قصف عنيف على خان يونس جنوبي قطاع غزة
أكد خبراء فرنسيون لـ"إرم نيوز" أن انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لوزراء حكومة ميشيل بارنييه، ووصفهم بـ"الافتقار إلى الاحترافية"، يعكس التوترات الداخلية والخارجية في الإليزيه.
وأضاف الخبراء أن تصريحات حكومة بارنييه حول إسرائيل، تسببت في إثارة جدل كبير في الأوساط السياسية الفرنسية.
وعدّ الباحث في العلوم السياسية والمتخصص في الشرق الأوسط، جيل كيبيل، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات الوزراء في فرنسا تعكس توتراً داخلياً في الحكومة حول كيفية التعامل مع إسرائيل والشرق الأوسط، وهو ما يشير إلى خلافات حول السياسات الخارجية للحكومة الفرنسية.
ويعتقد كيبيل أن ماكرون يحاول إعادة ضبط موقف فرنسا بطريقة تحافظ على توازن حساس في علاقاتها مع الدول العربية وإسرائيل، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تغيرات كبيرة.
وعدّ الباحث السياسي أن تصريحات وزراء حكومة بارنييه جاءت في وقت حساس، مشيراً إلى أن ماكرون في موقفه الحازم يحاول من خلاله الحفاظ على مصداقية فرنسا كوسيط محايد في المنطقة.
ووفقاً لكيبيل، فإن الاحترافية الدبلوماسية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى لفرنسا، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية.
"تدهور النقاش العام" في فرنسا
وفي أحدث تصريحاته، انتقد ماكرون بشدة "عدم الاحترافية" لبعض وزراء حكومة ميشيل بارنييه، الصحفيين والمعلقين، بسبب ما وصفه بتشويه التصريحات المتعلقة بإسرائيل، وهو ما أدى إلى جدل واسع.
جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، الخميس، حيث أكد ماكرون أنه لا يحتاج "إلى من يتحدث باسمه" فيما يتعلق بموقفه من الأوضاع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى "تدهور النقاش العام" في فرنسا.
وفي سياق متصل، أكد ماكرون، في اجتماع لمجلس الوزراء الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يجب أن يلتزم بقرارات الأمم المتحدة، مذكّراً بأن قرار الأمم المتحدة عام 1947 هو الذي أسس دولة إسرائيل، في إشارة إلى القرار 181 الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين، يهودية وعربية.
من جانبه، رد نتنياهو على هذه التصريحات في بيان رسمي قائلاً: "لم يكن قرار الأمم المتحدة هو الذي أسس دولة إسرائيل، بل الانتصار الذي حققناه في حرب الاستقلال بفضل دماء مقاتلين أبطال، كثير منهم كانوا من الناجين من المحرقة، ومن بينهم ناجون من نظام فيشي الفرنسي".
وعلق الخبير الفرنسي في الشؤون الدولية جون مارك لاروك لـ"إرم نيوز"، على تصريحات ماكرون قائلاً: "هذه التصريحات تعكس التوتر المتزايد بين فرنسا وإسرائيل في الفترة الأخيرة، خصوصاً مع تزايد الانتقادات الفرنسية للسياسات الإسرائيلية. ماكرون يحاول الموازنة بين موقفه الحازم والدبلوماسية".
وأشار الخبير السياسي إلى أن "ماكرون يسعى للتأكيد على دوره كصوت مستقل في الشرق الأوسط، ولكن تصريحاته حول قرار الأمم المتحدة قد تزيد من التوترات مع إسرائيل، خاصةً في ظل التحالفات الدولية المعقدة".
