logo
العالم

هل يغير "أوريشنيك" قواعد الاشتباك بين موسكو والناتو؟

هل يغير "أوريشنيك" قواعد الاشتباك بين موسكو والناتو؟
صواريخ روسيةالمصدر: رويترز
23 نوفمبر 2024، 9:08 ص

بينما أذنَ الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، شهد الصراع بين كييف وموسكو ضربة روسية غير متوقعة.

وللمرة الأولى في الحرب التي انطلقت منذ 1000 يوم، شنّت موسكو هجومًا عنيفًا بصاروخ باليستي عابر للقارات على مدينة دنيبرو وسط أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

بعد استفزاز روسيا بالصواريخ البريطانية.. هذه خيارات موسكو

 

جاء ذلك بعد التهديدات التي أطلقتها روسيا بشأن استخدام أوكرانيا صواريخ أمريكية وأوروبية في استهداف أراضيها.

ويقول خبراء إن صاروخ "أوريشنيك" الذي أطلقته روسيا لا يمكن صده عبر الدفاعات الجوية الغربية.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو شنّت هجومًا بصواريخ باليستية متوسطة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرًا الغرب من أن موسكو قد تضرب المنشآت العسكرية لأي دولة تستخدم أسلحتها ضد روسيا.

والصواريخ الباليستية العابرة للقارات هي صواريخ قادرة على الوصول إلى أهدافها لمسافة تصل لـ 5500 كيلومتر، ومصممة بشكل أساس لإيصال الأسلحة النووية، ويمكن تركيب الرؤوس الحربية النووية على الصاروخ، وكذلك الرؤوس الحربية التقليدية والأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

 

رسالة روسية 

وأعلن الكرملين، على لسان متحدثه دميتري بيسكوف، أن الرسالة الأساسية لإطلاق صاروخ باليستي جديد متوسط ​​المدى على أوكرانيا هي أن القرارات والأفعال المتهورة للدول الغربية، التي تنتج الصواريخ وتزود بها أوكرانيا وتشارك لاحقا في هجمات على الأراضي الروسية، لا يمكن أن تظل دون رد فعل من الجانب الروسي.

وأكد خبراء، لـ"إرم نيوز"، أن "إطلاق الصاروخ رسالة روسية إلى القادة الأوروبيين الذين لا يزالون يتحدثون عن دعمهم لأوكرانيا، خاصة أن أحدث أنظمة الدفاع الجوي في أمريكا لا تستطيع إسقاط الصواريخ الروسية الجديدة".

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، نزار بوش، أن "الرد الروسي يأتي لتبريد ما يسمى بالرؤوس الحامية في أوكرانيا والغرب وأمريكا".

وقال بوش، لـ"إرم نيوز"، إن "صاروخ أوريشنيك الذي أطلقته روسيا صاروخ جديد فرط صوتي لا تستطيع أي منظومات جوية إسقاطه".

ولفت إلى أن "إطلاق الصاروخ رسالة من روسيا إلى القادة الأوروبيين الذين لا يزالون يتحدثون عن دعمهم لأوكرانيا، وضرورة الانتصار الاستراتيجي على روسيا".

ورأى بوش أن "الصواريخ الباليستية العابرة للقارات قادرة على تغيير مجريات الحرب بشكل سريع، وتدفع روسيا لمزيد من التقدم داخل الأراضي الأوكرانية وتحرير مزيد من الأراضي في الدونباس".

وتابع: "مع حلول عام 2025 قد نرى تحريرا كاملا للأراضي في كورسك الروسية التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية".

أخبار ذات علاقة

روسيا تعلن توجيه "ضربة قاضية" لقوات النخبة الأوكرانية

 

سيناريوهات

من جانبه، رأى مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات في روسيا، آصف ملحم، أن "الصراع الآن يستهدف بناء نظام دولي جديد وفق المقاييس الروسية الصينية، وانهيار المنظومة الغربية الإمبريالية كلها".

وقال ملحم، لـ"إرم نيوز"، إن "السيناريوهات المحتملة بعد إطلاق الصاروخ العابر للقارات هي استمرار الغرب في استنزاف روسيا أو بدء حرب نووية كبرى، خاصة أن هذا الصاروخ يعتبر تحذيرا شديد اللهجة من روسيا للدول الغربية وأمريكا بأن الضربة القادمة ستكون في إحدى دول حلف الناتو".

وأشار إلى أن "أبرز الدول المرشحة لتلك الضربة الروسية المحتملة بولندا؛ نظرًا لاحتوائها على العديد من القواعد العسكرية، وأيضا جميع الأسلحة التي تأتي إلى أوكرانيا تمر عبرها".

 

وذكر ملحم أن من هذه الدول أيضا "جمهوريه التشيك التي تضم بعض القواعد العسكرية الأمريكية وأجزاء من الدرع الصاروخية الأمريكية، ورومانيا، خاصة أن معظم طائرات إف 16 التي انطلقت لأوكرانيا جاءت من القواعد الجوية الرومانية، والدولة الرابعة التي قد تستهدف من قبل روسيا هي بريطانيا".

وتابع: "إذا أقدمت روسيا على هذه الخطوة بالفعل، قد نكون أمام رد من حلف الناتو على روسيا، ومن ثم حدوث اشتباك مباشر بين الناتو وروسيا، وهذا ليس من مصلحة روسيا".

واعتبر ملحم أن "العالم يمر بأيام عصيبة، ولا أحد يعرف كيف ستسير الأمور، إما أن يتم إيقاف إطلاق النار دون أي شروط مسبقة على الإطلاق، أو الوقوع في حرب عالمية ثالثة، التي ستتحول بعد فترة زمنية قليلة إلى حرب نووية بالتأكيد".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC