

وبيّن لـ"إرم نيوز" أن زعيم الجمهوريين، لوران فوكييه، يحاول تعزيز نفوذه السياسي وتأكيد مكانته داخل اليمين، مما يدفعه إلى اتخاذ قرارات قد تُضعف التحالف الحكومي بهدف تحضير طريقه للانتخابات المقبلة.

 وأشار باربييه إلى أن هذه التحركات داخل التحالف الحكومي تفتح المجال أمام المعارضة المتطرفة، خصوصاً حزب "التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبان، لتستفيد من الانقسامات وتظهر كقوة بديلة قد تكون قادرة على إسقاط الحكومة في المستقبل.

وأوضح أن هذا التصويت هو أكثر من مجرد تصرف تكتيكي، بل يعكس ديناميات جديدة داخل البرلمان الفرنسي قد تؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات السياسية، وتقديم فرص غير متوقعة للمعارضة.

نقص في التضامن

وأعرب رئيس الوزراء ميشيل بارنييه عن خيبة أمله من تصرفات فوكييه، معتبرًا أن التصويت يعكس "نقصًا في التضامن" بين مكونات التحالف.

واتصل بارنييه فورًا بفوكييه ليعبر عن استيائه، لكن الأخير لم يرد عليه، واكتفى بإرسال رسالة يبرر فيها موقفه.

يأتي ذلك في وقت يدور الحديث عن غياب الفهم الواضح بين نواب الجمهوريين وقاعدتهم الانتخابية لخيارات زعيمهم. ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذا التصرف على مستقبل التحالف.