الجيش الأوكراني: هجوم روسي بطائرات مسيرة على خاركيف الأوكرانية
رجّح خبيران أن تُمرر أوروبا مشروع القرار الأمريكي بشأن أوكرانيا، الداعي إلى نهاية سريعة للحرب الروسية الأوكرانية وإلى سلام مستدام بين البلدين.
ومع بداية العام الرابع على الحرب، تلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين في الذكرى السنوية الثالثة لبدء الحرب، في وقتٍ تسعى فيه الولايات المتحدة لمواجهة المُحاولات الأوروبية الأوكرانية لتقويض مُحاولاتها لإنهاء الصراع مع موسكو.
ولأول مرة لم تشارك واشنطن منذ بدء الحرب في صياغة مشروع قرار أوروبي مناهض لروسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا.
وصاغ القرار كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وسويسرا وبولندا ودول البلطيق، وتضمن اتهام موسكو مرة أخرى بما أسموه "قصف البنية التحتية المدنية"، وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبت أوكرانيا بسحب مشروع قرارها إلا أن كييف رفضت الانصياع، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
بدورها سلمت واشنطن مشروع قرار إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في الجمعية العامة، وتضمن الدعوة إلى نهاية سريعة للنزاع وإلى سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا، وجاء المشروع في صياغة مقتضبة تنطوي على اختلاف كبير مقارنة مع نصوص سابقة للجمعية تدعم صراحة أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن مسؤولين من بريطانيا وفرنسا طلبوا من الولايات المتحدة تعديل مشروع القرار الأمريكي، إلا أن واشنطن رفضت، بل دعت إلى "تأييد" مشروعها "بهدف رسم مسار نحو السلام"، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
فيما وصف فاسيلي نيبينزيا السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، مشروع القرار الأمريكي بأنه "فكرة سديدة"، لكنه بيّن أنه يفتقر لما يشير إلى "جذور" النزاع.
وقال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز دراسات ديميتري بريجع، إن موافقة الدول الأوروبية على مشروع القرار الأمريكي مرهونة بشكل الاتفاق وكيف سيكون.
وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن دول الاتحاد الأوروبي تفهم أن التعامل واللعب بالطريقة التي لا يريدها ترامب سوف تسبب مشكلات مع الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية غير مستعدة لخوض مواجهة مع ترامب.
وبيّن بريجع أن ذلك "يعني أنه في حالة رفض الدول الأوروبية لتمرير مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن سوف يعاقبهم ترامب بالملفات الأمنية والاقتصادية وحتى بملف دول حلف شمال الأطلسي، الذي يمكن أن تخرج الولايات المتحدة الأمريكية منه".
وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي لديها مواقف مختلفة، حيثُ إن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أكثر دعمًا لترامب، أما ألمانيا فلديها موقف داعم لأوكرانيا ولكن متحفظ نوعًا ما، أما بريطانيا أيضاً لديها موقف داعم لأوكرانيا وبولندا وأرمينيا تدعمان أوكرانيا وكل دولة لديها مواقف مختلفة.
ومضى بريجع قائلًا: إنه "إذا نظرنا للوضع القائم فقد يكون هناك اختلافات بينما إذا كان هناك صفقة لا نعلمها بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، فإن ذلك سيعني موقفاً موحداً لأن لا أحد منهم يريد المواجهة مع ترامب، لأن خسارة الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون عواقبها وخيمة على الدول الأوروبية".
وأوضح أن واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن هي من كانت تقود الاتحاد الأوروبي بفرض العقوبات على روسيا وقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية معها والآن العودة إلى مسار جديد غير معروف كيف سينتهي.
ولفت بريجع إلى أن التخوفات الأوروبية تتمثل في أن يذهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد نجاحه في أوكرانيا إلى أبعد من أوكرانيا مما يهدد كل دول حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي خاصة بولندا وأرمينيا والدول التي كانت جزءا من الاتحاد الأوروبي في السابق، وفق تقديره.
ورجح أن يتم تمرير مشروع القرار الأمريكي بشأن أوكرانيا حتى لا تخسر أوروبا الولايات المتحدة وحلف "الناتو".
من جانبه، رجح الدكتور رامي القليوبي، أستاذ الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن توافق أغلبية دول حلف "الناتو" على مشروع القرار الأمريكي باستثناء فرنسا، التي دعت إلى قمة طارئة للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لمواجهة المفاوضات المنفردة بين واشنطن وموسكو حول تسوية الأزمة الأوكرانية بمعزل عن أوروبا.
وأضاف القليوبي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه نتيجة للضغط والتهديد الأمريكي بالخروج من حلف "الناتو"، وخوف أوروبا من العقوبات الأمريكية قد يدفع الدول الغربية لإظهار وحدة الصف في مواجهة روسيا وبالتالي ستصوت في النهاية لصالح القرار الأمريكي.
وأشار إلى أن الدول الغربية ليس لديها القدرة على عرقلة مشروع القرار الأمريكي خوفا من العقوبات، التي قد تشهدها وتحديدا العقوبات الأمنية بانسحاب الولايات المتحدة من "الناتو"، بسبب عدم التزامها بزيادة الإنفاق الدفاعي، وهو ما ظهر جليا في تهديدات الرئيس ترامب سواء خلال حملاته الانتخابية أو بعد توليه منصبه في البيت الأبيض.
وذكر القليوبي أن جلسة مجلس الأمن غدا قد تشهد وضع آليات الخطة الأمريكية لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني وتنفيذها فورًا، مضيفا "لذا فإن هناك توقعات بإنهاء النزاع في غضون أسبوع من التصويت على المشروع الأمريكي".