عززت زعيمة التجمع الوطني في فرنسا، مارين لوبان، حظوظها بالسباق الرئاسي الفرنسي، بعد قرار التصويت على حجب الثقة ضد حكومة ميشيل بارنييه، مؤكدة أنها اتخذت القرار الصائب.
وأظهر استطلاع للرأي، نشرته صحيفة "لوفيغارو"، أن هذا الخيار الإستراتيجي للوبان قد تم تأكيده، إذ أظهر الاستطلاع ارتفاعًا ملحوظًا في شعبيتها.
وبحسب الاستطلاع، الذي أجراه معهد "Ifop"، ستفوز لوبان بحوالي (36 - 38)% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفقًا للمرشحين المحتملين.
ووفق "لوفيغارو"، سجلت نتيجة هذا الاستطلاع ارتفاعًا بنقطتين مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول الماضي، وهو مؤشر مشجع لزعيمة التجمع الوطني.
وقالت إن رئيس التجمع الوطني، جوردان بارديلا، سجل أيضًا نتائج قوية في هذا الاستطلاع، حيث حصل على 34% من الأصوات، ولا سيما في مواجهة رئيس الوزراء الفرنسي المستقيل، إدوار فيليب، الذي سيتحصل على 26% فقط من الأصوات.
ونشرت هذه الأرقام على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل قادة التجمع الوطني، الذين استخدموها للرد على الانتقادات التي طالت التصويت على حجب الثقة عن حكومة بارنييه.
من جانبه، قال النائب عن منطقة موزيل، ألكسندر لوبيتي، المقرب من بارديلا: "مارين لوبان في أعلى مستوياتها بنسبة 38%.. بغض النظر عن النظام، نحن نمثل التغيير"، وفق لوفيغارو.
بدورهم، شعر أعضاء التجمع الوطني بالاطمئنان لهذه النتائج، مؤكدين أن قرار حجب الثقة كان ضروريًّا في ضوء السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل التي تبنتها الحكومة، ولا سيما قرارها المتعلق بتجميد المعاشات.
وقالت لوبان إنها كانت بصدد الامتناع عن التصويت في حال استجاب بارنييه لطلبها بإلغاء هذا القرار.
كما سعى قادة التجمع الوطني إلى تهدئة الأجواء حول تصويت حجب الثقة، مؤكدين أن هذه الخطوة جزء من الإجراءات الدستورية الطبيعية في ظل غياب أغلبية برلمانية.
وقال النائب عن منطقة با-دو-كاليه، برونو بيلد، وهو صديق قديم لمارين لوبان: "فرنسا هي مظلة قديمة شهدت العديد من العواصف".
وبحسب تقرير الصحيفة، كان أحد الأهداف الرئيسية للتجمع الوطني هو إقناع الناخبين من اليمين بجدوى هذه الخطوة، إذ تعرض هؤلاء الناخبون، الذين يتسمون بحساسية تجاه الاستقرار، لخطابات متشائمة حول تأثير حجب الثقة على استقرار البلاد، ولا سيما فيما يتعلق بالمالية العامة والخدمات العامة، إلا أن فريق لوبان سعى لتوضيح أن هذه الخطوة لن يكون لها تأثير سلبي كبير على البلاد.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد أودوكس بعد تصويت حجب الثقة أن 72% من مؤيدي التجمع الوطني كانوا راضين عن هذه الخطوة، مقابل 32% فقط من مؤيدي الحزب الجمهوري الفرنسي "LR"، بحسب لوفيغارو.
وأشارت إلى أنه من أجل تعزيز هذه الديناميكية، ستنظم مارين لوبان وجوردان بارديلا لقاء عامًّا في مدينة إتراباني في منطقة إيور، وهي مدينة كانت قد حصلت فيها لوبان على 60% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية لعام 2022.
وتوقعت الصحيفة أن يشهد هذا اللقاء بداية مرحلة جديدة في حملة التجمع الوطني الرئاسية، مع التركيز على قضايا الزراعة واهتمامات الناخبين في المناطق الريفية.