اف تحرك لجنود في موقع الصدح الإسرائيلي الحدودي مع لبنان بقذائف المدفعية

logo
العالم

"مذبحة فاغنر" تضع روسيا أمام معادلة صعبة في الساحل الأفريقي

"مذبحة فاغنر" تضع روسيا أمام معادلة صعبة في الساحل الأفريقي
عناصر فاغنر شمالي ماليالمصدر: AP
14 سبتمبر 2024، 3:31 م

بعد أسابيع عن تكبدها خسائر فادحة في مالي إثر مقتل حوالي 94 عنصرًا من مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية، تجد روسيا نفسها أمام معادلة صعبة في الساحل الأفريقي، خاصة مع تصاعد الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة.

وفرضت روسيا نفوذًا عسكريًا لها منذ طرد القوات الفرنسية والغربية من كل من: مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، إثر انقلابات عسكرية شهدتها هذه الدول.

لكن هذا النفوذ أصبح على المحك، بحسب محللين، في ظل تعثر تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض.

وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية عمرو ديالو، إن "الإنجاز الوحيد الذي يمكن لروسيا التباهي به هو السيطرة على كيدال معقل المتمردين في مالي، لكن لا توجد أي مكاسب أخرى، وهو ما يولّد ضغوطًا على روسيا التي يبدو أنها لم تكن مستعدة لمرحلة ما بعد فرنسا في الساحل الأفريقي".

وأوضح ديالو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه "يمكن القول إن روسيا تعيش مأزقًا في الساحل الأفريقي، لذلك يبقى من غير المستبعد قيامها بمراجعات، فرغم أنها نوَّعت في أدوات تدخلها، مثل: لواء الدببة، وفاغنر، والفيلق الأفريقي، إلا أن الحملة في مالي انتكست بالكمين الذي نصبه الطوارق، فيما الأمور مجمَّدة في بوركينا فاسو، والنيجر".

ورأى أن "روسيا منشغلة أيضًا بجبهة أوكرانيا، لذلك هناك ارتباك على مستوى تدخلها في منطقة الساحل الأفريقي، وربما أبرز دليل على ذلك سحب عناصر من لواء الدببة من بوركينا فاسو من أجل إسناد القوات الروسية في كورسك".

وأنهى ديالو حديثه بالقول إن "ما يجب الانتباه إليه أيضًا هو أن روسيا تواجه إستراتيجيات متعثرة رسمتها المجالس العسكرية في منطقة الساحل الأفريقي، مثل إستراتيجية تجنيد المدنيين في صفوف الميليشيات التي وضعتها بوركينا فاسو، لذلك الفشل تتقاسمه روسيا مع المجالس العسكرية في المنطقة، وهي مجالس منغلقة ولا تقبل أي نقد".

أخبار ذات علاقة

الساحل الأفريقي.. تنمية مؤجلة وفوضى تضعه على حافة الانهيار

 

من جانبه، قال المحلل السياسي قاسم كايتا إن "إستراتيجية روسيا في تعثر مستمر في الساحل الإفريقي، لكن الحديث عن تراجع روسي أو انسحاب أمر سابق لأوانه، ولا يمكن التكهن به، الآن، ذلك أن موسكو أثبتت عنادًا كبيرًا في أوكرانيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وغيرهما".

وأضاف كايتا في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "أي انسحاب روسي سيجد ترحيبًا من قبل قوى أخرى، مثل: تركيا، والولايات المتحدة الأميركية، والقوى الغربية والمنضوية تحت لواء حلف شمال الأطلسي ككل، وهي قوى تسعى إلى العودة، لذلك لا يمكن لروسيا أن تمنح هؤلاء هكذا هدية، وأن تقول لهم لقد فشلت في الساحل الأفريقي".

وأكد أن "روسيا ستسعى إلى مجاراة الوضع الراهن في اعتقادي، مع إنكار حدوث خسائر إلى حين وضع إستراتيجيات جديدة تتماشى والواقع العسكري والميداني الراهن في منطقة الساحل الأفريقي".

 

أخبار ذات علاقة

هل ينجح "الفيلق الإفريقي" بإنجاز ما فشلت به فاغنر في دول الساحل؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC