وكالة: روسيا وأمريكا ستجريان محادثات بمشاركة الأمم المتحدة
قالت صحيفة "إل بايس" الإسبانية، إن أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة أظهرت نفوذ الملياردير إيلون ماسك والصعوبات التي ستواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأضافت الصحيفة أن المفاوضات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يوم الجمعة، حول إقرار قانون التمويل المؤقت لتجنب إغلاق الحكومة، ومنع انقطاع الإنفاق العام يُعد دليلًا مهمًّا على الصعوبات التي سيواجهها الرئيس ترامب وإدارته التي تضم مليارديرات، لتنفيذ أجندتها في ظل كونغرس يكاد يهيمن عليه الجمهوريون.
وتابعت: "كما كان هذا اليوم بمنزلة اختبار للنفوذ السياسي الهائل الذي يتمتع به إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، الذي سيحتفظ بهذا النفوذ في السنوات الأربع القادمة، طالما ظل صديقًا مقربًا لترامب".
وأردفت الصحيفة أنه "كان لماسك دور كبير في تأجيج المناقشات خلال 150 تغريدة وتهديدات علنية مثل: "أي عضو في الكونغرس يصوت لصالح مشروع قانون الإنفاق المفرط هذا يستحق الطرد في الانتخابات القادمة بعد عامين!".
ولم يتسبب ماسك فقط في فوضى تشريعية قبيل عيد الميلاد، بل أثر أيضًا على التخطيط السياسي السلمي المعتاد بين الديمقراطيين والجمهوريين لتوديع العام، بحسب "إل بايس".
وأشارت إلى أن ما فعله كان بمنزلة بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بين الأوليغارشية والسلطة السياسية في الولايات المتحدة، حيث الثروة غالبًا ما تُعدُّ قيمة بحد ذاتها.
ووفق تقرير الصحيفة فإنه "على الرغم من تسرعه الواضح في توجيه الأمور، فإنه يتصرف علنًا أمام 200 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعله يدفع بزعيم مجلس النواب مايك جونسون، إلى حافة الهاوية حتى أصبح ترامب نفسه في النهاية "محرجًا" من التطورات".
وتابعت أنه "في الوقت ذاته، أثار ماسك أيضًا قلقًا بشأن استثماره الكبير الذي يقدر بحوالي 260 مليون دولار في حملة ترامب الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض، ما يوحي بأن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من خطة أوسع للسيطرة على العالم السياسي".
وفي النهاية، حصل مشروع القانون على موافقة 366 من أعضاء الكونغرس من أصل 435.
وكان من المؤلم بالنسبة لترامب أن مطالبه لزيادة سقف الديون أو إلغائها قد تم التخلي عنها، في ظل تصويت 38 من الجمهوريين ضد الاتفاق الذي كان يدعمه الرئيس المنتخب.
المال لتحقيق الوعود
وفي محاولة لتحقيق وعدين رئيسين؛ الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين وتقليص الضرائب، يسعى ترامب إلى تمديد سقف الديون حتى عام 2027.
وقالت الصحيفة إنه مع اقتراب تشكيل الكونغرس الجديد في 3 يناير/ كانون الثاني، فإن تمديد هذا السقف سيكون نقطة الخلاف القادمة.
وأشارت إلى أنه "رغم فوزه في الانتخابات وفي الولايات السبع الحاسمة، فإن النصر لم يكن حاسمًا كما زعم في ليلة الانتخابات. وفي مجلس النواب، انخفض عدد المقاعد الجمهورية من 222 إلى 220، مقابل 215 للديمقراطيين".
وذكرت الصحيفة أن التحدي الأول لترامب، الذي يمثل أيضًا اختبارًا للقيادة السياسية لجونسون، سيكون انتخاب رئيس مجلس النواب في 3 يناير/ كانون الثاني.
ويواجه جونسون، الذي يحتاج إلى جميع الأصوات، ضغوطًا كبيرة وسط انقسامات داخل حزبه، وفق المصدر ذاته.
وأكدت أنه "في هذه الظروف، من الصعب تصديق أن وصول ترامب، السياسي الذي لا يمكن التنبؤ به، والذي ترك منصبه لتحريض التمرد، سيغير الوضع، خاصة في ظل دور ماسك المدمر، الذي ظهر مؤخرًا للتحدث مع أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين" وفق تعبيرها.
وختمت الصحيفة أنه في هذا السياق، تبدو السياسة الأمريكية في ظل ترامب مليئة بالمفاجآت والانقسامات العميقة، حيث تتشابك المصالح الشخصية للأثرياء مع السلطة السياسية بشكل غير مسبوق.
