البيت الأبيض: الرسوم المضادة ستدخل حيز التنفيذ يوم الخميس
وصف تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية أزمة مشاركة صحفي في محادثة أمنية أمريكية تتعلق بضرب الحوثيين بأنها "خرق أمني" سيؤثر على تعامل الحلفاء مع الإدارة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مناقشة الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسألة قصف الحوثيين بينما كان صحفي شهير مشاركًا في المحادثة الجماعية ستجعل الحلفاء "يفكرون مرتين" قبل مشاركة الأسرار مع واشنطن.
ورأت الصحيفة أن الدردشة الجماعية التي جرت بحضور، جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، تُتيح للدول المعادية نظرة ثاقبة على نهج إدارة ترامب المتهور في اتخاذ القرارات العسكرية.
وبحسب الصحيفة، فإن الأصل أن تُناقَش المسائل العسكرية الحساسة شخصيًا من قِبل الشخصيات الرئيسة، مجتمعةً داخل غرفة آمنة يلقي فيها الجميع هواتفهم الذكية في صندوق فولاذي خارج الباب.
وقالت إنه بدلًا من ذلك، قامت الدائرة المقربة من الرئيس ودون وجوده بمناقشة أمر عالي السرية والحساسية، وقد يتسبب في فقدان حياة كثير من الأمريكيين في حال تسربه، ضمن مجموعة محادثة أضيف إليها صحفي، ربما عن طريق الخطأ.
وأضافت: على الرغم من علم الجميع أن إدارة الرئيس ترامب "تستهزئ بالتقاليد"، وأن الأمريكيين ذوي النفوذ غالبًا ما يثقون بالصحفيين ويسمحون لهم بالوصول إلى معلومات غير عادية، فإنه لا يمكن لأحد أن يتخيل سابقةً لإضافة صحفي في نقاش محتدم حول عملية عسكرية وشيكة.
وذكرت الصحيفة أن ما يجعل هذا الخرق الأمني لافتًا للنظر أن غولدبرغ لم يكن مشاركًا في النقاش الدائر بين الأطراف الرئيسة حول توجيه ضربة للحوثيين فحسب، بل كان لديه أيضًا معرفة مسبقة بتوقيت العملية وأهدافها.
ومن غرائب المحادثات التي كشف عنها غولدبرغ غياب الرئيس ترامب نفسه عن النقاش. ويبدو أن وجهة نظر القائد العام قد نُقِلَت عن طريق جيه دي فانس، نائب الرئيس، "بالجرعة المعتادة من الازدراء للضعف الأوروبي"، وفقًا لتعبير الصحيفة.
وقالت التلغراف: ربما يرى الرئيس ترامب أن جمع مسؤوليه في غرفة عمليات البيت الأبيض لمثل هذا النوع من النقاش أمر ممل وتقليدي للغاية، كما كان سيفعل أي من أسلافه بالتأكيد.
وتابعت الصحيفة أنه إذا لم تكن وكالات الاستخبارات المعادية على دراية بذلك مُسبقًا، فقد أُتيحت لها فرصة الاطلاع على نهج إدارة ترامب المتهور في اتخاذ القرارات الحيوية، وما لم تُراعَ الإجراءات الأمنية القياسية تمامًا في المستقبل، فقد تكون العواقب وخيمة.
وخلُصت الصحيفة إلى أنه علاوة على المخاطر على حياة أفراد الجيش الأمريكي التي قد يتسبب بها خرق أمني كبير كهذا، يبقى السؤال الأهم: من هي الدول التي ستشارك معلوماتها الاستخباراتية طواعيةً مع إدارة يتصرف كبار مسؤوليها بهذه الطريقة؟.