الجيش الأمريكي: فقدان 4 من جنودنا خلال تمرين تدريبي في ليتوانيا

logo
العالم

مع التلويح بحجب الثقة.. الحكومة الفرنسية أمام سيناريوهات مفتوحة

مع التلويح بحجب الثقة.. الحكومة الفرنسية أمام سيناريوهات مفتوحة
رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييهالمصدر: رويترز
23 نوفمبر 2024، 1:05 م

يجد رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه نفسه في موقف حرج، في ظل تهديدات حجب الثقة التي تلوّح بها المعارضة اليسارية، واليمين المتطرف.

أخبار ذات علاقة

قد تسقط الحكومة.. مخاطر عدم إقرار الموازنة في فرنسا

وطرح خبراء سياسيون فرنسيون سيناريوهات محتملة لخلافة بارنييه، محذّرين من الفوضى.

ورغم الأزمات السياسية والاقتصادية المتفاقمة، يؤكد بارنييه أن الفرنسيين يريدون "الاستقرار والهدوء"، وسط شكوك بأن أيامه في قصر رئاسة الوزراء "ماتينيون" أصبحت معدودة.

ويرى تييري جريجوار، المحلل السياسي الفرنسي المتخصص في الشؤون البرلمانية، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "ميشيل بارنييه يتبع إستراتيجية ذكية تعتمد على استغلال التناقضات بين أحزاب المعارضة، خاصة الاشتراكيين الذين قد لا يرحبون بفكرة إسقاط الحكومة في هذا التوقيت.

وأضاف أنه مع غياب أغلبية واضحة في البرلمان، قد لا تجد المعارضة بديلًا مناسبًا؛ ما يمنح بارنييه فرصة للبقاء والاستفادة من الوضع الحالي لتعزيز موقفه".

وأوضح أن "ضعف الدعم الداخلي في صفوف الأغلبية الحكومية يجعل بارنييه في موقف صعب، لكن رحيله لا يبدو خيارًا مثاليًا لأي طرف. 

ورأى جريجوار أن إدارة بلد يعاني من أزمات اقتصادية حادة، ودَين عام مرتفع، تتطلب توافقًا غير متاح حاليًا، لذا فإن المعارضة قد تستخدم تهديد حجب الثقة كورقة ضغط، لكنها لا ترغب حقًا بتحمّل المسؤولية".

وأشار إلى أن قرار من سيخلف بارنييه سيعتمد على قدرة الرئيس ماكرون على التفاوض مع الأطراف المختلفة داخل البرلمان، مع الأخذ بعين الاعتبار الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب استقرارًا سياسيًا عاجلًا.

أخبار ذات علاقة

فرنسا.. اليمين المتطرف يلوح بإسقاط حكومة بارنييه

 

سيناريوهات محتملة 

ووفقًا للخبير السياسي، فإنه إذا تم تمرير تصويت حجب الثقة ضد ميشيل بارنييه، فإن فرنسا ستواجه مأزقًا سياسيًا معقدًا نظرًا لغياب أغلبية برلمانية واضحة.

وأوضح أنه في ظل هذه الظروف، هناك عدة سيناريوهات محتملة بشأن من سيخلف بارنييه في منصب رئيس الوزراء، وهي اختيار شخصية توافقية داخل الأغلبية الحالية، إذ قد يسعى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تعيين رئيس وزراء يحظى بقبول أوسع بين أعضاء البرلمان، خاصة من اليمين التقليدي والمعتدلين داخل الائتلاف الحاكم.

والسيناريو الثاني، وفقًا لجريجوار، أن يكون المرشح المحتمل لخلافته إدوار فيليب، رئيس الوزراء السابق، الذي يتمتع بخبرة سياسية وعلاقات جيدة مع تيارات عدة، رغم أن عودته قد تواجه مقاومة من بعض الشخصيات في الحكومة الحالية.

وأضاف: أيضًا قد يرشح جان بيير جوفرين، الاقتصادي البارز والمستشار الحكومي السابق، الذي يتمتع بالكفاءة الفنية والقدرة على إدارة الأزمات الاقتصادية التي تواجهها فرنسا.

والسيناريو الثالث، وفقًا للخبير الفرنسي، تعيين شخصية من خارج الطبقة السياسية التقليدية، إذ قد يلجأ ماكرون إلى اختيار شخصية تكنوقراطية غير متورطة في الاستقطابات الحزبية، في محاولة لتخفيف حدة التوتر السياسي.

وأشار إلى أن هناك سيناريو آخر محتملًا بتعيين شخصية محسوبة على المعارضة المعتدلة لتهدئة الأجواء البرلمانية، فقد يلجأ ماكرون إلى تعيين شخصية من المعارضة المعتدلة (مثل الحزب الاشتراكي أو الجمهوريين) لتجنب المزيد من التصعيد.

ورأى الخبير السياسي الفرنسي أنه من الممكن أن يلجأ ماكرون لإعادة الانتخابات البرلمانية، موضحًا أنه إذا تصاعدت الأزمة السياسية إلى حد غير قابل للحل، فقد يلجأ ماكرون إلى خيار حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة بعد يونيو/ حزيران 2025، وفقًا للإطار الدستوري. 

وفي هذا السيناريو، ستبقى الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال إلى حين تشكيل أغلبية جديدة.

والسيناريو الأخير هو الإبقاء على الوضع الراهن مع تغييرات محدودة، ففي حال تعذر الاتفاق على خلف لرئيس الوزراء، قد يلجأ الرئيس إلى تعيين شخصية مقربة من بارنييه أو أحد الوزراء الحاليين مع تعديل حكومي محدود، بحسب الخبير الفرنسي.

 

مخاوف من الفوضى 

بدوره، قال المحلل السياسي الفرنسي ومؤلف كتاب عن التحولات في البرلمان الفرنسي، فرانسوا دوبريه، لـ"إرم نيوز" إن "التحدي الأكبر ليس في تهديد حجب الثقة بحد ذاته، بل في ما سيحدث بعد ذلك". 

ورأى أن المعارضة تعلم جيدًا أن فرنسا بحاجة إلى الاستقرار في وقت تواجه فيه أزمات مالية واجتماعية متفاقمة. لذا، فإن الإطاحة بميشيل بارنييه دون خطة واضحة لإدارة البلاد قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى، وهو ما يفسر التردد في اتخاذ خطوة جذرية كهذه. 

وأضاف دوبريه أن بارنييه قد يبقى، ليس لأنه الخيار الأفضل، ولكن لأنه الخيار الأقل تعقيدًا".

وأشار إلى أن الوضع الراهن يعكس مأزقًا مزدوجًا: حكومة بلا أغلبية ومعارضة تفتقد إلى وحدة حقيقية. وبينما يسعى بارنييه للبقاء من خلال استثمار هذا الانقسام، تظل فرنسا في مواجهة تحديات قد لا تنتظر انتهاء هذه اللعبة السياسية المعقدة.

ووفقًا للخبير السياسي، فإن موقف بارنييه الهادئ يعكس افتقاره لأي طموحات رئاسية، لكن المعضلة الحقيقية تكمن في البدائل المتاحة، حيث تواجه فرنسا وضعًا سياسيًا معقدًا ومشهدًا برلمانيًا منقسمًا.

وأوضح أنه رغم تهديدات المعارضة، يراهن بارنييه على "الائتلاف غير المتجانس" بين اليسار واليمين المتطرف، مشيرًا إلى عدم قدرتهم على تقديم بديل مستقر أو متماسك.

ووفقًا لتحليل دوبريه، فإن إسقاط الحكومة قد يكون واردًا، ولكن تشكيل حكومة جديدة بنفس الظروف سيكون تحديًا أكبر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات